فحوصات أتاحتها قافلة طبية لسكان دواوير بن سليمان

إجراء 30 عملية في الأفق لإزالة المياه البيضاء

الثلاثاء 20 مارس 2007 - 13:01
الطاقم الطبي والجمعوي الذي سهر على إنجاح القافلة الطبية.

استفاد سكان كل من دواوير أحلاف ومليلة، وبئر النصر وأحد فريت والزيايدة في إقليم بن اسليمان من قافلة طبية نظمتها أخيرا "جمعية مغرب التضامن والعمل الاجتماعي"

وأكد الدكتور رضوان ربيع، أستاذ مبرز بكلية الطب، اختصاصي في أمراض وجراحة المسالك البولية والتناسلية، وطبيب بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، مصلحة أمراض وجراحة المسالك البولية والتناسلية في الدار البيضاء، أن هذه القافلة الطبية تشمل جميع الاختصاصات من طب العيون، والأمراض الجلدية والتناسلية، والأذن والأنف والحنجرة، والجهاز الهضمي، والمسالك البولية، والروماتيزم، وأمراض النساء والتوليد، والعظام، والطب العام

وأوضح في تصريح لـ »المغربية« أن عدد المستفيدين من الحملة كبير جدا وفاق المئات، لدرجة أن كمية الدواء التي تكلفت الجمعية بشرائها والتي جرى تحصيلها من المختبرات المتبرعة، لم تكن كافية لإرضاء جميع الطلبات بسبب ارتفاع عدد المستفيدين
وأضاف الدكتور رضوان ربيع أنه لا يمكن التكهن بعدد المستفيدين الذين سيقبلون على خدمات القافلة، خلال المدة التي تحددها الجمعية لتقديم خدماتها الطبية إلى سكان القرى المغربية، معتبرا أن السلطة أخبرت السكان، وعملت على تأطيرهم وتنظيمهم، وأشار إلى أن هناك من المستفيدين من لم يخضع لاستشارة طبية ولو مرة واحدة في حياته، لذلك يغتنم هؤلاء الفرصة للخضوع لفحص شامل، وأحيانا لدى أربعة اختصاصيين أو أكثر من بين الأطباء الذين يساهمون في مثل هذه القوافل الطبية

وقال "إننا نحاول إرضاء الجميع وتعميم الاستفادة من الكشف الأولي"وقال إن أكثر الحالات المسجلة خلال هذه الحملة همت مشاكل على مستوى الجهاز الهضمي وأمراض العيون مثل التعفن، والمياه البيضاء »الجلالة«، بالإضافة إلى مشكل البروسطات وكثرة التبول، خاصة في الليل، وهو المرض الشائع بين المسنين، والتبول اللاإرادي عند الصغار، في حين اتضح أن عددا كبيرا من الأطفال يعانون من ضربات البرد والتهاب اللوزتين
وأوضح الدكتور أن الحالات المستعجلة يجري بعثها فورا إلى المراكز الصحية لتلقي الإسعافات والعلاج، أما العويصة منها والتي تحتاج إلى المتابعة، فإن كل طبيب يحرص على إرشاد المريض إلى الجهة التي سيستكمل فيها الفحوصات اللازمة، مبرزا أن »جمعية مغرب التضامن والعمل الاجتماعي" تتكفل بجميع مصاريف العلاج المادية، من فحوصات وأدوية

وأصر الدكتور رضوان ربيع على توجيه الشكر إلى كل المساهمين في هذه القافلة، من أطباء وأيضا المختبرات وشركات صناعة الأدوية المتبرعة رغم ارتفاع سعر بعضها
وصرح أن اختيار الدواوير المذكورة في المنطقة، جاء إثر استشارة عامل إقليم بن سليمان الذي ارتأى تنظيم هذه القافلة في هذه المناطق، نظرا للنقص الذي يعاني منه سكانها على مستوى الخدمات الصحية. وقال البروفسور عبد الرحيم شكيب، أخصائي أمراض وجراحة العيون بمستشفى 20 غشت بالدار البيضاء، في تصريح لـ »المغربية«، إنه يستحسن مشاركته في مبادرة خيرية من هذا النوع، وإنه استجاب دون تردد إثر استشارته من طرف البروفسور رضوان ربيع

