وثيرة التقدم خفت خلال التسعينات بالدول العربية

يصل أقل من 8 من أصل 10 أطفال في المرحلة الابتدائية يصلون إلى الصف 5

الثلاثاء 19 يونيو 2007 - 10:15
تتقدم الدول العربية ببطء نحو تحقيق تعلم القراءة والكتابة الشامل

أفاد تقرير عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الدول العربية حققت خلال العقود الأخيرة تقدما ملحوظا نحو العديد من الأهداف التنموية للألفية.

فخلال الفترة الممتدة بين عامي 1970 2001 ارتفعت بشكل ثابت نسب القادرين على القراءة والكتابة ضمن الفئة العمرية بين 15 و24 عاما من 35 في المائة إلى حدود 77 في المائة وتزايد معدل الحياة المتوقعة عند الولادة من 51 سنة إلى68 سنة.

وأمنت شبكات البنى التحية الجديدة المياه لحوالي 83 في المائة من السكان، في الوقت الذي وصلت فيه شبكات الصرف الصحي إلى 87 في المائة من سكان المدن.

وأضاف البرنامج أنه بالرغم مما جرى ذكره، فإن وثيرة التقدم خفت خلال التسعينات من القرن الماضي إذ لازمت نسبة الأطفال الملتحقين بالمرحلة الابتدائية من التعليم خلال هذه الفترة الـ 80 في المائة وارتفعت بمقدار قليل نسبة الفتيان في مقابل الفتيات في المرحلتين الابتدائية والثانوية، وبقيت أعداد الوفيات بين الأمهات مرتفعة بحدود 500 وفاة لكل 100 ولادة حية.

وأوضح المصدر ذاته أن الدول العربية تواجه تحديات تنموية مهمة مازال حوالي 10ملايين طفل خارج المدارس، وعلى الرغم من ازدياد عدد النساء المتعلمات بنسبة ثلاثة أضعاف منذ العام 1970 فإن التفرقة بين الجنسين النوع الاجتماعي، مازالت مستمرة، وأكثر من نصف النساء مازلن أميات، ولا يصل عدد المقاعد التي يشغلنها في الهيئات التشريعية إلا 5 في المائة من مجموع المقاعد.

كما لم يكن التقدم متساويا في أرجاء المنطقة العربية، ولا ضمن إطار الدولة العربية الواحدة, ومع إدراك أن المؤشرات التجميعية قد لا تعكس دائما أداء الدول المنفردة أو استفادة مختلف الشرائح الاقتصادية والاجتماعية من إجمالي ومعدلات التقدم، يمكن القول بأنه في حين استطاع العديد من البلدان مع بدء الألفية الجديدة سد حاجياته سواء على صعيد التعليم أو الصحة أو الإسكان، فإن بلدانا أخرى مازالت تعاني الفقر والجهل والأمراض والجوع، وهي مجالات تستدعي الاهتمام على الفور، إذا ما أرادت هذه الدول تحقيق الأهداف التنموية للألفية بحلول عام 2015.

ويوثق هذا التقرير مستوى معيشة الناس اليومية ووثيرة التقدم في البلدان العربية بالنسبة إلى العديد من الأهداف التنموية للألفية، وللتوضيح فقد وضعت مستويات التقدم في الأشكال ذات النقاط في حين يمكن تتبع وتيرة التقدم من خلال (الأشكال ذات الأعمدة العرضية)، وعند القراءة المشتركة لهذه المعلومات، يتبين في العديد من الحالات أن البلدان العربية ذات التنمية الإنسانية أقل، قد حققت التقدم خلال التسعينيات، وهذا يعني أن الصورة الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة ككل، قد أصبحت أقل تناسقا وانسجاما، من تضييق الفجوات بين الدول العربية، في إطار الدولة الواحدة لتحقيق »الأهداف التنموية للألفية«، ولتحسين مستوى معيشة الناس اليومية الإنسانية، ولتحقيق التنمية المستدامة.

ويعتبر القضاء على الفقر والجوع الشديدين الهدف الأول من »الأهداف التنموية للألفية - في البلدان العربية على أساس تحقيق الغاية المتمثلة في خفض نسبة الأشخاص ذوي الدخل الذي يقل عن دولار واحد يوميا إلى النصف بين عامي 1990 و2015 إن المسح الدقيق للأبعاد الحقيقية لفقر الدخل في الدول العربية يعد مهمة معقدة, وحسب تقديرات البنك الدولي المنشورة حول فقر الدخل في سبع دول عربية بالاستناد إلى خطوط الفقر الوطنية.

فإن آخر الأرقام تشير إلى أن الفقر يطال 10في المائة من السكان في كل من الأردن وتونس وحوالي 20 في المائة من في الجزائر ومصر والمغرب و 40 في المائة في اليمن و46 في المائة في موريتانيا .

وأشار إلى أنه بالنظر إلى الأنماط والاتجاهات الأخيرة يمكن أن ترتفع هذه الأرقام في المستقبل القريب, ففي النصف الثاني من التسعينيات ازدادت نسب الأشخاص الذين يكافحون للبقاء في ظل الفقر في كل من الجزائر والمغرب، في حين بقيت هذه النسب مستقرة في تونس، بالإضافة إلى ذلك تضاعف نسبة الفقر تقريبا في جيبوتي وبقيت مرتفعة في موريتانيا، في المقابل وكتوجه إيجابي مشجع، انخفضت نسب الفقر في أرياف معظم الدول العربية تزيد بشكل ملحوظ عما هي عليه في المراكز الحضرية.

