أميرات عربيات يرفعن لواء الإنسانية

الثلاثاء 07 مارس 2006 - 15:22
من اليسار لليمين:صاحبات السمو الملكي الأميرات للا سلمى وللا مريم وللا أسماء وللا حسناء

تضطلع المرأة العربية بمزيد من الأدوار المهمة في الحياة اليومية وتزداد مشاركتها في صنع القرار اليومي للمجتمع على أصعدة مختلفة, ولم يعد دور المرأة في الوسط العربي يقتصر على أن تكون مجرد موضوع للغزل والإنجاب وتربية الأولاد وتنظيف البيت.

وهي وظائف عريقة وطبيعية لصيقة بالمجتمعات العربية منذ قرون بحيث ظل الرجل مصدر القرار المباشر، رغم أن نساء عربيات شكلن استثناء لهذه القاعدة وشاركن في صناعة التاريخ من زوايا مختلفة وإن كان من خلف الستار أحيانا.

وتمكنت نساء من إدارة قصور وحكام كبارعلى مدار التاريخ وصدقت القولة الشهيرة "وراء كل رجل عظيم امرأة"في السنوات الأخيرة ومع تطور مناحي الحياة وخروج المرأة للعمل خارج المنزل، ظل المجتمع العربي منقسما على نفسه بين من يريدون المرأة ربة بيت ومن يريدونها تعمل تماما كالرجل خارج ذلك البيت.

وفي النهاية لم تتحدد خيارات المجتمع العربي بناء على رغبة هذا الفريق أو ذاك وإنما بناء على تطورات الحياة وضروراتها المادية والاجتماعية وكذلك بناء على اختيارات نساء قررن أن يخترقن الجدران.

في إشارة لهذا التطور ودعما لتوجهات المرأة العربية التي تجمع بين الوظيفة ذات الدخل المادي الضروري لإدارة الحياة، وبين القيام بالعمل الاجتماعي الذي يجسد العطف ونبل المشاعر، خرج عدد من النساء العربيات اللواتي ينتمين لأسر حاكمة في عدد من الدول العربية إلى الحياة العامة رافعات لواء أنشطة عمومية من أجل إفادة المجتمع وتقديم ما يحتاجه أفراده من دعم وعناية.

وفي هذا الإطار برزت أسماء أميرات وسيدات خلفت على مدار السنة أصداء لدى الرأي العام من خلال إطلاق مبادرات اجتماعية والمشاركة في أنشطة وطنية ودولية وتقديم تبرعات إنسانية.
المملكة المغربية
صاحبات السمو الملكي الأميرات في طليعة دعم الأعمال الاجتماعية
ظل المغرب يتميز بمشاركة صاحبات السمو الملكي الأميرات للا مريم وللا أسماء وللا حسناء في عدد من الأنشطة ذات الطابع الإنساني والاجتماعي منذ وقت مبكر .

واضطلعت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى عقيلة جلالة الملك محمد السادس بدور جديد لم يكن معهودا في أوساط قادة وزعماء عرب ظلوا يسيرون حياتهم الخاصة بمنأى عن الحياة العامة في سياق احترام العادات والتقاليد.

وفي بادرة تعد الأولى من نوعها، وتتويجا لسلسلة من الأنشطة التي دأبت على القيام بها الأميرة للا سلمى، شهدت السنة المنصرمة تطورا ملفتا لأنشطة جمعية مغربية تحمل اسم سمو الأميرة وهي جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان.

وقد اضطلعت هذه الجمعية بدور مهم في مجال صحي يقض مضجع آلاف المرضى ومئات الأسر المغربية وتعد مبادرة الأميرة عنوانا شجاعا لكسر جدار الألم وإعادة الأمل إلى نفوس المرضى والفقراء والمهمشين.

كما امتدت أنشطة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى إلى خارج أرض الوطن وشملت على سبيل المثال في شتنبر الماضي حضورها أول ملتقى من نوعه في إفريقيا لمحاربة الإيذز.

وعُقد الاجتماع في جامعة روكفلر بنيويورك، وشاركت فيه السيدة الأميركية الأولى لورا بوش وعقيلة الأمين العام للأمم المتحدة ناني عنان وركز المؤتمر على دعم الجهود الدولية لمحاربة الأيذز واعتماد حملة 2005/2006 لإفريقيا.

