محمد هاشم التيال

التحصيل دون أخذ قسط من الراحة يصيب بـ العياء الذهني

الإثنين 28 ماي 2007 - 09:46

يعيش الطلبة والتلاميذ حالة من الخوف والترقب عند اقتراب موعد الامتحان، وهو إحساس يمنح صاحبه طاقات أخرى غير معهودة لديه يعمل على توظيفها لاجتياز هذا الاختبار الحاسم.

ويظهر ذلك، حسب التيال محمد هاشم، طبيب نفساني، من خلال مضاعفته لساعات الحفظ الاستعدادي، دون أن يشعر بالتعب، ويطلق عليه بالفرنسية بـ le stress positive القلق الإيجابي.

وأضاف التيال محمد هاشم، في تصريح لـ "الصحراء المغربية"، أن "بعض الطلبة يعتقدون أن تحصيل الدروس، لساعات طوال عند اقتراب موعد الامتحان، دون أخذ قسط من الراحة، هي الوسيلة الأنجع للحصول على أفضل النتائج، إذ يعتبر الطالب أن التوقف عن متابعة عمله لفترة معينة هدر للوقت وللجهد".

وأبرز الاختصاصي أن عدم أخذ الطالب قسطا من الراحة، وبانتظام يجعله يصاب بما يدعى بـ "العياء الذهني"، وهو ماينتج عنه، عدم القدرة على استيعاب المعلومات والتركيز في ما يدرسه، وبالتالي الإحساس بالفشل.

ودعا التيال الطلبة المقبلين على الامتحان إلى التفكير في مردودية جهدهم وساعات المراجعة أكثر من التفكير في بذل الجهد فقط، وزاد موضحا "إننا نجد الكثير من الطلبة والتلاميذ بشكل عام، يستغرقون وقتا طويلا في الحفظ، دون الاهتمام بالمردوية الناتجة عن الراحة«".

وأكد أن أخذ قسط من الراحة، هو بمثابة استراحة ذهنية تكون فوائدها إيجابية على نفسية الطالب، ومضى قائلا "إن للوسط الأسري دورا كبيرا في مردودية الجهد المبذول من طرف الطالب، لأن الإنسان عموما يشعر بارتياح نفسي عندما يحس بوجود الآخرين بجانبه، ويهتمون بما هو مقبل عليه، والشيء نفسه بالنسبة إلى الطلبة والتلاميذ فهم في حاجة كبيرة إلى مساندة الوالدين خصوصا أيام الاستعداد للامتحان".

ويعتقد البعض أن فترة معينة من اليوم هي الأنسب للاستعداد والمراجعة، دون غيرها، إلا أن الطبيب النفساني التيال، يشير إلى "أن أوقات المراجعة ليست محددة، إذ ليس هناك وقت معين يفترض فيه المراجعة، بل لكل فرد وقته الذي يناسب شخصيته ويلمس فيه مدى حصوله على مردوية أكثر".

وذكر أن "البعض يفضل السهر ليلا والبعض الآخر يستهويه التحصيل في الصباح الباكر"، مؤكدا أن "المهم هو أن يختار الفرد الوقت المناسب، الذي تكون فيه نفسيته مرتاحة، لاستيعاب الدروس".

وينصح التيال بأن "يضع الطالب صوب عينيه هدفا معينا وأن يبذل كل ما في وسعه للوصول إليه، لأن ذلك الهدف يكون هو الحافز الرئيسي، الذي يكسبه إرادة وعزيمة قويتين، لكي يحقق مبتغاه«، واسترسل قائلا "حتى وإن لم يصل الإنسان إلى هدفه، فلا يجب اعتبار ذلك مشكلة، لأن الشخص يعلم جيدا أنه لم يقصر في عمله، وبالتالي تتقوى شخصيته وإرادته أكثر مستقبلا، عكس من يفشل نتيجة لعدم اجتهاده إذ يؤنبه ضميره، ما يضعف لديه طاقات الاجتهاد التي تسمح له بالتطلع إلى المستقبل، ويجعل نفسيته تتدهور«
وفي هذه الحالة يجب على المرء، يؤكد المصدر ذاته، "إعادة توازنه النفسي بنفسه، كما يجب عليه عيادة طبيب نفسي ليساعده على تخطي هذه الأزمة لكي يستأنف عمله مجددا، وذلك بعد أن يجعل من تلك التجربة نقطة انطلاق جديدة تقويه بدلا من أن تنقص من عزيمته".

وهذا هو هدف العلاج النفسي، يوضح المصدر عينه، الذي يمنح للوسائل الباطنية، لدى شخصية معينة، الفرصة لكي تؤدي وظيفتها لتجاوز الصدمات والمشاكل، إما بعلاجات نفسية وإما بجلسات متكررة، وبالتالي يستطيع طالب العلاج هضم الأزمة بعد إقناع العقل الباطني لديه.

وينصح الدكتور الطلاب بـ "تجنب التخوفات الباطنية الناتجة عن بعض المواقف الملحوظة في حياتهم اليومية والمتعلقة بفشل بعض الأفراد في الوصول إلى هدفهم"، وهو ما ينتج عنه ما يعرف، يضيف التيال، بـ "اضطرابات تأكيد الذات«، وهذا يحدث لبعض الناس الذين يحسون أن شخصيتهم لا تسمح لهم بمواجهة مواقف الحياة التي يتخوفون منها
كما من واجبات محيط الطالب أو التلميذ، يوضح الطبيب النفسي، تشجيعه بشكل كبير في حالة نجاحه أو حصوله على نقطة مشرفة، وعدم توبيخه في حالة رسوبه، بل يجب الأخذ بيده ومحاولة وضع اليد على الخلل دون تجريحه، وأن يفهمونه أن ليس من فشل في الدراسة فهو فاشل في الحياة.

وأضاف أنه "لا يمكن القول إن التلميذ الذكي هو من يحصل على النقط الممتازة، أو من سينجح في آخر السنة، بل التلميذ المجتهد هو من يعمل بشكل استرسالي، وله القدرة في كيفية الحفظ ومراجعة دروسه منذ بداية السنة الدراسية مع الحفاظ على أوقات نومه والاستجمام مرة في الأسبوع ولو لسويعات قليلة سواء في عطل نهاية الأسبوع أو خلال العطل الموسمية".




تابعونا على فيسبوك