وبخصوص الغاية المتمثلة في خفض نسبة الذين يعانون الجوع إلى النصف بين عامي 1990و2015 فمن المرجح أن لا تحقق الدول العربية هذه الغاية من »الأهداف التنموية للألفية« بسبب معدل التراجع البطيء، أو حتى المنعدم خلال التسعينيات في نسب الأشخاص الذين يعانون نقصا في التغذية ، وعلى الرغم من أن العديد من الدول العربية تتقدم بقفزات مهم نحو تحقيق هذه الغاية، كما هو الحال في مصر والكويت والسعودية والسودان, فإن 6 بلدان في المقابل مازالت خارج المسار المطلوب, لا بل أن 4 بلدان عربية أخرى قد تراجعت في هذا المجال.

وأفاد التقرير أن نقص التغذية في العالم كان في عام 2000 مسألة نادرة نسبيا في 9 بلدان من أصل 13بلدا عربيا، توفرت عنها بيانات.

غير أن هذه الآفة ما تزال تطال ما يتراوح بين واحد إلى ثلاثة من أصل كل عشرة أشخاص في كل من العراق وموريتانيا والسودان واليمن وليرتفع هذا العدد في الصومال إلى أكثر من سبعة من أصل كل 10 أشخاص.

وكان تحقيق التعليم الابتدائي الشامل الهدف الثاني للأهداف الألفية التنموية في البلدان العربية، والتي كانت غايتها مع حلول العام 2015، ضمان تمكين الأطفال فتيانا وفتيات على حد سواء، وفي كل مكان من إكمال المقرر الدراسي الكامل للمرحلة الابتدائية.

لم يكن التقدم الذي تحقق خلال التسعينيات ثابتا لضمان الوصول إلى الغاية المرجوة من هذا الهدف التنموي للألفية وفي الوقت الذي كانت فيه 6 بلدان من أصل 13 توفرت حولها البيانات على المسار الصحيح للوصول إلى هذه الغاية بحلول عام 2015 .
انخفضت فعليا نسب الأطفال الملتحقين بالمدارس الابتدائية في خمسة بلدان عربية أخرى.

تعتبر معدلات الالتحاق بالمرحلة الابتدائية في المنطقة العربية، منخفضة نسبيا بمعدلات تراوحت حول الـ 80 في المائة، إلا أن المنطقة تحتوي العديد من قصص النجاح في هذا المجال كما هو الحال في كل من العراق والأردن, التي جاوزت هذه المعدلات فيها الـ 90 في المائة.

كما حقق كل من المغرب والكويت تقدما كبيرا على الرغم من المعدلات المنخفضة في البداية.

أما في الجزائر وتونس فإن التقدم السريع الذي أحرزتاه، ابتداء من معدلات التحاق مرتفعة أصلا يعني أن تحقيق الغاية المتعلقة بالتعليم فيهما هو في متناول اليد
كانت نسب التسرب من المدارس منخفضة نسبيا في المنطقة العربية، إذ يكمل حوالي 9 من أصل كل 10 تلاميذ ملتحقين بالمرحلة الابتدائية دراستهم حتى الصف الخامس على الأقل, وحققت 6 بلدان عربية تحسنا ملحوظا خلال التسعينيات ليتمكن 95 في المائة من أطفالها الملتحقين بالمدارس الابتدائية حاليا من الوصول إلى الصف الخامس، بالمقابل يصل أقل من 8 من أصل كل 10 أطفال في المرحلة الابتدائية إلى هذا المستوى في كل من جزر القمر وجيبوتي وموريتانيا والمغرب وعلى وجه الخصوص تكافح موريتانيا والسودان للتخلص من الآثار السلبية لعقد من التراجع وتناقص الفعالية في هذا المضمار ولاحظ التقرير أن المنظمة العربية تتقدم ببطء نحو تحقيق تعلم القراءة والكتابة الشامل(محو الأمية) لدى الشباب المتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة.

فبدأ بمتوسط لمعدلات القراءة والكتابة بين الشباب بلغ 67 في المائة في عام 1990، ولم ترتفع هذه المعدلات على صعيد المنطقة العربية في العام 2000 إلا إلى ما نسبته 77 في المائة فقط.

وفي حين أنه من المحتمل أن يتمكن 12 بلدا من أصل 20 من تحقيق التعليم الشامل للشباب بحلول عام 2015 فإن ثمانية بلدان أخرى تتقدم بوثيرة أبطأ علما بأنها تضم بعض أكثر البلدان العربية كثافة بالسكان.

إن الأمر يتطلب بذل المزيد من الجهود في كل من مصر والعراق والمغرب واليمن، وفي كل من جزر القمر وموريتانيا بشكل خاص إذ يعمق التقدم البطيء الانخفاض الأصلي في معدلات القادرين على القراءة والكتابة.

يعد محو الأمية في الأرياف أولوية في العديد من البلدان العربية، ففي كل من الجزائر والمغرب وتونس تبلغ نسبة الأميين من المراهقين في الريف ضعف ما هي عليه في المناطق الحضرية تبرز المعلومات المتوفرة العديد من التناقضات فبعض البلدان
سجلت معدلات عالية للقراءة والكتابة بين الشباب.في حين كانت معدلات الالتحاق بالمدارس عالية في بعض البلدان الأخرى,في حين كانت معدلات الأمية بين الشباب لديها أيضا مرتفعة.

إن هذه الأمور تستدعي المزيد من الاستثمار لتوفير إحصائيات أفضل حول أنماط التوجه والتقدم نحو الأهداف التنموية للألفية.




تابعونا على فيسبوك