لقاء مغربي إسباني يستحضر ضحايا الهجرة غير الشرعية عبر قوارب الموت

الأربعاء 14 فبراير 2007 - 14:40

عرض مهرجان العرائش إلى غاية 10 فبراير عدة لقاءات اجتماعية وثقافية تخللتها مناقشات لظواهر اجتماعية من بينها الهجرة غير الشرعية

وناقش الظاهرة أخصائيون وفاعلون جمعويون من المغرب واسبانيا، أجمعوا على أن الهجرة غير الشرعية لا زالت تجر عدة ضحايا إلى الهلاك عرض البحار، وان الحل الأمني المقترح حاليا لن يحد من الهجرة نحو البلدان الأوروبية

قال احمد بن حمو، كاتب عام جمعية الشريف الإدريسى، في تصريح لـ »المغربية« »إن أشرطة عرضت حول معاناة المهاجرين، خاصة الوضعية التي يعيشها المواطنون الأفارقة الموجودون في شمال المغرب في وضعية غير شرعية، والذين ينتظرون فرصة العبور إلى الضفة الأخرى

وأضاف أن المشتركين ناقشوا المشاكل التي لازالت تسببها الأسلاك الأمنية في مليلية المحتلة، والتي سجلت بسببها عدة ضحايا ومن المرتقب أن تستمر محاولات العبور من نفس المنطقة تحديا لكل المخاطر للوصول إلى الهدف المنشود

وأكد أن المهرجان عرض صور فيديو استحضر من خلالها معاناة المهاجرين عرض البحر, والجثث التي رمتها أمواجه إلى الشواطئ، تخللتها شهادات لبعض الضحايا الذين تمكنوا من النجاة

واعتبر احمد بن حمو أن الأشرطة بينت أن الأساليب التي اختارها هؤلاء المهاجرون ليست مثالية، وأنها انتحارية، وتشكل هروبا من واقع مر إلى موت مؤكد

وأشار الكاتب العام لجمعية »الشريف الإدريسي« أن محور الشباب والهجرة ناقش الأسباب التي جعلت هذه الفئة من المجتمع تترك أهلها، وتغادر أوطانها من أجل تحسين ظروف عيشها، ومساعدة ذويها«

وأضاف أن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها حاليا الدول المعنية بالهجرة لايمكنها الحد من الظاهرة، إذ يجب معالجة الأسباب الحقيقية التي تجعل هؤلاء الشباب يغامرون بحياتهم، والتي تكمن في محاربة البطالة، وإيجاد فرص الشغل، وخلق مشاريع في الدول الفقيرة، تساهم في تحسين ظروف عيش سكانها

وقال حاولنا إعطاء الهجرة بعدها الحقيقي، باعتبارها حق من الحقوق الشرعية للشعوب، إلا أنها يجب أن تكون بطريقة شرعية تضمن كرامة العيش، وحسن المعاملة في البلدان المستقبلة للمهاجرين، ولمعالجة الظاهرة يجب النظر في الوضعية الاجتماعية الاقتصادية للبلدان الأصلية للمهاجرين، الذين يواجهون قسوة الطبيعة بما فيها من حرارة، ورياح، وأمطار طيلة رحلتهم التي تستغرق عدة شهور لتنتهي أحيانا في أعالي البحار قبل الوصول إلى الهدف المنشود

وقال احمد بن حمو »إن المهرجان خصص حيزا واسعا للشق الثقافي، باعتباره نقطة اتصال بين الشمال والجنوب، خاصة جنوب اسبانيا الذي تربطنا به علاقات تاريخية لا زالت بصماتها حاضرة في حياتنا الاجتماعية، في ثقافتنا وفي المنشآت العمرانية التي تشهد على ذلك

وأضاف أن الغرض من اللقاء هو خلق تعايش وتقارب بين الشعوب، لمحاربة التباعد الذي خلقته بعض الأنظمة والقرارات السياسية، والتي أثرت على العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بين عدة دول