كما شاركت سموها هذه السنة في عدد من الأنشطة وترأست بناغويا باليابان حفل عشاء أقيم بمناسبة الاحتفال بـ "يوم المغرب"في معرض أيشي الدولي.

وقامت سموها بزيارة الجناح المغربي وعدد من أجنحة الدول المشاركة في المعرض
كما ترأست بمدينة فاس حفل افتتاح الدورة 11 لمهرجان فاس للموسيقى الروحية في العالم، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وتضطلع صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، شقيقة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بدور مشهود في مجال حماية الطفولة بالمغرب فهي رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل ورئيسة برلمان الطفل.

ومنذ سنوات تشهد الطفولة بفضل المجهودات التي تبذلها سموها المزيد من المكتسبات
ومن ضمنها توقيع المغرب على وثيقة أممية تقر حقوق الأطفال وحمايتهم من الاعتداءات التي يتعرضون لها سواء على أيدي الأقرباء أو غيرهم.

وترتبط أنشطة المرصد الوطني لحقوق الطفل الذي تترأسه سموها بالعديد من المؤسسات الوطنية الأخرى من أجل استكمال الرسالة التي تقودها الأميرة للا مريم من أجل طفولة مغربية تنعم بالأمن والاستقرار والثقة في النفس.

كما تضطلع صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم بأنشطة وطنية متعددة ذات طابع ثقافي فكري واجتماعي، تجسد عناية المغرب بأبنائه القاطنين بالخارج.

ودأبت سموها على ترؤس وحضور العديد من الأنشطة بهذا الخصوص إلى جانب شخصيات وطنية وأجنبية داخل المغرب وخارجه.

كما دأبت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء من جهتها على المشاركة الدؤوبة في العديد من الأنشطة ذات الطبيعة الثقافية والاجتماعية وذات البعد الإنساني.
واعتاد المغاربة مشاهدتها في عدد من المناسبات خلال أعياد وطنية وفي حفلات الاستقبال التي تخصصها المملكة المغربية لضيوفها من شخصيات نسائية بارزة أو عقيلات زعماء دول ترددوا على المغرب.

وتضطلع صاحبة السمو الملكي للا أسماء بالإشراف على عدد من الأنشطة الوطنية التي تهم إطلاق مشاريع في مختلف الميادين التربوية والاجتماعية والثقافية.

من جهة أخرى، تقود صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء شقيقة الملك محمد السادس الصغرى، مسيرة مستميتة للدفاع عن البيئة، حيث أطلقت سموها قبل سنوات حملة واسعة من أجل "شواطئ نظيفة"، وأعطت هذه الحملة أكلها، كما تقوم المؤسسة التي ترأسها، مؤسسة محمد السادس للبيئة، بأنشطة أخرى للحفاظ على نظافة المجال البيئي في المغرب.

وكان من أبرز الأنشطة التي ترأستها سموها هذا العام انطلاق برنامج جودة الهواء بمدينة المحمدية، في مرحلته الثانية وهو برنامج يدخل في إطار الاستراتيجية التي تنهجها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة من أجل بيئة سليمة وهواء نقي ينعم به كافة المواطنين، وهو برنامج كرست سموها من أجله عناية خاصة منذ إطلاقه في يناير من العام 2002 .

كما ترأست سموها هذا العام بحدائق الأوداية حفلا شرفيا للمدعوين والمشاركين في فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان "موازين، إيقاعات العالم"بالعاصمة الرباط .

وتترأس صاحبة السمو الملكي للا حسناء العديد من الحفلات والمناسبات ذات الطابع الإنساني والاجتماعي التي ترسخ قيم التضامن وروح المبادرة بين أفراد الشعب المغربي.

