وضعها غير الشرعي يعيق اندماجها في المجتمع الإسباني

المهاجرة المغربية تتزعم عملية التجمع العائلي في بلاد المهجر

الأربعاء 23 ماي 2007 - 11:17

ذكرت كنزة الغالي، باحثة في قضايا الهجرة، أن المرأة المغربية، تتصدر قائمة النساء المهاجرات إلى إسبانيا، ليس على مستوى عدد النساء المهاجرات إلى هذا البلد.

بل لكونها هاجرت بمفردها، وساهمت في تكوين أسر مغربية عن طريق التجمع العائلي، إلا أن هؤلاء النساء واجهن مشاكل الاندماج في المجتمع، رغم توفرهن على مستوى دراسي عالي، بسبب وضعيتهن غير الشرعية. وأوضحت كنزة الغالي في تصريح لـ "المغربية" أن المغربيات المهاجرات يتزعمن حاليا عملية التجمع العائلي في إسبانيا، خلافا لما كان يجري في العقود السابقة، إذ كان الرجل يتزعم عملية الهجرة لتلتحق به زوجته وأولاده في بلاد المهجر. وأكدت أن طالبات مغربيات حائزات على شواهد دراسية عالية، من جامعات مغربية، ومعاهد تكوينية في الفندقة والسياحة، والخياطة, والحلاقة وشابات لهن خبرات متعددة في ميدان المحاسبة والمقاولات، فكرن في تحسين ظروفهن المادية عن طريق الهجرة إلى الضفة الشمالية، إلا أنهن لم يستطعن الاستفادة من مؤهلاتهن الأكاديمية والمهنية، لصعوبة تحقيق المعادلة بين الشهادة المغربية ونظيرتها الاسبانية، ولم يتمكن من توظيف الخبرات التي اكتسبنها في المغرب، إذ واجهن صعوبة في الحصول على منصب شغل، خاصة وأن أغلبهن هاجرن في إطار غير شرعي، إما عن طريق مافيا الاتجار في المخدرات، أو »تجارة اللحوم«، فوافقن على العمل في أي وضع مقابل سقف ولقمة عيش. وأشارت إلى أن أغلب هذه الفئة يلجأن إلى العمل في البيوت، دون تحديد لساعات العمل، إذ يشتغلن منذ الصباح إلى ساعات متأخرة من الليل، خارج قانون الشغل، ودون حماية المشرع الاسباني، نظرا لصعوبة العلاقة بين المشغل والعاملة التي تعيش في وضعية غير شرعية، ولاحظت كنزة الغالي، أن أغلبية العاملات في منازل العاصمة الاسبانية ينحدرن من المغرب وإكواتور، بينما تتجه المرأة المغربية في منطقة الأندلس إلى العمل في قطاع السياحة في الفنادق، والمقاهي، والملاهي، والمراقص والحانات، إلى جانب الخدمات المنزلية، ويستغلها الرجال في القطاع الفلاحي والبناء. وتعاني هؤلاء المغربيات الحيف، والإهانة وقسوة ظروف العمل، إذ توجد فتيات ذات مستويات جامعية، وخريجات معاهد عليا، يغسلن الأواني في المطاعم أو المقاهي، وينظفن الغرف في الفنادق، ويستقبلن الزبناء في الملاهي، متخليات عن التعليم والمعرفة التي اكتسبتها عبر السنين في المغرب، في انتظار الحصول على وثائق لتثبت وضعها الشرعي كمهاجرات في إسبانيا.

وأشارت الغالي إلى صعوبة الحصول على مناصب شغل للمغربيات في وضعية شرعية، وأن النساء المنحدرات من دول أمريكا اللاتينية تجدن سهولة الاندماج في المجتمع الاسباني، نظرا لعوامل اللغة والديانة والعادات المشتركة، عكس المرأة المغربية والعربية أو الإفريقية.

