تلميع للواجهة في انتظار تغيير في العمق

خصاص وتردي في خدمات المركز الاستشفائي الحسن الأول في تيزنيت

الإثنين 26 فبراير 2007 - 14:55

كشفت مصادر نقابية متطابقة أن المركز الاستشفائي الإقليمي بتيزنيت، يعيش على إيقاع من الأحداث

المتسلسلة التي تسبب فيها سوء التسيير والتدبير وسيادة المنطق الأناني الاحتكاري وتغييب أسلوب الإدارة الجماعية طبقا لما هو مشرع في القوانين الداخلية للمستشفيات، الشيء الذي أدى تقول »مصادرنا« إلى العشوائية في تصنيف المهام و الصلاحيات و المسؤوليات وخضوعها للهيمنة الفردية و المزاجية، مما عرض سمعة المستشفى و العاملين به، من أطباء وممرضين و إداريين و أعوان، إلى التشويه على مستوى المدينة و الإقليم برمته، بل وكل من أرغمته الظروف لولوج هذا المستشفى قد أصبح تحت رحمة مجموعة من الدعايات الكاذبة و النعوت المغرضة بعد أن تم تلميع واجهة المرفق بالصباغة في انتظار تغيير في العمق يقول بيان نقابي
إلى ذلك، حصرت المصادر ذاتها المشاكل التي يعيش على إيقاعها المركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الأول لتيزنيت، الذي يعمل بنظام"السيكما" أي الاستقلال المالي و الإداري ويستفيد من خدماته سكان تيزنيت و سيدي إفني و طاطا وكلميم و اشتوكة أيت باها، في كون الأدوية غير كافية يضطر معها المريض إلى شرائها بسبب غياب التزود في الوقت المناسب من الصيدلية المركزية، وأحيانا يتوصل المركز الاستشفائي بأدوية في آخر عمرها قبل شهرين أو ثلاثة من نهاية صلاحيتها،

فضلا عما أسمته بالنقص المهول في الموارد البشرية خاصة من الممرضين إذ لا يتعدى المعدل فردا واحدا لكل جناح كما هو الشأن بقسم الجراحة يعملون مدة 12 ساعة مسترسلة و يقومون بأعمال متعددة، أما الأدوات والآليات في عدة أقسام فغائبة، يضاف إلى ذلك غياب مراقبة صارمة للخواص الذين يتعاملون في شأن خدماتهم مع المركز الاستشفائي وفق دفتر التحملات فيما يخص التغذية التي لا تعمم لدى المرضى بالرغم من تأدية ثمن الخدمة والنظافة ،إذ من الأقسام من لا يتوفر على مرحاض مدة 3 سنوات ونيف والأمن والحدائق

أما شهادة الضعف التي يتقدم بها المعوزون وأحيانا حتى الميسورين فترفضها الإدارة رغم قانونيتها لأنها أي الإدارة تسعى إلى تطوير و تنمية مداخيلها على حد إفادة من داخلها،أما الخدمات فهي دون مستوى الأثمان التي حصرتها وزارة الصحة، إذ يضطر عدد من المرضى إلى إحضار لوازمهم من الفراش والأغطية واللائحة تطول
وكانت أوضاع المركز الاستشفائي المذكور قد استأثرت باهتمام مداولات المجلس الحضري للمدينة، في دورة سابقة حيث صدر في شأنها مقرر بلدي صودق عليه بالإجماع يدعو إلى تحسين الخدمات الصحية داخل المركز، مع العمل على تفعيل جناح العظام و تجهيزه بالوسائل الضرورية للعمل وإحداث جناح خاص بالأمراض العقلية والعصبية و تزويده

أي المركز الاستشفائي بأطباء اختصاصيين وبتجهيزات إضافية على خلفية تفعيل التخصصات والعمل على احترام المساطر الادارية والتعامل مع ذوي الحاجة أثناء تقديم شهادات الاحتياج لدى الإدارة، فضلا عن التعامل مع المرضى بطريقة إنسانية أثناء القيام بالفحوصات الطبية واحترام الأسبقية للأوائل من جهة، ومن جهة أخرى التعامل مع المنخرطين في التعاضديات العامة على غرار المستشفيات الجامعية بالمملكة يجدر الذكره ،أن المركز الاستشفائي الحسن الأول في تيزنيت الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 230 سريرا، يتوفر على أقسام المستعجلات والجراحة والطب العام وطب الأطفال وطب النساء والطب الباطني وأمراض القلب وطب العيون وأمراض الحنجرة والأنف والأذن O.R.L و أمراض القلب والترويض الطبي وجراحة العظام و الجهاز الهضمي و الطب الاشعاعي

و في السياق ذاته كشفت مصادر من داخل المستشفى أن هناك فئة محظوظة تحمل اسم أصدقاء المستشفى لهم حظوة و تقدم لهم خدمات مجانية، فضلا عن كون الإدارة لم تقو على فض مشكلة داخلية أخرى يبقى ضحيتها المرضى أما الحوار النقابي فإنه لا يؤخذ بالجدية يقول النقابيون بالمركز، إذ يغيب الالتزام بما يتوصل إليه من اتفاقات و يستمر ما وصفه نقابي مسؤول بـ التهرب من لدن الإدارة سواء في ما يهم التعويضات عن التنقل أو تطعيم الفرق بالموظفين و الممرضين أو حتى عدم استفادة رجال الصحة أنفسهم من المجانية في العلاج رغم قرار الوزير الأول في الموضوع

وكان بيان محلي سابق للمكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة العمومية حمل إدارة المركز الاستشفائي الحسن الأول في تيزنيت مسؤولية تراكم المشاكل وتفاقمها وتأزمها وعدم قدرتها على إيجاد الحلول المناسبة لها إذ أصبح المركز ـ يقول البيان ـ في وضع شاذ في ظل إقصاء دور اللجنة الطبية الاستشارية و إغفال التكوين المستمر
فيما يظل الفراش منعدما ببعض الأقسام ولا يظهر له اثر إلا عند نبأ زيارة عامل الإقليم أو مسؤول وزاري، وفي مناسبات خاصة

وفي مقابل ذلك كله، يقول عدد من الأطر الطبية بالمركز الاستشفائي الذين استقت آراءهم »المغربية« إن الإدارة ينقصها تحديث الطرق طبقا للقوانين المنظمة للرفع من مستوى الخدمات، إضافة إلى توسيع قسم المستعجلات عبر إنشاء مخبر وراديو تابعين له، إضافة إلى تطعيمه ببعض الأطباء، إضافة إلى دعم المركز بحوالي 40 ممرضا جديدا لتتبع سليم و مفيد لصحة المرضى، وإنشاء وحدة مركزية للجراحة مستقلة، مع العمل على التفكير بجدية في إعادة هيكلة المستشفى توخيا لخدمات في مستوى تطلعات الأطر الطبية والمرضى




تابعونا على فيسبوك