الإمارات العربية المتحدة
الشيخة فاطمة بنت مبارك : حياة حافلة بالعطاء
أظهرت الشيخة فاطمة بنت مبارك عقيلة المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مواقف إنسانية بليغة في كل موقع شغلته بدءا من جمعية المرأة الظبائية وحتى الاتحاد النسائي فشكلت مكتباً لشؤون المواطنات والخدمات الاجتماعية في أول سبتمبر عام 1991، وترأسه الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، ويسعى المكتب إلى تحقيق الأمن الاجتماعي والعمل الاجتماعي في دولة الإمارات والعمل على وقاية الأسرة من التفكك وعلاج المشكلات الاسرية والظواهر الاجتماعية والمحافظة على العادات والتقاليد الاصيلة للأسرة والعمل على تقديم خدمات تأهيلية لأفراد الأسرة للقيام بأدوارهم الطبيعية في المجتمع والمساهمة في تنشئة الطفل اجتماعياً وتربوياً والمحافظة عليه وإعداد مجموعة من الكوادر الوطنية المتخصصة في مجال الإرشاد الأسري وتقديم المساعدات العينية والمادية داخل الدولة للمساهمة في الاستقرار الأسري.

وقد قامت الاتحادات والجمعيات النسائية في الخليج والجزيرة العربية، التي ترأسها الشيخة فاطمة بنت مبارك، عام 1984 وتضم اللجنة في عضويتها كلا من : الامارات العربية المتحدة، الكويت، المملكة العربية السعودية، البحرين، قطر، سلطنة عمان، الجمهورية اليمنية، وقد قامت الأمانة العامة للجنة بإعداد مشروع معدل للنظام الأساسي تمت مناقشته وإقراره في الاجتماع الاستثنائي للمؤتمر العام الذي عقد في الكويت في يناير 1988 .

وقد تم ترشيح الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة للجنة تنسيق العمل النسائي في الخليج والجزيرة العربية.

وتعمل اللجنة على توعية المرأة بحقوقها وواجباتها ومتابعة شؤون المرأة في جميع مجالات العمل والإنتاج وتأكيد مسؤولية المرأة إلى جانب الرجل في تنشئة الأجيال وتوثيق الاتصال بالمنظمات العربية والإقليمية والدولية التي تعمل في المجالات المماثلة
وفي الجانب الإنساني أيضاً رأست فخرياً اللجنة النسائية بجمعية الهلال الأحمر، كما ترأس الهيئة العليا للجمعية الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، وهي لجنة بدأت نشاطها منذ تأسيس الجمعية في 23 يناير 1983 .

وأسبغت الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر، أبعاداً إنسانية على أنشطة الاتحاد النسائي العام، تمثلت في توظيف قدرات المرأة وحشد طاقاتها لتقديم المساعدات الخيرية والإنسانية للمحتاجين لها، خاصة المرأة والطفل، في مختلف بقاع العالم، ما أهل الاتحاد ليكون في صدارة مؤسسات العمل المدني التي تحظى باحترام وتقدير المجتمع الدولي لإسهامه البارز في دعم الأعمال الخيرية والإنسانية .

وقدم الاتحاد النسائي العام خلال عامي 2000/2001، بمبادرات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ودعمها ورعايتها، مساعدات ملموسة إلى العراق وفلسطين وكوسوفو وأفغانستان وغيرها من الدول، تعبيرا عن أواصرالأخوة والصداقة والتضامن مع شعوب هذه الدول.

كما أسندت هيئة الهلال الأحمر بالدولة في شهر سبتمبر 2001 إلى الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئاسة الفخرية للهيئة، لإنجازاتها المتميزة في مختلف ميادين العمل الاجتماعي والخيري والإنساني، ولما تحظى به سموها من تقدير كبير ومكانة عالية على المستويين الإقليمي والدولي.

وبتوجيهات من الشيخة فاطمة شارك الاتحاد النسائي العام بصورة فعالة ومستمرة في المعارض الخيرية الخارجية التي أقيمت في مختلف عواصم العالم، وأبرزت وفود الاتحاد النسائي العام التي شاركت في هذه المعارض المنجزات الحضارية الشاملة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف الميادين.

قطر
الشيخة موزة : رمز لافت للانتباه في الخليج

تشهد منطقة الخليج تحولات اجتماعية متسارعة
وفي الوقت الذي تزداد مظاهر التشدد في بعض المجالس التشريعية الخليجية ضد مشاركة المرأة في صنع القرار تتولى مناصب قيادية مهمة على غرار ما حدث في الكويت والبحرين والسعودية من اعتراض سياسيين ورجال دين على مشاركة المرأة في الحياة العامة.

