اختار الإتحاد الإفريقي للملاكمة تحت إشراف الجمعية الدولية للملاكمة الهاوية الحكم الدولي المغربي عبد الهادي كنيان "أحسن حكم" خلال بطولة إفريقيا للأمم التي احتضنتها مدغشقر بين 19 و28 من شهر ماي الماضي. وبذلك حصل على دعوة للتحكيم خلال بطولة العالم المقبلة ف
وقال كنيان الذي يشتغل أستاذا للتربية البدنية بثانوية مولاي عبد الله بالدار البيضاء انه كان يتوقع هذا التتويج "ولو أنه جاء متأخرا" مقارنة مع مشواره الطويل في التحكيم الذي يفوق 30 سنة.
وستتكلف الجمعية الدولية للملاكمة الهاوية بمصاريف تنقل وإقامة الحكم المغربي في شيكاغو. وقبل السفر لبلاد العم سام, سيقود عبد الهادي أهم المباريات في الألعاب الإفريقية التي ستحتضنها الجزائر قريبا.
وكان كنيان تلقى دعوة مماثلة للتحكيم في بطولة للعالم للملاكمة النسوية سنة 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية إلا انه لم يستطع السفر نضرا لتوصله بالدعوة يومين فقط قبل انطلاق المنافسات, في حين أن إجراءات الحصول على الفيزا في تلك السنة التي شهدت تفجيرات 11 شتنبر كانت جد معقدة وتطلب وقتا طويلا.
يعد عبد الهادي كنيان واحد من أربعة فقط من الحكام المغاربة الحاصلين على صفة "حكم دولي حرف ألف". لا يذكر عدد المباريات التي قادها. يقول: "منذ السبعينات وأنا أمارس التحكيم كل نهاية أسبوع وخلال العطل المدرسية." لكنه يذكر على الأقل عدد المباريات التي لعبها بصفته ملاكما والتي لم تتجاوز, بحسب قوله, خمسة". إذ انه اقتنع تحت إصرار العائلة بالتخلي عن الرياضة التي كان يمارسها شقيقه الأكبر المقيم حاليا بكندا, والتركيز على الدراسة. وكان آنذاك يتابع دراسته في قسم الباكلوريا.
بعد التخرج من مدرسة تكوين أساتذة السلك الثاني في التربية البدنية, وجد كنيان نفسه مدفوعا للعودة إلى هوايته المفضلة فوق الحلبة. لكن هذه المرة بصفته حكما لا ممارسا.
وأفاد أن من بين الأبطال المغاربة من تتلمذ على يديه في ثانوية مولاي عبد الله امثال لاعبي كرة القدم الحداوي وصابر وبطل القفز العلوي تيزي وبطل الجيدو في وزن 120 كلغ الزعزوع...
ومن طرائف هذا الحكم الأسمر انه قاد كذلك مباريات في كرة المضرب وقال أن القانون المغربي لا يتعارض مع الجمع في التحكيم في رياضتين مختلفتين. وزاد موضحا: "كنت حكما في التنس والملاكمة وكان ذلك في علم الجامعتين, لكني لم اقو مع مرور الوقت على التوفيق بين التعليم والتحكيم في رياضتين يتطلب كلاهما جهدا ووقتا طويلا".
يرى عبد الهادي كنيان من خلال تجربته الطويلة بين الحلبات الدولية أن الملاكمة المغربية في الطريق الصحيح و"النتائج قادمة لا محالة". وبخصوص الملاكمة النسوية, قال إنها رياضة حديثة في المغرب ولم يمض على بدايتها سوى أربع سنوات "إلا أنها فرضت نفسها بسرعة تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية التي تسعى بكل الوسائل إلى تطوير هذه اللعبة بالبلد والاهتمام بالملاكمات من أجل رفع العلم الوطني خفاقا في المحافل القارية والعالمية". مضيفا ان كل بطلة مغربية في الفول كونتاكت هي مشروع ملاكمة ناجحة.