وذكر أن هذه الحملة الإنسانية تدخل في إطار البرنامج الوطني للنظر 20/20 ، وهي تهدف إلى محاربة كل الأمراض المسببة للعمى، خاصة التي يمكن علاجها إذا جرى فحصها مبكرا، والناتجة عن مضاعفات بعض الأمراض كالسكري والضغط الدموي والتعفن
وأوضح أن أغلب الحالات التي جرى فحصها تعاني من مشكل المياه البيضاء »الجلالة«، وهناك أخرى ناتجة عن مضاعفات داء السكري وارتفاع الضغط الدموي، وغيرها من الحالات التي وجهت إلى المركز الاستشفائي 20 غشت في الدار البيضاء لتلقي العلاجات الضرورية أو للخضوع لعمليات جراحية لتصحيح النظر. وتعهد البروفسور عبد الرحيم شكيب بالمشاركة في حملة لإجراء عمليات لإزالة المياه البيضاء »الجلالة«، لفائدة ما يناهز 30 شخصا، ينتمون إلى هذه الدواوير، وأنه سيساند مبادرة »جمعية مغرب التضامن والعمل الاجتماعي« الرامية إلى إجراء هذه العمليات في المستشفيات الإقليمية، لأنهم بهذه الطريقة يوفرون على المرضى عناء السفر إلى الدار البيضاء، خاصة وأن وضعيتهم المادية لا تسمح بذلك. وشجع الدكتور فؤاد السفياني، مدير مستشفى محمد السقاط، والاختصاصي في جراحة الأطفال، المبادرة، مذكرا أنها تعتبر من الخدمات الوطنية التي تساهم في التنمية البشرية

ووجه الشكر إلى كل من ساهم في إنجاح القافلة من سلطات وطاقم طبي و»جمعية مغرب التضامن والعمل الاجتماعي«، كما أكد استعداده للمشاركة في أي عمل خيري تدعو إليه هذه الأخيرة أو غيرها من الجمعيات

من جهته، أبرز لحسن جعلوطي، رئيس "جمعية مغرب التضامن والعمل الاجتماعي" أن القافلة الطبية جرى تنظيمها بدعم من عامل إقليم بن سليمان، الذي حبذ الفكرة وقدم كل التسهيلات لإنجاحها، مضيفا أنها شملت المناطق النائية المتكونة من جماعات فقيرة مثل أحلاف ومليلة، وبئر النصر وأحد فريت والزيايدة. وهذه كلها مناطق يوجد فيها عدد كبير من المعوزين، كما أنها تعاني نقصا من حيث مراكز التطبيب والعلاج. وأكد أن عدد المستفيدين خلال اليومين ناهز 3000 مواطن

وشرح رئيس الجمعية أن اختيار المنطقة يرجع إلى كونها من المناطق الفقيرة جدا، بالإضافة إلى أنها تتكون من عدة جماعات و بها أكبر عدد من السكان
وذكر أن الجمعية حرصت على أن تشمل الحملة جميع التخصصات من أجل تعميم الفائدة لكل المواطنين، كما أنها عرفت مشاركة أطباء اختصاصيين ومبرزين من المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، ومستشفى 20 غشت، ومحمد السقاط، وغيرها من المراكز الصحية

