زوج يقاضي زوجته بعد ضبطها في حالة تسول بالمعاريف

دخل متسول مسن مليون سنتيم شهريا في البيضاء

الأربعاء 18 أبريل 2007 - 09:08
سعيد بعد إحالته على المركب الاجتماعي تيط مليل قصد الاستماع إليه (خاص)

أثار انتباه رجال فرقة المساعدة الاجتماعية، المكلفة بجمع وضبط المتسولين في كل من عمالة الفداء درب السلطان والدارالبيضاء أنفا، حيازة رجل مسن، لمبلغ مالي قدره 37 ألف درهم.

حين ضبطوه يتسول على جنبات المحطة الطرقية أولاد زيان في العاصمة الاقتصادية، رفقة زملاء له يتحدرون من منطقة "بني مسكين" وكان هذا المتسول (سعيد ب)، الذي يبلغ من العمر 69 سنة، يشتغل فلاحا في ضيعته، التي يملكها في منطقة "أولاد امبارك" بنواحي إقليم بني ملال، قبل أن يفقد رجله اليمنى، على إثر تعرضه لحادثة بواسطة آلة حصاد
واعترف الرجل، بعد إحالته على المركز الاجتماعي تيط مليل، في إطار الحملة الوطنية لمحاربة التسول، بأن هجرته إلى الدار البيضاء بغرض التسول كانت تمكنه من جمع ما لا يقل عن 10 آلاف درهم في الشهر الواحد، مبينا أن المبلغ ساعده في توفير متطلبات أبنائه الأربعة وزوجته، الذين لم يهاجروا رفقته إلى المدينة.

وتبين من خلال تصريحات المعني بالأمر لفرقة المساعدة الاجتماعية المكلفة بتنفيذ البرنامج، أنه لجأ إلى التسول بتشجيع من أفراد عائلته، بعد أن أصبح معاقا جسديا، عاجزا عن العمل، وعن تأمين حاجيات أسرته، إذ قرر الهجرة إلى الدار البيضاء، واستأجر سريرا في فندق "البشير" في منطقة "كراج علال"، مقابل 7 دراهم لكل ليلة مبيت
وكشفت الفحوصات الطبية الأولية، التي خضع لها (سعيد ب) على يد طبيب المركب الاجتماعي تيط مليل، أنه يتمتع بصحة عقلية، ولا يعاني اضطرابا في السلوك، رغم تقدمه في السن، إذ يحرص على زيارة أسرته بحلول كل شهر، ويمدها بما تحتاجه من مال .

ولوحظ أن حالة (سعيد ب ) تختلف كثيرا عن حالة »امي زهرة«، التي ضبطتها مصالح المركب الاجتماعي تيط مليل، منذ حوالي سنة وبحوزتها مبلغا ماليا يزيد عن 110 آلاف درهم، إذ كانت تمتنع عن تنظيف جسدها، وعن إطعام نفسها، مما كانت تحصل عليه من أموال، بينما تبين من جلسة الاستماع إلى الشيخ سعيد وشهادة ذويه، أنه يحرص على أخذ وجباته الثلاث في اليوم، ويذهب إلى الحمام.

وصرح المتسول نفسه أن ثلاثة من أطفاله يتابعون دراستهم، عدا واحدا، ظل مكلفا برعي ما يملكه من ماشية، بينما استأجر ضيعته الزراعية لأحد الفلاحين، حيث يستخلص قيمة ذلك في صيف كل سنة.

ورحلت إدارة مركز تيط مليل (سعيد ب ) إلى منطقته رفقة مساعدة اجتماعية، وأحيل على مسؤولي السلطة للتوقيع على التزام قانوني يقضي بتعريضه لعقوبات حبسية وغرامات مالية في حال عودته إلى التسول، كما حذرت السلطات نفسها أسرته من تشجيعه على ذلك الأمر.

من جهة أخرى، ضبطت سيدة متزوجة في حالة تسول في منطقة المعاريف، ولما استدعي زوجها من قبل إدارة مركز تيط مليل، التي وضعته في الصورة، قرر الزوج رفع دعوى قضائية ضد زوجته، وطلب تطليقها وإسقاط الحضانة عنها بسبب تسولها.

وصرحت فاطمة، التي تبلغ من العمر 35 سنة، في جلسة الاستماع إليها في المركز المذكور، أنها تعيش ظروفا اجتماعية واقتصادية قاسية، دفعتها إلى التسول دون علم زوجها، الذي يعمل مستخدما في أحد المقاهي، بسبب امتناع هذا الأخير عن مدها بما تحتاجه من مال لتغطية المصاريف اليومية لطفلها، البالغ من العمر 3 سنوات.

وبينت فاطمة أنها تقطن في بيت مع حماتها في المدينة القديمة للعاصمة الاقتصادية، وأنها تعاني عنفا نفسيا واقتصاديا، جعلها تبحث عن خطة للتسول، إذ حكت أنها كانت تستيقظ باكرا لتنفيذ أشغال بيتها، وفي العاشرة صباحا تخرج من البيت، بعد أن تخبر حماتها أنها سترافق ابنها للعب في الحديقة القريبة من حيهم، بينما تذهب إلى المعاريف للتسول، وتعود قبل مجيء الزوج من عمله لتناول وجبة الغداء.

وعبرت فاطمة عن تخوفها من استغلال زوجها وحماتها لما حدث، من أجل التخلص منها بالطلاق، وحرمانها من حضانة طفلها، استنادا إلى واقعة ضبطها في حالة تلبس.




تابعونا على فيسبوك