فاطمة أيت عوينات تتحدث لـ المغربية عن تحديات المرأة المعاقة

تفكير المرأة المعاقة يساهم في جعلها عضوا فعالا داخل المجتمع

الثلاثاء 17 أبريل 2007 - 10:34

شاركت الجمعية المغربية للمرأة المعاقة في مهرجان الأشخاص المعاقين الذي نظم في مراكش، وتميزت بالمنتوحات التي قدمتها والعروض التي أثارت انتباه المهتمين بالميدان

قالت فاطمة ايت عوينات، رئيسة الجمعية المذكورة، إن المرأة المعاقة أكدت خلال هذه السنوات من العطاء، كفاءتها وقدرتها على المساهمة في تنمية المجتمع المغربي، وأشارت أن المعاقة رغم كونها جسما مرفوضا من طرف فئات من المجتمع إلا أن لها عقلا مدبرا قادرا على العطاء

يرى المهتمون بالمجال الجمعوي أن الجمعية المغربية للمرأة المعاقة تميزت في مجال الدفاع عن حقوق النساء اللواتي يعانين التهميش والفقر، والأمية وضعف الدخل القار الذي يسهم في نيل العيش الكريم

ويتوخى مؤسسو الجمعية أن تحقق أهدافهم في النهوض بحقوق المرأة المعاقة وتكوينها من أجل تحسين وضعيتها وتحسين صورتها داخل المجتمع

قالت فاطمة أيت عوينات في تصريح لـ"المغربية" : "تهتم الجمعية المغربية للمرأة المعاقة بتحسين وضعية النساء المعاقات، والفقيرات وخادمات البيوت وربات البيوت، وتحارب كل ما يتعلق بالهشاشة والتهميش" وأضافت أن الجمعية تكونت بعد مخاض طويل

وتأسست من طرف نساء معاقات من أجل تمكين هذه الشريحة من المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وجعلها عنصرا فعالا وإبعادها على الاتكالية من أجل الاعتماد على نفسها، خاصة وأن شعار الجمعية يقول لا تعطيني سمكة ولكن علمني كيف أصطادها

وأفادت أن الجمعية تهدف إلى التنمية الإنتاجية في جميع المجالات، وتعمل على خلق علاقات مع مختلف الجمعيات المحلية والإقليمية والدولية، وتساهم في معارض وندوات حول العمل الجمعوي

وأشارت إلى أنه من أجل تخفيف معاناة النساء المعاقات سارعت الجمعية إلى خلق مركز للاستماع والتوجيه، والدفاع عن حقوق المرأة المعاقة، إذ يعمل على الاستماع إلى المشاكل التي تعانيها هذه الفئة من النساء، ومن أبرز مشاكلهن، عدم الإنجاب بعد الزواج، عدم وجود حماية أسرية بعد وفاة الوالدين، وعدم وجود مراكز تؤوي الفتاة المعاقة في مرحلة اليتم، وتتوافد على المركز نساء لهن أبناء معاقون، يطلبن توجيهات حول تربيتهم وكيفية التعامل معهم، ومن بينهن من تضع الطفل الأول معاقا ويتوالى بعد ذلك أطفال آخرون يعانون نفس الإعاقة، فيتعذر عليها تربيتهم، إذ تعيش إثرها دوامة خطيرة تتعلق بضمان مستقبلهم

وقالت إن المركز تزوره نساء متخلى عنهن عند وضع طفل معاق، لأن زوجها يرى فيها أما لمعاقين آخرين سيرون النور خلال استمرار العلاقة

وأفادت رئيسة الجمعية أن المؤثر في هذه الحالات هو عدم استطاعتهن التكفل بأبنائهن المعاقين، وعدم توفرهن على دخل أو تكوين يساهم في الاعتماد على أنفسهن وتحقيقهن الاكتفاء الذاتي في الحياة

وأوضحت أن المعاقين يواجهون مشكلة الإنجاب بسبب عدم قدرتهم على الاعتناء بأبنائهم، فأصبح الزوجان يتوجهان في بداية زواجهما إلى المركز قصد التوجيه والنصح، والاستشارة حول المشاكل الممكن مواجهتها

قالت فاطمة أيت عوينات »إذا كانت إصابة الزوجين بالإعاقة كبيرة فننصح بعدم الإنجاب، لأن الطفل الصغير يحتاج للرعاية والاهتمام، الشيء الذي يحتاجه المعاق نفسه«، موضحة أنها تلاحظ خلال زياراتها للأزواج المعاقين معاناة هؤلاء من مشاكل السكن العالي الذي يجبر المواطن على استعمال السلالم، والتنقل بين غرف الشقة، وحمل كل ما يحتاجونه من مواد ضرورية للاستعمال، وفي مثل هذه الحالات يستحيل على الزوجين حمل الطفل ورعايته

وقالت إن الخادمات وربات البيوت اللواتي يتوافدن على مركز الاستماع يعانين بدورهم إعاقات نفسية، إذ يشعرن بالإحباط والتهميش وعدم وجود اهتمامات خاصة بهن من أجل مد يد المساعدة لهن لإخراجهن من عزلة الفقر

