بمبادرة من الجمعية الخيرية لأمراض القلب بالبيضاء ونخبة من الأطباء الاختصاصيين الكنديين

60 طفلا مغربيا يستفيدون من عمليات جراحية مجانية على القلب

الثلاثاء 24 أبريل 2007 - 18:37
الطفلة نهيلة رفقة أبيها يوم استفادتها من العملية الجراحية على القلب

استفاد حوالي 60 طفلا مصابا بتشوهات خلقية خطيرة على مستوى القلب، من عمليات جراحية بالمجان،

أشرفت عليها الجمعية الخيرية لأمراض القلب في الدار البيضاء مع نخبة من الأطباء الاختصاصيين الذين قدموا من أحد مستشفيات كندا

وقال مصدر من الجمعية لـ "المغربية" التي زارت الأطفال الذين استفادوا من العمليات الجراحية إن "هذه العمليات الجراحية تدخل في إطار الخدمات التي تقدمها الجمعية الخيرية للأطفال المتحدرين من أسر معوزة، بمساهمة أطباء من المركز الاستشفائى الجامعي "سانت جوستين الابن والأم "بمونتريال"

وذكر أن الأطباء البالغ عددهم 22 قدموا خدمتهم الإنسانية بالمجان خلال إقامتهم من 7 إلى 22 ابريل الجاري في إطار علاقة الشراكة التي تربط اطر المركز الاستشفائى الجامعي الكندي بالجمعية، وأن هذه الأخيرة تفكر في الاستفادة من تجارب الأطر الأجنبية في المجال عن طريق تكوين اختصاصيين مغاربة

ولاحظت »المغربية« خلال زيارتها المستشفى أن العائلات التي استفاد أبناؤها من العمليات الجراحية تنتمي إلى مناطق نائية، وأنه إلى جانب مجانية العمليات الجراحية، استفادت من المبيت في المستشفى قرب أبنائها، بسبب ضعف إمكانيات اللجوء إلى الفنادق أو انعدام الأهل في الدار البيضاء

وصرح حماني مصطفي، أبو نهيلة البالغة خمس سنوات من عمرها، إن ابنته كانت تعاني مرض القلب من ولادتها، سبب لها إعاقة في المشي، وعدم الاندماج مع أطفال في سنها، وكان الدكتور أوجانى، اختصاصي أمراض القلب عند الأطفال بتطوان أول من اكتشف مرضها، وأحالني بدوره على الدكتورة ليلى زنيبر، اختصاصية في أمراض القلب بالرباط، ولارتفاع تكاليف العملية الجراحية، اقترحت علي اللجوء إلى الجمعية للاستفادة من خدماتها. وقالت أم شيماء القادمة من مدينة سوق السبت بإقليم بني ملال، إنها فقدت الأمل في شفاء ابنتها، التي عانت المرض من الأيام الأولى من ولادتها، وطرقت أبواب جل الاختصاصيين في منطقتها الذين أفادوا بقلة الأمل في علاجها، إلى أن بلغت الرابعة عشر من عمرها، فاهتدت إلى الجمعية الخيرية التي فتحت لها أبواب الأمل في الحياة،، وأنها بفضل تدخل المحسنين الذين ساهموا في التغطية المادية للعملية، حطمت حاليا الشعور باليأس، وحققت التشبث بخيوط الأمل والإحساس بالمزيد من الطموح والإرادة من أجل العطاء الدراسي

وصرحت أم عبد الهادي متوكل من حي سيدي مومن بالدار البيضاء أن زوجها عاطل ولا تستطيع التكفل بمصاريف العملية الجراحية،، وأن ابنها الذي يعاني مشاكل النطق، يحتاج إلى التكفل الشامل، مشيرة إلى أهمية مساهمة المحسنين والأعمال الخيرية في هذا المجال، خاصة، وأن أمراض القلب تنتشر بشكل واسع في جميع الشرائح المغربية، وتكاليف علاجها مرتفعة, تفوق طاقة المواطن الذي ينتمي إلى الطبقات الفقيرة
ومن جهتها قالت أم بالهادي سفيان، الذي يعاني ضعف البصر إلى جانب التشوه الخلقي في القلب، إن طفلها تحت العناية الصحية للجمعية،، وأنها اهتدت عبر جمعية النور التي تهتم بالمكفوفين في مدينة بركان،، مشيرة إلى أن المواطنين في حاجة إلى المزيد من الأعمال الخيرية خاصة في قطاع الصحة،، نظرا لارتفاع تكاليف العلاج، ومعاناة العديد من المواطنين من عدم الاستفادة من التغطية الصحية

ولاحظت "المغربية" خلال زيارتها أن جل الأسر التي رافقت أبناءها يعانون عدم الاستفادة من التغطية الصحية، والبعد عن المراكز الاستشفائية الجامعية، وضعف الخدمات الصحية التي يمكن توفيرها في المناطق التي يعيشون بها، مما يمكنهم توفير تكاليف السفر والمبيت، وتعب التنقل

وأكدت جميع الأمهات جهلهن المرض الذي يعانيه أبناءهن وعدم المتابعة الصحية أثناء الأشهر الأولى من الحمل، الشيء الذي يساهم في ترتيبات التشوهات الخلقية على صحة الطفل ونموه