وأكدت أن المرأة المغربية، خاصة التي تعمل في البيوت الاسبانية, لعبت دورا مهما في الميدان الثقافي، موضحة أن البيوت الاسبانية التي تشتغل فيها مغربيات، تحمل الطابع المغربي، على مستوى المطبخ، وبعض الأواني، والعادات والتصرفات مع الأطفال، الذين يتداولون بعض الكلمات العربية المغربية، وأعلنت أن احتكاك المغربيات بالاسبانيين في المنازل، يذكر بالدور الذي لعبته العربيات في بداية فتح المكسيك على أيدي الاسبان، إذ أن النساء العربيات اللواتي بقين في إسبانيا بعد طرد الموريسكيين، ورافقن الاسبان إلى هذه البلاد الأميركية، حملن مجموعة من العادات والأسماء العربية، وعملن على تلقين مبادئ إسلامية خفية، الشيء الذي ترك آثاره في المجتمع المكسيكي الحالي, وخلصت الباحثة المغربية إلى أن الظاهرة نفسها تتكرر حاليا مع المغربيات في إسبانيا, إذ تلعب المربية دور السفيرة التي تنقل معها حمولة معرفية وثقافية واجتماعية. وأفادت أن الزائر للدول الأوروبية، خاصة اسبانيا، يلاحظ أن محلات تجارية تعرض أزياء طويلة مع سترة الرأس وفق الطراز المغربي، إذ انتشرت هذه الظاهرة بكثرة في الآونة الأخيرة، رغم ما يروج عن الإسلام والمسلمين، والمغاربة، ويدل هذا على أن هناك تعايش، خاصة في بعض القطاعات، إذ توجد أسواق نموذجية تشبه الأسواق الصغرى في المغرب، تقدم جل المنتوجات ذات الطابع المغربي، وهناك فئة من الاسبان، تقبل على هذه الأماكن التي يتجلى فيها فن الطبخ والعادات المغربية, والتعايش مع المغاربة وهناك فئة أخرى تعلن رفضها التعامل مع هذه الأسواق وتجارها وتجارتها. وأشارت إلى أنها مقبلة على تأليف قصة باللغة الاسبانية، تليها أخرى باللغة العربية، ستبرز فيهما أن المغاربة يملكون قدرات قوية على التعايش, وأن الذين يتوجهون إلى الدول الاوروبية، يحملون رسائل حضارية، ويساهمون بخبراتهم في النمو الاجتماعي والاقتصادي, مؤكدة أنه على المهاجرين معرفة ثقافة ولغة البلد المضيف، باعتبارهم حلقة وصل بين الضفة الجنوبية والشمالية, وأن المرأة تلعب دوارا بارزا في حلقة الوصل بين المجتمع المغربي والاسباني، إلا أنه يجب أن تتوفر لها المزيد من العناية والحقوق، لتستفيد من العيش في إطار شرعي، ومن مناصب شغل تبرز فيها كفاءتها المهنية وتجربتها الشخصية، وتمكنها من الاستفادة أيضا من الحقوق التي يخولها لها القانون المغربي.

وذكرت أن النساء المغربيات الموجودات بكثرة في العاصمة الاسبانية, يشكلن خليط بين الأجيال، وأن المرأة كانت تلجأ في الماضي إلى إسبانيا في إطار التجمع العائلي، وأن النساء اليوم يهاجرن في الإطار الدارسي أو الهجرة غير الشرعية.

وأفادت أن المغربيات اللواتي يشكلن نسبة عالية من المهاجرات في إسبانيا، يعشن في منطقة كاطالونيا، خاصة في مدن خيرونا وبرشلونا، إذ توجهن للمنطقة في إطار التجمع العائلي، وتعاني هؤلاء النساء العزلة، لأنهن اكتفين بالانغلاق على أنفسهن، وفضلن الحياة في محيط يشبه حياتهن في الدواوير والقرى المغربية، والمنتمية خاصة للمناطق الشمالية المغربية، بما فيها تطوان وطنجة، والعرائش، وتاونات، إضافة إلى وجود نسبة 28 في المائة منهن، في المناطق الأندلسية، ويعملن في ظروف سيئة تطبعها انتهاكات جسيمة، مع أن هناك بعض النساء اللواتي تحدين جميع العقبات واستطعن خلق مقاولات ومشاريع صغرى، تدر عليهن دخلا قارا وجيدا، مثل مشروع تعاونية النساء المغربيات في مالكا،.

ومشاريع أخرى في مدريد، حاولت المغربيات من خلاله إبراز الوجه المشرف للمرأة المغربية.




تابعونا على فيسبوك