وأكد أن الثقافة والتكنولوجيا يمكنهما تجاوز الحواجز المذكورة، لتخلقا تواصلا بين سكان جميع الدول، وتقوي علاقاتهما الاجتماعية والاقتصادية، وركز على أن وسيلة الاتصال عبرالانترنت حطمت الحدود، وتجاوزت القرارات السياسية، لتخلق تعايشا بين جميع الأجناس

وقال إن مهرجان العرائش، الذي جمع فاعلين جمعويين من المغرب واسبانيا، مكن من تبادل التجارب بين المغاربة والإسبان، ليخلق شبكات تواصل بين الضفتين

وقال رامون سليدو، من جمعية من اشبيلية، إن موضوع الهجرة الذي نوقش ضمن مواضيع المهرجان، احتل صدارة اهتمامات الدولة الاسبانية، ذلك لأن ارتفاع عدد المهاجرين غير الشرعيين يتطلب عدة جهود، ومعالجة الوضع تحتاج تعاونا دوليا، لأنه يجر عدة ضحايا، ولا زال يجلب فئة واسعة من الشباب الذين يغامرون بحياتهم عرض البحار، عبر قوارب الموت

وقال إن المهرجان شكل نقطة تواصل بين مجموعة من الجمعيات التي اعتادت عقد لقاءاتها لتتبادل التجارب والخبرات ولتوطد العلاقات بين المغاربة والإسبان

واعتبر رامون سليدو تجربة نقل بعض عروض المهرجان عبر الانترنيت إلى الضفة الأخرى, على شاشة كبيرة في ساحة بمدينة أندلسية، أحسن وسيلة لخلق تواصل بين الضفتين، إذ استحضر صورا حقيقية عن الواقع الذي يعيشه بعض المهاجرين، الذين يعايشون واقعا غير الذي كانوا يحلمون به قبل أن تطأ أقدامهم هذه البلاد الأوروبية

وأكد رامون سليدو، من الجمعية الأندلسية، أن المهرجان ساهم في تحسيس الشباب حول معاناة المهاجرين، الذين يتدفقون على الشواطئ الاسبانية، ويصلون في ظروف غير ملائمة، ليستقبلوا في مراكز غير قابلة أحيانا لإيواء العدد الكبير من »الأفارقة الذين ليس لهم أحيانا أي تأهيل للعمل في اسبانيا، خاصة المهاجرون القاصرون، الذين يحتاجون لتربية ورعاية خاصتين

وقال محمد بالكا، كاتب عام جمعية »قوارب الحياة« في تصريح لـ »المغربية« »إن الهدف من اللقاء هو شرح الأوضاع التي يعيشها المهاجرون قبل الوصول إلى الضفة الأخرى من البحر

واستغلال الأطفال القاصرين من طرف بعض مهربي المخدرات الذين يستغلون وضعهم لتهريب بضاعتهم، أو من طرف بعض الحركات الدينية المتشددة التي تشحن عقولهم بالأفكار المتطرفة ليقوموا بأعمال تخريبية

وأضاف الكاتب العام لجمعية »قوارب الحياة« أن الغرض من العروض حول الهجرة غير الشرعية هو توضيح الحياة التي يعيشها الشباب المغاربة، وتحسين صورة المغرب لدى الإسبان الذين يحملون أفكارا مغلوطة عن الواقع المغربي

وأضاف أن المهرجان، الذي نظم من طرف جمعية »الشريف الإدريسي«، و»قوارب الحياة«، و»جنان زطوط«، وجمعية من اشبيلية, عرض التجارب المتبادلة بين المغاربة والاسبان, خاصة مساهمة بعض الجمعيات في انجاز بعض المشاريع، كالأعمال التي لازالت تقدمها جمعية »قافلة السلام« الإسبانية منذ أربع سنوات




تابعونا على فيسبوك