شبه السفير المغربي مختار لماني، رئيس بعثة الجامعة العربية إلى العراق، بلاد الرافدين بلعبة "البوزل".
وقال إنه يتعين العمل في العراق بتعاون مع كل القوى، لأن هذا البلد يشبه "لعبة بوزل بألف قطعة". وأضاف أن 400 قطعة من هذه اللعبة موجودة حاليا، وأن الباقي في حاجة إلى تركيب كي يحافظ العراق على "سيادته ووحدته".
وأكد لماني، في لقاء خاص مع الصحافة أول أمس بالدار البيضاء، أن مهمته ذات طابع إنساني، وأوضح أن هذا يقتضي العمل مع دول الجوار والعواصم المعنية بالملف العراقي، في إشارة إلى أميركا وبريطانيا وبروكسيل والقاهرة. وقال إن الجامعة العربية تسعى إلى المساهمة في إعادة بناء العراق اقتصاديا وسياسيا.
وقال السفير المغربي إن الأمم المتحدة سبق أن عرضت عليه مهمة مبعوث إلى العراق، لكنه رفض لتفضيله أن تكون هذه المهمة بـ "طربوش الجامعة العربية". وقال "إنني أرغب في رفع تقاريري إلى وزراء الخارجية العرب لا إلى جهات أخرى".
وبخصوص إمكانية إرسال الدول العربية لبعثات إلى العراق، قال لماني "الموضوع قديم جدا". معترفا بصعوبة هذا الملف "إنه من أكبر الأزمات العربية"، لكنه متفائل بالمستقبل "هناك مؤشرات إيجابية في الملف العراقي"، كما ذهب إلى أن معرفته العميقة بالمكونات العراقية تحفزه كي يعمل جاهدا من أجل نجاح مهمته.
وقال السفير لماني إنه رفض أن تسند مهمة حراسته، أثناء انتقاله إلى العراق، إلى "قوات أجنبية"، وأضاف أن الحكومة العراقية هي المسؤولة على هذا الجانب، مبرزا أن الجامعة العربية تلقت ضمانات كافية في هذا السياق.
ويسعى مبعوث الجامعة العربية إلى أن يعقد اجتماعا للفرقاء العراقيين شهر يونيو المقبل. علما بأن وزراء خارجية الدول العربية وافقوا أخيرا على ترشيح مختار لماني رئيسا لمنصب بعثة الجامعة العربية في العراق. وقد جاء هذا القرار بعد إشراف الجامعة على اجتماع للفرقاء العراقيين في مصر. كما تنوي الجامعة عقد اجتماع مماثل هذه المرة في العراق.
والتحق السفير المغربي بالجامعة العربية نهاية السبعينات، وعمل على ملفات الحوار العربي الأوروبي، وملفات حساسة أخرى، كقضية الأسرى الكويتيين في العراق، قبل أن يلتحق بالأمم المتحدة.