لم يكن الحكم خالد رمسيس سيئا، لدرجة تحميله مسؤولية الهزيمة أمام الوداد، ومعها الخروج مرة أخرى من منافسات كأس العرش، ربما أنه أخطأ مرة، أومرتين.
أو حتى ثلاثة، لكن لا نعتقد أنه ظلم الفريق الجديدي، وحرمه من التفوق، لأنه لم يقف إطلاقا في وجه المحاولات الدكالية، ولم يمنع وصول الكرة إلى شباك الحارس حكيم موزاكي.
الحكم ليس معصوما من الخطأ، وحتى ننصف خالد رمسيس نقول إنه لم يخطئ، إطلاقا بصورة أثرت على مستوى المباراة.
فقد كان قراره بطرد اللاعب حمان منطقيا، لأن الأخير تصرف بطريقة أقل ما يقال عنها أنها "همجية"، علما بأن الحكم كان أعلن خطأ لفائدة الفريق الجديدي
كانت مختلف البطاقات الصفراء التي تلقاها اللاعبون، سواء الدكاليون أو الوداديون في محلها، كما أن المدافع العيني هو الآخر استحق الطرد بعدما عرقل المهاجم الودادي رفيق عبد الصمد.
كان رمسيس متسامحا مع بعض اللاعبين، لكن الأمر لا يتعلق فقط بوداديين، بل أيضا بلاعبين جديديين، أما لاعب الوسط المالي بوباكار كوليبالي، فقد قدم كالعادة عرضا مميزا، ولم يتعمد إطلاقا تدخلات خشنة.
وربما أن المكتب المسير للفريق الدكالي افتقد فقط الروح الرياضية، ويتقبل أن يقف هذا اللاعب سدا منيعا في وجع الضيوف، كما أنه تدخل في وقت حاسم، وانتزع الكرة من أحد المهاجمين، بعدما تفوق بفضل قوته البدنية.
خلال إياب منافسات البطولة الوطنية، كان الفريق الجديدي محظوظا جدا لأنه عندما حل ضيفا على فريق الوداد، كانت اللجنة التأديبية التابعة للجامعة حكمت على الفريق الأحمر بخوض المباراة أمام مدرجات فارغة، ولأن مركب محمد الختامس كان وقتها مغلقا، فقد احتضنت أرضية ملعب الأب جيكو المواجهة.
افتقد لاعبو الوداد الحماس، ورغم ذلك وقعوا على عرض جيد، وخانهم الحظ في معظم فترات المباراة، ونجح الفريق الدكالي في اقتناص نقطة التعادل.
مع الإشارة إلى مسؤولي الفريق أرغدوا وأزبدوا وقتها بدعوى أن الحكم حرمهم من الإمتياز، وتغاضى عن ضربة جزاء.
في مباراة الأربعاء الماضي، اعتقد لاعبو الفريق الجديدي أنهم سيكونون في نزهة أمام الوداد، خصوصا بعد الفوزين العريضين اللذين حققاهما ضد المغرب التطواني، والمغرب الفاسي، لم يضعوا في الحسبان أن الفريق الأحمر تسلح برغبة جامحة في تعويض مسلسل الإخفاقات الذي لازمه على مدى أسابيع طويلة، ولم يفكروا في الإضافة التي سيقدمها المدرب فخر الدين العائد مجددا لقيادة الفريق، ولا في الدعم المعنوي الكبير الذي منحه الرئيس الجديد الذي خلف الفشتالي، عندما وعد اللاعبين بمنحة مشجعه في حال تجاوز عقبتي الدفاع والرجاء وبلوغ المربع الذهبي.
لم يدركوا أن الفريق الأحمر يرى في منافسات الكأس خير مناسبة لتعويض لقب البطولة الذي ضاع منه.
كان الفريق الدكالي أنانيا إلى حد كبير، اعتقد أنه وحده الأقوى، وأنه المرشح الوحيد والأكبر لتحقيق الفوز، وهذا يعني أن مدربه الفرنسي لونغ لا يزال لم يتأقلم مع أجواء المنافسات، ولا يزال يجهل الأسماء التي يصعب على الدكاليين هزمهم في عقر الدار، فبالأحرى خارجه.