يعتبرن الظاهرة تجهز على مكتسباتهن وتشوه سمعتهن

مغربيات يطالبن بقرار سياسي يتصدى لشبكات الدعارة

الأربعاء 28 فبراير 2007 - 11:15
كاريكاتير عبد الله الدرقاوي

ترى نساء فاعلات في المجال الجمعوي أن التصدي لتشويه سمعة المرأة المغربية بات ضروريا، وطالبن باتخاذ قرار سياسي لمواجهة ظاهرة البغاء، التي أصبحت ملازمة للمرأة المغربية في بعض الدول وحولتها إلى مشبوهة من قبل دول عربية، إذ تمتنع عن منح تأشيرة دخول ترابها للمغر

ويتجلى تنامي الاهتمام بهذا الموضوع في عقد منظمة تجديد الوعي النسائي لقاء في الدار البيضاء حول ظاهرة البغاء في المغرب، أسبابها ونتائجها، وتأثيرها على سمعة المغربيات خاصة في الدول الشرقية، انطلاقا من دراسة ميدانية أنجزتها فاطمة الزهراء أزرويل، كاتبة وعميدة كلية الآداب بالجديدة، تحت عنوان "البغاء أو الجسد المستباح".

وتعد الدراسة، التي أنجزت انطلاقا من بحث ميداني لنساء أجبرتهن ظروف اجتماعية واقتصادية على ممارسة الدعارة، محورا لاستراتيجية تحسيسية نحو الظاهرة، التي تمس كرامة المرأة المغربية، وتجهز على المكتسبات التي حققتها داخل المجتمع.

ورأى المشاركون في اللقاء، أن السكوت عن هذه الممارسات لا يخدم القضية النسائية، ويؤثر على صورة المغربيات خاصة في الدول الأجنبية.

وقالت سعاد العمري، نائبة رئيسة منظمة تجديد الوعي النسائي،"اخترنا موضوع الدعارة بدقة، لأننا نسمع كثيرا عن ترحيل مغربيات من دول الخليج، ومن دول أوروبية إلى الوطن لأنهن ضبطن وهن يمارسن الدعارة، وهناك دول أقفلت حدودها في وجه المغربيات اللواتي لم يتعد عمرهن 36 سنة، مثل الأردن، التي منعت محامية مغربية من الحصول على التأشيرة، لأن عمرها أقل من 36 سنة".

وأوضحت سعاد العمري في تصريح لـ "المغربية" أن"القرار لا يجب السكوت عنه، لأنه يعني أن المغربيات مشبوهات، والأمر غير صحيح، إذ توجد باحثات مقتدرات، ومناضلات نشيطات في جميع الميادين".

وأضافت أن الشبهة التي تلتصق بالمرأة المغربية تكاد تجهز على جميع المكتسبات التي حققتها، مؤكدة أن طرح موضوع الدعارة يدخل في إطار لفت الانتباه إلى هذه الظاهرة، وإلى هذا المسار الذي يؤثر على كل ما حققته المغربيات من" مساواة، وتكافؤ للفرص، وتأهيل نفسي واجتماعي، وحقوق متنوعة".

وأوضحت أن الدراسة انطلقت من لقاءات مباشرة مع نساء يمارسن الدعارة، فسبرت أغوارهن واكتشفت معاناتهن، وعقدهن النفسية في "عالم رهيب".

وأشارت إلى ضرورة قرار سياسي يقضي على الشبكات التي تشجع الظاهرة، وتستغل الظروف المزرية لبعض الشابات المغربيات، خاصة اللواتي يهاجرن عبر عقود عمل إلى دول خليجية، وعوض العمل في منصب شريف، يلجن إلى عالم الدعارة تحت ضغوط مشغليهن.

وأكدت ضرورة عقاب المتورطين في مثل هذه العمليات التي تعتبر جريمة بجميع المقاييس الإنسانية والقانونية.

ورأت نائبة رئيسة منظمة تجديد الوعي النسائي أن الظاهرة تتعلق بمشاكل اجتماعية واقتصادية، وبقيم أخلاقية يجب الحرص على نشرها بين الشباب الصاعد، إذ لابد من أنسنة العلاقة بين الرجل والمرأة، فلا تخضع النساء للبيع والشراء، لأنهن لسن بضاعة، ولابد من خلق فرص للشغل للقضاء على بعض المشاكل العائلية المرتبطة أساسا بالفقر .

وأكدت أهمية دور وسائل الإعلام في الحد من تداول الأخبار التي تؤثر على الصورة الحقيقية للمغربيات، وضرورة تقديم نماذج لنساء حققن مكتسبات مهمة داخل وخارج المجتمع المغربي، لأن هناك نساء يزاولن عدة مهام ويساهمن في تنمية المجتمع.




تابعونا على فيسبوك