في كتابه الجديد رؤيا التماثل

محمد مفتاح يقترب عقلانياً من فلسفة الاختلاف

الثلاثاء 28 غشت 2007 - 09:29

عن المركز الثقافي العربي في الدار البيضاء وبيروت، صدرت الطبعة الأولى من رؤيا التماثل أحدث كتاب للكاتب والمفكر المغربي والفائز بجائزة سلطان العويس الثقافية الدكتور محمد مفتاح.

ويأتي هذا الكتاب المهم بعد كتب أخرى لاتقل أهمية وهي : التشابه والاختلاف، المفاهيم معالم، مشكاة المفاهيم، الشعر وتناغم الكون.

اعتبر المفكر الدكتور محمد مفتاح هذا الكتاب تجذيرا لتلك المبادئ، وتعميقا لتلك المنهجية، وسعيا حثيثا نحو تلك الغايات النبيلة، ولهذا أسماه برؤيا التماثل.

رصد الدكتور محمد مفتاح في مدخل الكتاب مبادئ تلك الاطروحات وأبعادها في مجال جغرافي محدد، حيث جرى تناول مبحث الزمنية تجلياتها في إطار زمني وفضائي خاص ليمكن الربط بين الأعمال الفكرية والبنيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية.

ولتحقيق هذا الربط كانت هناك فصول ثلاثة، أولها بعنوان زمن المدينة؛ وقد حلل أثرا فكريا يعكس مشاغل سكان مدنية مستقرة ذات علاقات متشابكة، وثانيها بعنوان زمن العصبية الذي اهتم بعمل تنظيري للحكم القبلي المتأسس على العصبية، وثالثها بعنوان زمن القبلية، وقد شخص أعراض فكر مفتقد لفضاء مدني مزدهر، ولسند قبلي فاعل
سعى كتاب رؤيا التماثل بتقديمه ومدخله وفصوله وخاتمته أن يكشف عن البنيات العميقة المشتركة بين أناس يتوطنون في مجال معين مما جعلهم يتفاعلون ويتفاهمون ويتبادلون المصالح والمنافع ويتواجهون من أجلها، لكنهم كانوا يحتكمون إلى معايير ومكتوبات وتقاليد قبل أن تهيمن الداروينية الشعبية والماركسية الحرفية والنظريات السياسية النفعية؛ أي قبل انتشار أطروحات البقاء للأصلح، وصراع الطبقات، وصراع الحضارات والثقافات؛ وهي أطروحات ناتجة عن قياس عالم الإنسان على عالم الحيوان.

الكتاب مقاربة عقلانية للدفاع عن فلسفة التماثل التي هي أساس لفلسفة الاختلاف؛ وإذ هي كذلك فإنها تشييد، وكل تشييد يتم في مقتضيات أحوال؛ ومقتضيات الأحوال في صيرورة غير متناهية؛ إلا أن اتجاه الصيرورة يرجح فلسفة على أخرى ويتكون كتاب رؤيا التماثل من 320 صفحة وصمم غلافه الفنان العالمي بولناسكي




تابعونا على فيسبوك