قررت قطر إحداث منعطف في سياق الجدل الدائر بخصوص قضية المرأة وخرجت بذلك الشيخة موزة بنت ناصر المسند قرينة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى ميدان العمل الاجتماعي وإلى الأضواء مكرسة جهودها لأنشطة تجاوزت حاجيات أبناء بلدها
واستطاعت الشيخة موزة إثارة انتباه الرأي العام العربي والعالمي عندما تبرعت بمبلغ مالي كبير لفائدة جامعة عراقية من أجل إعادة تأهيلها مباشرة بعد الغزو.

واستمرت الشيخة موزة في تصدر اهتمامات وسائل الإعلام في منطقة الخليج والدول الغربية التي رأت في مبادرات الشيخة موزة عملا شجاعا في منطقة تسيطر عليها تقاليد قوية.

ونتيجة لهذا الظهور وللمجهودات التي بذلتها الشيخة موزة وجه الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة كوفي عنان، دعوة لها من أجل المشاركة في أعمال المجموعة رفيعة المستوى في "تحالف الحضارات"الذي يقام بين عامي 2005/ 2006 على مدار أربعة اجتماعات
واختيرت شخصية الشيخة موزة للمشاركة في هذا الملتقى للتقليل من التوتر الذي اندلع بين المجتمعات الإسلامية والغربية في السنوات الأخيرة بسبب انعدام التفاهم المشترك بين هذه المجتمعات، لذا ستعمل الشخصيات المشاركة في تحالف الحضارات على مناقشة التهديدات المنبعثة من الأفكار الخاطئة والمفاهيم المغلوطة التي تغذي التطرف، وذلك من منطلق وجوب احترام جميع المعتقدات والأعراف الدينية.

وتقود الشيخة موزة إلى جانب اهتماماتها ذات البعد الإقليمي والدولي مسيرة لتنوير درب النساء القطريات من خلال أنشطة وأعمال اجتماعية وإنسانية تصب في خانة دعم أمن واستقرار المجتمع القطري في جو من التفتح ونبذ التطرف.


الأميرة بسمة بنت طلال :
حملة إصلاحات اجتماعية مبكرة
اسم سيدة أردنية أخرى سبق ذكره على لسان الأردنيين والأردنيات منذ عقود وهي الأميرة بسمة بنت طلال الأخت الشقيقة الوحيدة لملك الأردن الراحل الحسين بن طلال
تقود منذ سنوات حملة للإصلاحات الإجتماعية والإنسانية والدفاع عن أوضاع الطبقات الفقيرة .

مسيرتها أهلتها منذ أواخر العام 2001 إلى تولي منصب سفيرة للنوايا الحسنة عينها صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA لهذه المهمة عملت الأميرة بسمة منذ عام 1977 كرئيسة للصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية وهو مؤسسة وطنية غير حكومية تعمل على تطوير مبادرات للتنمية المستدامة في المجتمعات المحلية من خلال شبكة واسعة لمراكز تنموية.

وقد أوضحت سمو الأميرة إيمانها بدعم نماذج من التنمية الاجتماعية والاقتصادية تهدف إلى زيادة المشاركة المجتمعية والاعتماد على الذات ويقوم الصندوق بتقديم القروض الصغيرة ودعم المشروعات المدرة للدخل إلى المحتاجين في المناطق الريفية والحضرية بهدف مكافحة الفقر والبطالة بالإضافة إلى تقديم خدمات التعليم قبل المدرسي والصحة وأنشطة تهدف إلى بناء القدرات للنساء والشباب.

يتجلى الاهتمام الكبير لسمو الأميرة بسمة بقطاع الشباب من خلال رئاستها لجمعية الكشافة والمرشدات الأردنية وكذلك صندوق رعاية الطفولة الأردني الذي أسس عام 1974
وفى عام 1992 ، بادرت الأميرة بسمة بإنشاء اللجنة الوطنية لشؤون المرأة والتي تقوم بمهام الجهاز الرئيس لاستحداث السياسات المتعلقة بشؤون وحقوق المرأة في الأردن، وتضم في عضويتها عددا من كبار موظفي الحكومة وممثلين عن القطاعين العام والخاص والمؤسسات النسوية والمنظمات غير الحكومية.

وقد بادرت اللجنة باقتراح العديد من التعديلات على القوانين واللوائح بهدف إلغاء التمييز ضد النساء كما قامت بإدماج قضايا النوع الاجتماعي الجندرفي خطة التنمية للفترة 1999/2003 لأول مرة في الأردن.

