في دراسة لجمعية للا سلمى

50 ألف إصابة بالسرطان سنويا في المغرب

الأربعاء 08 مارس 2006 - 16:30
أعضاء من الجمعية خلال تقديمهم للدراسة ( تصوير الصديق)

ذكرت أول دراسة ميدانية حول داء السرطان بالمغرب، أن عدد حالات الإصابة بهذا الداء بالمملكة تتراوح ما بين 35 ألفا و50 ألف حالة سنويا،.

حسب ما أعلن أعضاء "جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان"، التي أنجزت الدراسة، خلال لقاء صحفي انعقد مساء أول أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، على أساس أن تكون الدراسة المذكورة أرضية لحملة تحسيسية وتوعوية، من المنتظر أن تطلقها الجمعية في الأسابيع القليلة المقبلة.

وأجريت هذه الدراسة، على عينة من 400 شخص في مناطق حضرية هي الدار البيضاء وفاس وبني ملال، ومناطق قروية هي عين حرودة وسيدي يشو ودوار السخينات بفاس وأولاد زيدوح ببني ملال.

واستعرضت الدراسة طبيعة النظرة أو الفكرة، التي يحملها المواطن عن المرض، وهي فكرة تختلف نسبيا بين الأوساط القروية والحضرية وبين الفئات السوسيو ثقافية والمهنية، حيث اكتشفت أن هناك رفضا لتسمية المرض باسمه على أنه "لا يجب ذكره"، أو أنه "المرض الخبيث"، أو "الحي"، أو "العدو"، كما أنه داء يبقى مرتبطا بالموت، وبالداء الذي لا دواء له، والمكلف ماديا رغم النتيجة الحتمية.

وقالت الدراسة، حسب تصريحات عدد من المستجوبين، إن اكتشاف الداء عند فرد من أفراد الأسرة يعني مأساة حقيقية تتراوح انعكاساتها ما بين الطلاق والمشاكل الزوجية وانعزال المريض ودخوله في حالة نفسية مؤثرة، إلى غير ذلك من الآثار، التي يخلفها انعدام وعي ومعلومات حقيقية عن المرض.

وأفادت الدراسة أن 77٪ من الأشخاص المستجوبين يعتقدون أن سرطان الرئة ناجم عن التدخين، و65٪ يعتبرونه ناتجا عن انقطاع الرضاعة الطبيعية، و63٪ لانعدام النظافة، و59٪ ينقل عن طريق الاغتسال خلال فترة الحيض، و52٪ بسبب الإرهاق، و45٪ من الميكروبات.

وأكد 54٪ من المستجوبين أن فرص الشفاء من هذا المرض ضئيلة، إما لاعتقادهم بأنه داء لا دواء له، أو للتكلفة الباهظة التي تحول دون متابعة العلاج، فيما يرى 67٪ أن المسألة رهينة بالإمكانيات المادية، حيث اعتبروا أن تكاليف التطبيب الحديث تعد سببا رئيسيا يدفع المرضى نحو التعاطي مع الطب التقليدي، الذي يمثل ملاذ ثقة نسبة مهمة من المستجوبين، إذ إن 53٪ يجدون أن مادة العسل والأعشاب وسيلة للعلاج من داء السرطان، و51٪ يعتقدون في الشفاء بماء زمزم، و33٪ في لسعات النحل، و14٪في زيارة الأضرحة.

وكشفت الدراسة أن المعطيات الثقافية وضعف معلومات المريض تعتبر عائقا مهما أمام اللجوء إلى الأطباء الذين يؤكدون بدورهم (حسب الدراسة) أن أغلبية الحالات تفد عليهم بعد تقدم المرض وبعد مباشرة العلاج التقليدي الذي يساهم في تأخير التشخيص المبكر للكثير من الحالات.

وكان البروفيسور محمد بنسودة، عضو مجلس إدارة جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، قدم في بداية الندوة بعض المعطيات حول الداء في المغرب، موضحا أنه يعرف تزايدا سنة بعد أخرى، مما أصبح يتطلب تدخلا سريعا، واتخاذ إجراءات تحسيسية تمكن المعنيين من كسب فكرة صحيحة وحقيقية عن الداء وتعطيهم الأمل في العلاج، وهذا ما تسعى الجمعية إلى تكريسه في أعمالها خلال الأسابيع المقبلة.

وذكر أعضاء الجمعية بمجالات تدخلهم، التي تتمثل في تقديم المساعدات للمريض ولعائلته، وتحسين جودة حياة المواطنين المصابين بداء السرطان، وكذا أقربائهم وتزويدهم بالمعلومات، والوقاية ومساندة الجسم الطبي، والبحث الإكلينيكي والعملياتي، والمساعدة والمتابعة في خلق مراكز أبحاث للورم السرطاني وتجهيزها.

وأوضحوا أن هذه المهام تتحقق بفضل العديد من الأعمال، التي يجري إنجازها بشكل متقدم من قبل الجمعية, مشددين على أن الإعلام والوقاية يعدان من ضمن المهام الرئيسية لمحاربة داء السرطان.




تابعونا على فيسبوك