جولة جلالة الملك الإفريقية

تكريس الامتداد الجغرافي والتاريخي والحضاري للمغرب بافريقيا

الجمعة 03 مارس 2006 - 13:23

شكلت الجولة الإفريقية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لكل من غامبيا والكونغو والغابون والكونغو الديموقراطية مناسبة جديدة لتمتين علاقات المملكة مع مجموع إفريقيا، باعتبارها الامتداد الجغرافي والتاريخي والحضاري للمغرب بامتياز .

كما عززت هذه الجولة الملكية، وهي الثالثة من نوعها، التواجد القوي والفعال للدبلوماسية المغربية بالقارة التي جعل منها جلالة الملك إحدى أولويات السياسة الخارجية للمملكة.

وهكذا، وفي سياق الدعم الكبير الذي تحظى به قضية الوحدة الترابية للمملكة على الساحة الدولية جدد قادة الدول التي زارها جلالة الملك مساندتهم التامة للوحدة الترابية للمملكة وإيجاد تسوية نهائية لقضية الصحراء المغربية.

وأكد هؤلاء القادة في السياق ذاته دعمهم لكل تسوية سياسية، تفاوضية، توافقية ونهائية لقضية الصحراء في إطار سيادة المغرب ووحدته الترابية.

ومن جهة أخرى أجمعت الدول التي شملتها الجولة الملكية، رؤساء وحكومات وشعوبا، على التعبير عن تقديرها الكبير وامتنانها العظيم لجلالة الملك على مايبذله جلالته من جهود وما يتخذه من مبادرات لفائدة القارة الإفريقية وشعوبها.

وقد تجلى هذا التقدير وذاك الامتنان في حفاوة الاستقبال وحماسة الترحيب اللذين حظي بهما جلالة الملك أينما حل وارتحل في هذه البلدان.

ولعل أسطع دليل على ذلك إعلان الرئيس الغامبي يحيى جامح يوم بدء الزيارة الملكية يوم عطلة ببلاده.

والواقع أن الجولة الملكية الإفريقية تعكس أيضا أسلوبا متميزا في التعامل مع قضايا التنمية بالقارة يرتكز على التجسيد الفعلي لاتفاقيات التعاون والإشراف على مبادرات تنموية كفيلة بدعم هذه البلدان ومساعدتها على تجاوز المشاكل التي تعوق تقدمها، وذلك في إطار التعاون جنوب-جنوب.

وهذا بالضبط ما أكدت عليه البيانات المشتركة التي توجت الزيارات الملكية لكل من غامبيا والكونغو والكونغو الديموقراطية.

كما أن جلالة الملك ما فتيء، وفي الإطار نفسه، يدعو إلى إرساء شراكة أوروبية إفريقية تحث الدول الغربية على نهج سياسة أكثر تفتحا ومرونة إزاء البلدان النامية وتمكينها من الدعم اللازم لمواكبة متطلبات العولمة والديمقراطية وتعزيز التنمية المستدامة لشعوبها
وفي هذا الصدد، يجدر التذكير بما شدد عليه جلالة الملك في خطابه أمام القمة الإفريقية-الأوروبية بالقاهرة (ثالث أبريل 2000 ) من ضرورة الانخراط في تفكير جماعي حول "تصورات ومناهج جديدة تكون بداية لمشروع كبير وطموح يهدف إلى توفير ظروف جديدة تساهم في إخراج إفريقيا من وضعيتها الحالية بدءا بإعلان حرب شاملة ونهائية ضد الفقر".

وعلى غرار الجولتين الافريقيتن السابقتين أشرف جلالة الملك، بالدول التي زارها، على إعطاء الانطلاقة لمشاريع تنموية تلامس انتظارات وحاجيات ساكنة هذه الدول خاصة تلك التي تعد أكثر حاجة.

وهكذا قام جلالة الملك بغامبيا بزيارة لمستشفى بانجول، حيث سلم جلالته لسلطات هذا البلد هبة عبارة عن تجهيزات طبية ومعدات لمكافحة الجراد الجوال، وذلك في إطار مساهمة المغرب في تفعيل برنامج التنمية الاقتصادية الذي تشرف عليه سلطات هذا البلد.

كما ترأس جلالة الملك والرئيس الغامبي يحيى جامح، بمناسبة هذه الزيارة الرسمية، مراسم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية غامبيا تشمل مختلف الميادين.

وبجمهورية الكونغو، المحطة الثانية من الجولة الملكية، قام جلالة الملك بالخصوص، بإعطاء الانطلاقة لحملة طبية تشرف عليها المصالح الصحية للقوات المسلحة الملكية، بتعليمات سامية من جلالة الملك لفائدة ساكنة برازافيل والتي تشمل على الخصوص تلقيح 20 ألف طفل ضد عدد من الأمراض الفتاكة.

وتدخل هذه الحملة في إطار التعاون بين دول الجنوب، والصداقة التي تميز العلاقات بين المغرب وجمهورية الكونغو، كما تأتي انسجاما مع التقاليد الطبية الإنسانية المترسخة لدى المصالح الصحية للقوات المسلحة الملكية منذ تأسيسها سنة 1956 .

وفي الغابون، ورغم كون الزيارة الملكية لهذا البلد كانت زيارة خاصة، إلا أن جلالة الملك أبى إلا أن يقوم بزيارة للمستشفى العسكري »عمر بانغو أونديمبا«، كما قام جلالته في جمهورية الكونغو الديمقراطية بزيارة »مصحة نغالييما« بكينشاسا، حيث سلم جلالته هبة عبارة عن أدوية وأجهزة طبية.

وتندرج هذه المساعي المغربية ذات الطابع الإنساني في إطار تضامن المغرب مع دول القارة الإفريقية ومن تم دعم التعاون جنوب - جنوب عبر إعطاء الانطلاقة للعديد من برامج المساعدة لفائدة الساكنة التي توجد في وضعية صعبة بالقارة السمراء.

وضمن هذا المنظور، فإن قطاع الصحة، ولما له من أهمية قصوى في حياة السكان، يحظى بمكانة متميزة في مبادرات التضامن التي يقوم بها المغرب بهدف مساعدة بلدان القارة الإفريقية على مكافحة الأوبئة المستشرية بالخصوص في صفوف الفئات المحتاجة، وهو ماكان له صدى واسع لدى ساكنة الدول التي شملتها الجولة الملكية والذي عكسته بكل وضوح، بل وبكثير من التقدير والاعتزاز، مختلف سائل الإعلام بهذه الدول، حيث أجمعت على الإشادة بالجولة الملكية واعتبرتها جولة ناجحة بكل المقاييس.




تابعونا على فيسبوك