إسبانيا تشيد بدور الملك والمؤسسات المدنية في إنقاذ الديموقراطية

الأحد 26 فبراير 2006 - 14:49
تنويه بالتحولات الديموقراطية في إسبانيا

أحيى البرلمان الإسباني الذكرى الخامسة والعشرين للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي قادها الكورونيل أنتونيو تيخيرو في 23 فبراير 1981، بإصدار بيان " أشاد فيه بدور المؤسسات المدنية والعاهل خوان كارلوس في إفشال مخططات الانقلابيين " .

وأكد الكونغرس الإسباني الذي جرى اقتحامه ذلك اليوم من طرف الكورونيل تيخيرو وعدد من أفراد الحرس المدني، في البيان ذاته على "أن المحاولة الانقلابية لـ 23 فبراير خرجت بنتائج عكسية عما كان يتوقعه المخططون له، ومنح تقوية حاسمة للنظام الديموقراطي" .

ودعا البيان الذي تلاه وأشرف على صياغته رئيس البرلمان مانويل مارين غونزليس وبحضور ممثلي الأحزاب السياسية، إلى "التشبت بالديموقراطية والحفاظ على الحريات وحماية الدستور" .

كما وصف البيان الذي حظي بدعم جميع الأحزاب السياسية وتحفظ أحزاب كطلانية أخرى على بعض فقراته، محاولة الانقلاب تلك "بأنها أسوأ محاولة تعنيفية ضد الحريات، وإجهاض مسار الديموقراطية في البلاد".

وكان في 23 فبراير 1981 قد اقتحم الكورونيل أنطونيو تيخيرو مولينا بقوة وفي يده مسدس، غرفة البرلمان في حوالي الساعة السادسة و23 دقيقة من مساء ذلك اليوم ومعه حوالي 200 عنصر من رجال الحرس المدني جميعهم مسلحين، وشرعوا في إطلاق النار في الهواء لإجبار البرلمانيين على الرضوخ لأوامره.

بينما تكلف القائد العام في الحرس المدني آنذاك ميلانس ديل البوش، بالإشراف على إقامة حواجز أمنية في عدد من المواقع المهمة، ووضع نفسه "أمام فراغ السلطة المفترض" في مكان القائد الذي "سيتكلف بفرض النظام العام، وفرض نظام حضر التجوال، ويظل عند انتظار أوامر الملك خوان كارلوس"

وكان قد ساد في تلك اللحظات، داخل أروقة الكونغرس، كما تؤكد وثائق تحتفظ بها وكالة الانباء الإسبانية "إيفي"، حالة من الاندهاش والخوف بين النواب ومسؤولي البرلمان
وفي اليوم الموالي في 24 فبراير حوالي الواحدة والربع ظهرا، وبعد اجتماعات مطولة بالعاصمة مدريد، توجه العاهل الإسباني خوان كارلوس عبر شاشة التلفزيون الإسباني إلى المواطنين، مدينا الانقلاب ومجردا إياه من أي شرعية، ودعا خوان كارلوس في خطابه، الذي كان قد ارتدى خلاله بذلة عسكرية، كل العسكريين "بالعودة إلى ثكناتهم" .

وعرف المشهد السياسي في إسبانيا هذا العام عودة الجيش الإسباني إلى الواجهة بعد تصريحات مسؤول في الجيش منذ شهر تقريبا حول ضرورة التدخل في حال إصرار أحزاب كطالانية بالمطالبة باستقلال كطالونيا، وقام وزير الدفاع الإسباني خوصيه بونو بحبس المسؤول العسكري ثمانية أيام في منزله، وإعفائه من منصبه.

واعتبر كثير من المراقبين والمحللين وحتى السياسيين الإسبان، أن تلك التصريحات الصادرة عن مسؤول من الجيش قد "خدشت وجه الديموقراطية الإسبانية وأحرجتها بين نظيراتها بأوروبا".




تابعونا على فيسبوك