وأوضح لحسن جعلوطي أن الجمعية، بدعم من البروفسور شكيب عبد الرحيم، الاختصاصي في أمراض وجراحة العيون، ونظرا للعدد الكبير لمرضى العيون الذين هم في حاجة إلى عملية إزالة المياه البيضاء »الجلالة«، ولتجنيب المستفيدين عناء ومصاريف التنقل إلى المركز الاستشفائي ابن رشد، عملت الجمعية على تنظيم يوم جراحي يشمل حوالي 30 مستفيد، وذلك خلال الأسابيع القادمة. وأبرز المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، المختار أبا عرس، في تصريح لـ »المغربية« أن المندوبية تشكر جمعية مغرب التضامن والعمل الاجتماعي على الجهود التي تبدلها لفائدة مجموعة من سكان المنطقة، إذ مكنتهم من الفحص والعلاج وإطلاق هذه المبادرة بتنسيق مع وزارة الصحة وتحت إشراف عامل إقليم بن سليمان. وأضاف أن الحملة شملت شريحة مهمة من المواطنين استفادوا من جميع الفحوصات اللازمة كما منحت لهم الأدوية مجانا
وبالتالي ساهمت في رفع المعاناة عن مرضى ومعوزي المناطق القروية في الإقليم. وقال إن المندوبية ساهمت في عمليات التنظيم وتوفير بعض المعدات البسيطة، وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية من أجل إنجاح الحملة

من جهتهم عبر ممثلو مختبرات صناعة الأدوية »كوبير ماروك للتعاون الصيدلي«، و»تيكميد ماروك«، و»كالينكا« عن استعدادهم للمشاركة في مبادرات من هذا النوع، وجلب أكبر كمية ممكنة من الأدوية، كلما جرى إبلاغهم من طرف الجمعيات
قال إدريس بن الغماري، المندوب الطبي لمختبر "كوبير ماروك للتعاون الصيدلي"، إن شركته تساهم بطريق فعالة في جميع أنشطة بعض الجمعيات، إذ تمنحهم الأدوية التي تهم جميع الأمراض الصدرية وقرحة المعدة والمضادات الحيوية
وأضاف أن »كوبير ماروك للتعاون الصيدلي« دائما رهن إشارة الجمعيات ومبادرات من هذا النوع لخدمة القطاع الصحي، وعلاج فئات من المواطنين المعوزين الذين لا تتوفر لديهم الإمكانيات المادية

وأضاف ادريس بن الغماري أن مثل هذه الحملات يجب أن تكون عامة لتشمل مناطق نائية، خاصة التي تغيب فيها المرافق الصحية المختصة، إذ يرى أنه جد إيجابي تسهيل وتقريب التطبيب والعلاج من المواطنين، مبرزا دور الجمعيات في التحسيس بأهمية العناية الصحية والوقاية من مخلفات ومضاعفات بعض الأمراض، خاصة إذا ما تضافرت جهود الجميع من أجل تحقيق ذلك

ودعم هذا القول كريم العبشي، المندوب الطبي في "كوبير ماروك للتعاون الصيدلي" كذلك، إذ ارتأى أن مثل هذه المبادرات لا يمكنها إلا أن تخدم الصالح العام، مشيرا إلى أهمية العمل الجمعوي وضرورته لتكملة ما تساهم به قطاعات الدولة في المجال
وقال إنه يتمنى أن تكون مثل هذه الحملات الخيرية متكررة وتشمل مناطق متعددة من المغرب، مصرحا أن مؤسسته، ستكون دائما رهن الإشارة للمساهمة بأدوية تهم جميع الأمراض

وأشار إلى أن الأدوية الممنوحة ليست عينة بل كاملة، كالتي تباع في الصيدليات منها المضادات الحيوية والمقاومة للألم، بالإضافة إلى أدوية أخرى تهم قرحة المعدة والمسالك البولية، وأمراض العيون، والتعفنات الجلدية

من جهة أخرى قال إدريس الطنجي، المندوب الطبي في "تيكميد ماروك"، إنهم جد فرحون للمساهمة في هذا العمل الخيري ومساندة الجمعيات في مبادرات من هذا النوع، لتخفيف المعاناة على المرضى، خاصة الذين تنقصهم الموارد المادية للعلاج، وأكد أن شركته تعرب عن استعدادها المستمر لمنح بعض أنواع الأدوية للجمعيات الخيرية. وعبر ممثلو شركة "كالينكا" لصناعة الأدوية عن سعادتهم للمشاركة في هذه المبادرة الخيرية، مؤكدين إصرارهم على متابعة خطوات الجمعيات ومنح أكبر كمية ممكنة من الأدوية لتخفيف الألم عن المرضى المحتاجين، وذلك دعما للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية




تابعونا على فيسبوك