وتعاني الخادمات من غيرة ربات البيوت، خاصة إذا كن جميلات، ويعملن في بيت يعيش فيه شاب يمكن أن يلفتن اهتمامه، وأحيانا يتركن البيت بسبب التحرش الجنسي
ويستفيد من التكوين في المركز 120 امرأة منهن ربات البيوت وخادمات، إضافة إلى معاقات يرغبن في تعلم "صنعة" تدر عليهن دخلا قارا، إذ يخصص المؤطرون تكوينا في الرسم على الزجاج والحرير، والفخار، والخياطة، والإعلاميات

وأفادت أن الجمعية تعمل على محاربة ظاهرة التسول التي يتعاطى لها المعاقون، خاصة المرأة، وذلك عبر تكوينها، وتحسين وضعيتها

وأشارت إلى أن الجمعية تواجه مشكلة أداء أجور المؤطرين، والكراء، وأداء فواتير الهاتف، والماء، والكهرباء والانترنت، رغم الدعم الذي تتلقاه من طرف كتابة الدولة والتعاون الوطني، وقالت »توصلنا بدعم لمشروع الرسم على الزجاج بقيمة 8 ملايين درهم ومشروع الحلاقة بمبلغ 2 مليون درهم، كما تلقت الجمعية دعما من التعاون الوطني"

وتتوخى فاطمة أيت لعوينات أن يحقق هدف الجمعية في الحصول على مقر يمكنها من مزاولة أنشطتها، إذ رأت أن عمالة البرنوصي تماطل في إعادة تهيئ المركز الصحي الموجود بنفس العمالة الذي اتفق على أن يكون مقرا لأنشطتها، بموجب اتفاقية وقعت بعد الزيارة التي قام بها أعضاء ممثلون للمبادرة الوطنية للتنمية الاجتماعية، الذين رأوا أن الجمعية تعمل في مقر صغير، وانه نظرا للمجهودات والأعمال التي تنجزها تستحق مكانا أكبر، لذلك خصصوا للعملية مليونين و5 آلاف درهم لإعادة هيكلة المركز المذكور

وأوضحت أن مصادر من عمالة البرنوصي رأت أن المركز ليس من حق الجمعية وحدها، وانه يجب استغلاله من طرف جمعيات أخرى، قائلة "رحبت بفكرة إضافة جمعيتين حديثتي العهد لاستغلال المركز المذكور، بما أننا سنعمل في نفس الاتجاه، إلا أنني اعتبرت إضافة جمعية ثالثة تنشط في مجال تصفية الدم، مخالفا لطبيعة العمل الذي نسهر على تحقيقه، ذلك لأن مجال التكوين بواسطة آلات ومعدات مختلفة تمام الاختلاف عن جمعية تعمل على علاج المرضى، وأشارت إلى أنه غير منطقي التقاء أشخاص يستفيدون من التعلم من أجل بناء مستقبلهم مع أشخاص يعانون المرض"

وأوضحت أنها مازالت توجه طلباتها من أجل فتح الحوار مع المسؤولين في العمالة المذكورة حول الاستفادة من المركز، لأنها تعجز عن الرد عن استفسارات المنخرطات اللواتي يرغبن في الرفع من ساعات التكوين من أجل المزيد من العطاء، ذلك لأن النساء اللواتي يتوافدن على المركز يفكرن في خلق تعاونيات من أجل الإنتاج

وقالت "نريد ان نثبت أننا أعضاء فاعلون داخل المجتمع، وأننا قادرات على الاندماج والمساهمة في تنمية المجتمع المغربي، وإننا وإن كنا جسما مرفوضا من طرف المجتمع، فنحن عقل يفكر ويدبر من أجل العطاء، نحتاج إلى دعم قوي من أجل مواصلة سنوات الكفاح

ورأت أن مستقبل المرأة في غياب حماية أصحاب القرار غير مضمون، إذ أنها مازالت تواجه عدة عقبات أمام إدماجها في صفوف المجتمع، إذ تأسفت لعدم تعميم البنيات التحتية اللازمة، التي تساهم في ولوجها المصالح والأقسام من أجل قضاء حاجياتها، ونددت بعدم استفادة الأشخاص المعاقين منذ حوالي أربعة أشهر من مجانية التنقل في الحافلات، بل ومن التعسف الذي تتعرض له هذه الفئة، مذكرة بالحادثة التي أدت بامرأة معاقة مسنة إلى السقوط على الأرض في حي سيدي مومن بسبب "منعها من الصعود من طرف عامل بحافلة نقل المدينة، الذي أخذ منها عكازيها وأغلق الباب"

ورأت في مثل هذا الحادث إحباطا لهذه الفئة التي تعتبر جزءا مهما من مكونات المجتمع المغربي، الذي يجب مساعدته من أجل الخروج من العزلة والفقر

وذكرت أن الجمعية وقعت يوم 30 مارس اتفاقية الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة وهي اتفاقية وقعتها أيضا حوالي 16 جمعية تمثل جميع جهات المغرب مع تحالف الاتحاد الأوروبي من اجل النهوض وحماية وتعزيز حقوق المعاقين وضمان كرامتهم، واختيرت الجمعية المغربية للمرأة المعاقة باعتبارها الجمعية الوحيدة التي تعمل في هذا المجال في المغرب، خاصة وان الاتفاقية تضم بنودا تروم الدفاع عن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة




تابعونا على فيسبوك