ومن جهته ذكر سعيد الجنان، رئيس الجمعية، في اليوم الإعلامي الذي نظم في نفس نفسه، أنه سيجري إلى إحداث مركز لتكوين كفاءات مغربية في جراحة القلب لدى الأطفال، نظرا للنقص الذي يعانيه قطاع الصحة في هذا المجال. وأكد أنه يجب الاعتماد في هذا المركز على الاستفادة من التجارب الدولية، خاصة خبرة الأطباء الكنديين، الذين يقترحون تقديم خدماتهم عن بعد، مشيرا إلى أهمية إجراء العمليات الجراحية داخل المغرب، عوض نقل المرضى إلى الخارج

وأشار إلى العدد المتزايد للأطفال الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية، في حين لا يحظى بالتكفل سوى20 في المائة من المرضى

وحسب معطيات الجمعية فإن حوالي10 آلاف حالة من المصابين بأمراض القلب من بينهم 2500 طفل يجري إحصاؤها بالمغرب كل سنة، ولمواجهة هذه الوضعية، تسعى الجمعية منذ إحداثها سنة 1995 إلى العمل على الاستجابة لحاجيات الشباب المصابين بأمراض القلب

وأضاف أنه, ولدعم الجهود التي تبذلها الجمعية لإنقاذ حياة الأطفال المرضى، انتقل إلى الدار البيضاء هذا الفريق من الأختصائيين، في أمراض القلب العاملين بالمركز الاستشفائي الجامعي بهدف علاج أطفال يعانون مشاكل خطيرة في القلب بالمجان وكذا المساهمة في تطوير الخبرة المغربية في مجال علاج أمراض القلب
ومن جهته أوضح الدكتور جواكين ميرس أخصائي في أمراض القلب ومسؤول الوفد الكندي بالمغرب انه من بين الأهداف الرئيسية لهذه المبادرة تلقين التقنيات المتطورة للأطباء المغاربة لعلاج أمراض القلب المعقدة

وتدخل زيارة هذا الوفد الكندي في إطار اتفاقية الشراكة الموقعة في مارس 2005 بين المركز الاستشفائي الجامعي سانت جوستين بمونتريال وجمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب والمنظمة غير الحكومية الكيبيكية لتعبئة أطفال العالم للتكفل بالأطفال المغاربة المعوزين الذين يعانون مشاكل صحية في القلب
اعتبر سعيد جنان، في تصريح سابق لـ "المغربية" أن "التشوهات الخلقية القلبية أول التشوهات التي يعانيها الأطفال في المغرب، ويرجع هذا إلى ضعف المراقبة الطبية للمرأة خلال فترة الحمل، وعدم إعطاء الأهمية الكافية للفحوصات التي يجب أن تواظب على إجرائها خاصة في الأشهر الأولى من الحمل"

وقال »توجد أجهزة حديثة يمكن التعرف من خلالها على سلامة الجنين من التشوهات القلبية الخلقية، التي تؤثر على حياته، وحياة أمه، وهناك علامات وحركات تميز الجنين المريض في بطن الأم، يستطيع الطبيب الاختصاصي تشخيصها، ويمكن توجيه هذه المرأة إلى الاختصاصيون في أمراض القلب للتأكد من صحة التشوه، الشيء الذي يساهم في إيجاد حل في الوقت المناسب عند الولادة، أو إيقاف نمو الجنين والتخلص منه، إذا كان يعرض حياة المرأة للخطر، عوض معاناة المرأة مدة تسعة أشهر بجنين لن يرى الوجود، أو بطفل يفقد حياته في أيامه الأولى"

وأشار جنان إلى أن أهمية التأكد من وجود أو عدم وجود التشوهات الخلقية القلبية ترجع إلى أن 90 في المائة من هذه التشوهات يمكن معالجتها في المرحلة الأولى بعد الولادة, وعشرة بالمائة فقط يعدون في حالة خطرة ويمكن أن يفارقوا الحياة قبل أو عند ولادتهم أو يؤثرون على صحة الأم، ويمكن التخلص منها حسب القانون الطبي في المغرب، لتجنب تعرض الأم للخطر

وأشار إلى أن مصاريف العملية تكلف في الخارج حوالي 30 مليون أورو حاليا، بينما تجرى العملية نفسها من طرف الجمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب عند الأطفال بالدار البيضاء بحوالي 5 أو 6 ملايين درهم

وتهدف الجمعية الخيرية لأمراض القلب عند الأطفال، حسب تصريحات سعيد جنان، إلى تنظيم حملات مستمرة حول هذه التشوهات في جميع المناطق المغربية، خاصة النائية منها، حيث تعاني الأسر الأمية و الفقر، وصعوبة المواصلات، والبعد عن المستشفيات المتخصصة

وأوضح أن طاقما طبيا متخصصا يساهم في إجراء العمليات الجراحية، التي قد يصل عددها إلى اثنين يوميا، ويتوخى أعضاء الجمعية الرفع من عدد هذه العمليات الجراحية على قلب مفتوح إلى أربعة، وذلك للحد من عدد الوفيات عند الأطفال الذين يعانون هذه التشوهات




تابعونا على فيسبوك