الجزائر تتحدى الأمم المتحدة وتستفز المغرب في تفاريتي

الأربعاء 01 مارس 2006 - 18:20
تظاهرة الوحويين طردت شرذمة الإنفصاليين من وسط العيون

دخول الوزراء الجزائريين، وضباط الجيش الجزائري علنا إلى بلدة تفاريتي بالأراضي المغربية على بعد كيلومترات معدودة من مدينة السمارة، لا يعتبر فقط استفزازا مباشرا للمغرب وتحرشا به، ولكنه يعتبر في الوقت نفسه استفزازا وتحديا للأمين العام للأمم المتحدة وممثله الش

إن هذا التحدي الجزائري يذكرنا بالمغامرة التي قامت بها القوات المسلحة الجزائرية سنة 1976 في التاريخ نفسه يوم دخلت هذه القوات إلى التراب المغربي قصد احتلال مواقع قارة ودائمة تجعلها قاعدة لجبهة البوليساريو وغطاء لنواياها العدوانية ضد بلادنا.
ومن الأكيد أن المغاربة والجزائريين على السواء يتذكرون معارك أمغالا التي حوصر فيها الجيش الجزائري وكان من الممكن تدمير أفراده أو أسرهم جميعها لولا سماحة المغاربة وقوة احترامهم للدم والتاريخ والجوار.
فقد سمح المغرب للقوات المسلحة الجزائرية بالانسحاب منهزمة خائبة، ولم تستطع عصابات البوليساريو إيجاد موقع قدم في الصحراء المغربية منذ ذلك التاريخ.
وعند بناء الجدار الأمني لوضع حد لتسلل المرتزقة، وضع المغرب في الحسبان ضرورة الابتعاد عن الحدود الجزائرية وترك منطقة عازلة تفصله عن الاحتكاك بالجيش الجزائري.
وهذه المنطقة العازلة توجد من بينها منطقة تفاريتي وهي إحدى جماعات إقليم السمارة ويوجد مجلس جماعي يمثل سكانها ضمن الجماعات المحلية المنتخبة.
في سنة 1991 قبل توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار وتحديد خط يلزم القوات المسلحة بعدم تجاوزه أو الاقتراب منه، حاولت البوليساريو الاقتراب من المنطقة العازلة في تفاريتي يوما واحدا قبل وصول قوات الأمم المتحدة إلى المنطقة، واضطر المغرب أمام ذلك إلى قصف وتدمير ما حاولت البوليساريو بناءه في المنطقة لإيهام الأمم المتحدة والعالم أنها تحتل مناطق محررة، ومنذ ذلك التاريخ ظلت تفاريتي منطقة مغربية خالصة لا تقربها لا القوات الجزائرية ولا مرتزقة البوليساريو.

واليوم وقد عملت الجزائر على عرقلة كل الحلول الممكنة، وعرقلت المبادرات السلمية، مما أدى إلى عجز وفشل الأمم المتحدة في التوصل إلى إقرار أي حل سلمي، وبعدما فشلت الجزائر في تمرير مخطط تقسيم الصحراء المغربية، ها هي تستغل ظروفا غير عادية وتقتحم بلدة تفاريتي المغربية وتقيم البوليساريو حفلاتها فوقها، وتنقل الطائرات ووسائل النقل الجزائري عشرات الأشخاص الأجانب وآلاف الصحراويين المتحجزين إلى تلك المنطقة في عملية استفزاز رهيبة وتحد سافر، ما كان ممكنا مواجهته إلا بنفس التحدي والمواجهة لولا أن المغرب الرسمي تماسك واختار برودة الأعصاب على إصدار الأوامر للطائرات الحربية بتدمير ذلك كله، والأمم المتحدة وقوات المينورسو شاهدة على من بدأ بالتحدي وتجاوز كل الاتفاقيات واخترق سيادة دولة أخرى.
لقد ظلت البوليساريو تحتفل منذ ثلاثين سنة بالأوهام وتوزع بيانات وخطب الإفك والتضليل، وما كان ذلك ليثير المغاربة، ولا كان من الممكن أن يعطي لجمهورية الوهم أية مصداقية
غير أن التحرك نحو أراضي مغربية آمنة خاضعة لمراقبة قوات الأمم المتحدة، يدخل بالصراع إلى منطقة الخطر، ويدفعنا إلى الحذر والاستعداد، فالجزائر التي فشلت في إركاع المغرب أو النيل من صموده ووحدته وإجماعه الوطني، لا يستبعد أن تلجأ إلى ما هو أسوأ. ربما تبحث عن درس جديد من القوات المغربية نحاول أن نتجنب عواقبه حفاظا على كرامة وأمن واستقرار أبناء المنطقة جميعا.




تابعونا على فيسبوك