تهدف اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة إلى زيادة مشاركة المرأة في آلية اتخاذ القرار على المستويين المحلي والوطني.
كرئيسة للجنة، فقد قامت سمو الأميرة بسمة بالعمل على وضع أول استراتيجية وطنية للمرأة الأردنية عام 1993 وترأست الوفد الأردني الرسمي إلى المؤتمر الدولي الرابع للمرأة في بكين عام 1995 .

المملكة الأردنية
الملكة رانيا : قصة تروي تلاحم الأردنيين
في الأردن سطع نجم سيدة اسمها رانيا العبدالله وهي صاحبة القصة التي تروي تلاحم الأردنيين من شتى منابتهم وطبقاتهم، حيث انتقلت من فتاة عادية لتكون أميرة ثم ملكة الأردن من دون أن يؤثر ذلك على اهتماماتها التي مازالت مرتبطة بأوضاع الفقراء والناس في المناطق النائية.

ولدت الملكة رانيا في الكويت عام 1970 لأب أردني من أصل فلسطيني هو الطبيب المعروف فيصل الياسين، وبعد الغزو العراقي للكويت في العام 1990 عادت الملكة رانيا مع عائلتها الى الأردن لتبدأ رحلة من نوع آخر ستقودها الى المجد.

وما هي إلا سنوات حتى أصبحت، خريجة إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في القاهرة، الأميرة رانيا بعد أن اقترنت في العاشر من نيسان 1993 بالأمير آنذاك عبدالله بن الحسين، الذي رآها مرة في إحدى زياراته إلى حيث تعمل في إحدى شركات الكومبيوتر فأعجب بها.

وعاد عبدالله الى أبيه الملك الراحل الحسين بن طلال ليخبره بأنه قرر الزواج، فذهب الملك حسين على رأس "جاهة"الى بيت الطبيب الياسين ليخطب ابنته التي أمضت حياتها في الأوساط الشعبية، إلى الأمير ابن الملك.

وبعد زواجها من الأمير عبدالله اتجهت الأميرة رانيا إلى الأعمال الخيرية فأسست مؤسسة نهر الأردن التي تروج للحرف اليدوية، وتشجع النساء على العمل وتساعد في إنشاء المؤسسات الصغيرة المعنية برفع مستوى الأسر الفقيرة.

وفي العام 1995 أسست لجنة خاصة معنية بمساعدة الأطفال الذين يلقون معاملة سيئة ووضعت نصب أعينها الدفاع عن حقوق الإنسان.

ويبدو الأمر مألوفاً عند الأردنيين وهم يشاهدون الملكة تسير في سيارتها في الشارع متوجهة الى عملها، أو لمتابعة بعض المشاريع في الريف والبادية الأردنية ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين ولا يرافقها إلا عدد محدود من الحراس.

كما تحظى الملكة بحب الأردنيات اللواتي رأين أنها أقرب الى قلوبهن بعد أن شاهدن عن قرب عطاءها وتفانيها في تقديم كل الخدمات الممكنة لهن. وتسلمت الملكة كأول شخصية نسائية جائزة الإعلام الألماني وميدالية الرئاسة الإيطالية الذهبية، تقديراً لجهودها في بناء جسور الحوار والتفاهم بين الثقافات والشعوب والتزامها بالقضايا الإنسانية والتنموية على الصعيدين المحلي والدولي، كما اختارها المنتدى الاقتصادي العالمي عضواً في مجلس إدارته تقديراً لاهتمامها بمجريات الأحداث العالمية.

وكانت قد أطلقت في جلسات المنتدى الثالث والثلاثين مصطلح خط السلام الهادف إلى ضمان الأمن والطمأنينة إلى المناطق المتضررة جراء الصراعات، كما شاركت في جلسات المنتدى الحوارية التي عقدت في البحر الميت والتي جاءت بعنوان تمكين المرأة
وترأس الملكة رانيا منظمة المرأة العربية التي سعت الى إخراجها إلى حيز الوجود كمنظمة عربية تابعة لجامعة الدول العربية وتعتبر من الإنجازات المهمة لقمة المرأة العربية .

وفي لبنان زارت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وأطلقت دراسة النساء في مواجهة الحرب التي أعدتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر .






تابعونا على فيسبوك