المهرجان الوطني لإبداعات الشباب في التربية الصحية والجنسية

تحسيس الشباب حول الأمراض المتنقلة جنسيا

الجمعة 09 فبراير 2007 - 09:13

دعا المهرجان الوطني لإبداعات الشباب في التربية الصحية الجنسية والإنجابية في الصخيرات، في دورته السادسة، الشباب إلى الاهتمام أكثر بمجالات التربية الصحية الجنسية

وشارك في التظاهرة، التي جرى تنظيمها من طرف الجمعية المغربية للتخطيط العائلي، حوالي 300 شاب وشابة يمثلون مختلف مناطق المغرب

خلال المهرجان الذي استمر من 29 يناير إلى غاية 2 فبراير، في مركب مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، قدم الشباب المشاركون مهاراتهم وقدراتهم ومواهبهم في خدمة الصحة الجنسية والتوليدية، خاصة في ما يتعلق بالتوعية الصحية والتحسيس ضد أمراض خطيرة وفتاكة، المتنقلة عبر الممارسات الجنسية غير الشرعية، مثل السيدا
واعتمدت مجموعة الشباب المشاركين في هذا اللقاء على أعمال فنية مثل المسرحيات، وأفلام قصيرة، قطع غنائية، وسكيتشات وأشعار، صوروا من خلالها الخطاب والدروس التي أرادوا أن تصل إلى المتلقي، على اعتبار أن الفن من الوسائل الناجعة للتوعية والتحسيس

وقدمت كل فرقة عملها أمام لجنة مكونة من فنانين مغمورين التي قامت بتقييم الأعمال المقدمة وكذا بتشجيع المواهب المميزة واختيار النصوص الهادفة
وكانت الخطابات المقدمة في الأعمال الفنية تتمحور حول الوقاية وتحسيس المجتمع ضد كل آفة صحية من شأنها المساس بصحة المواطن
وأشار المنظمون أنه من بين أهداف المهرجان هو إدماج الشباب في الخطاب الاجتماعي حول مواضيع مهمة، نظرا لعلاقتها بالتنمية البشرية

وعلى هامش المهرجان جرى تنظيم ورشات ستشكل قاعدة لإنجاز أعمال وتقارير جمعيات المجتمع المدني والوكالات الدولية للتنمية وهيأة الأمم المتحدة الممثلة في المغرب
في ختام أشغال المهرجان منحت جوائز للأعمال الفائزة والتي استحسنتها لجنة التحكيم

وقررت اللجنة المنظمة تدوين هذه الأعمال، في حين تكلفت الجمعية المغربية للتخطيط العائلي بنشرها وتوزيعها لتعميم الاستفادة منها
وللإشارة، فإن المهرجان الوطني لإبداعات الشباب جزء من المشروع المتعلق بتحسيس المجتمع المدني، والهادف إلى محاربة الأمراض المتنقلة عبر الجنس
وتنظم التظاهرة دوريا من طرف الجمعية المغربية للتخطيط العائلي بمساهمة الصندوق الدولي لمحاربة السيدا، داء السل والصفراء

ويهدف المشروع إلى تسهيل ولوج المعلومات والاستشارة والخدمات والفحص عن الأمراض الجنسية المعدية

وحسب تصريحات المنظمين لهذا اللقاء فإن أهمية توعية الشباب تكمن في كون هذه الفئة المهمة في المجتمع تدخل الشباب في مرحلة الحياة الجنسية والإنجابية غير مهيأة لمتطلبات هذه الحياة، مشيرين أنه غالبا ما يتحملون نتائج نقص المعرفة ونقص الخدمات الصحية التي من شأنها أن تحميهم من نتائج قد تكون وخيمة تسببها حالات الحمل غير المرغوب فيه او حالات الحمل المعقد، بالنسبة للفتيات، أو بعض إلى ممارسات مؤذية، والإصابة بأمراض منقولة عبر الجنس، كالسيدا

وأشار المشاركون في المهرجان إلى أن الاستثمار في الشباب خاصة في الصحة من شأنه أن يدعم النمو الاقتصادي، وبالتالي حصولهم على ما يستحقون من توعية عن الصحة الجنسية والإنجابية لتخطي عقبات وعراقيل المستقبل

واعتبروا أن فئة الشباب شريحة خاصة يجب إعطاؤها اهتماما خاصة من الناحية الاجتماعية، الصحية، التربوية والتنموية

وبناء على ذلك أنشئت عدة برامج استهدفت هذه الفئة خلال السنوات العشرين الماضية، بدعم من الحكومة، والمؤسسات المختصة، بالإضافة إلى جمعيات المجتمع المدني

وتشير دراسات إلى أنه رغم الإحصائيات والمعلومات الدقيقة المتعلقة بصحة الشباب مثل وعيهم لوضعهم الصحي، فإن المعلومات حول انتشار الأمراض وبعض السلوكيات الخطرة، وتصرفات صحية خطرة، غالبا ما تكون غير كاملة وغير كافية

وتوجد معطيات تشير إلى أن هناك الكثير من الاحتياجات في مجال الصحة الإنجابية والجنسية مثل معرفة الأمراض الخطيرة المنقولة جنسيا بما فيها الايدز، والحمل غير المرغوب فيه، والتي ما زالت غير مستجابة لدى فئة الشباب، خاصة في المناطق النائية والمعزولة

وتبرز الدراسات ذاتها أنه لدى الشباب الكثير من المعلومات المغلوطة لاسيما السيدا والأمراض المنقولة جنسيا، بالإضافة إلى تحسس قليل بخطورة بعض الممارسات، كالامتناع عن الجنس غير الشرعي وتؤكد حاجة الشباب إلى المزيد من المعلومات حول الصحة الإنجابية

وأشارت آخر أرقام سبق أن نشرتها »المغربية« بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السيدا، استنادا إلى مصادر من الجمعية المغربية لمحاربة السيدا، فإن نسبة المصابين بالأمراض المتنقلة عبر الجنس في ازدياد مستمر، على الخصوص بين فئات الشباب والمراهقين الذين لا يحصلون على المعلومات الضرورية والخدمات الملائمة في معظم الأحيان

وتبرز دراسة حديثة أنه في المغرب هناك حوالي 200 ألف حالة جديدة من الأمراض المنقولة جنسيا غير الايدز تسجل سنويا

وتضيف الدراسة ذاتها أن نسبة وقوع حالات للأمراض الجنسية كافة في المغرب، باستثناء الإيدز والكانديدا، لا تقل عن 8 في المائة، كذلك تشير بعض الدراسات التي استهدفت فئات خاصة أن نسبة انتشار الزهري أو ما يعرف عند العامة بـ »السفلس« بلغت في بعض الأحيان 36 في المائة بين المومسات و42 في المائة بين المساجين
ويرى محللون اجتماعيون أن هذا الانتشار المرتفع نسبيا للأمراض المنقولة جنسيا يستدعي دق ناقوس خطر واحتمال انتشار مرض الايدز بشكل أوسع
وتوضح الإحصائيات المتوفرة حالياً أن السيدا في ازدياد مستمر




تابعونا على فيسبوك