أعطى توفيق احجيرة، الوزير المنتدب المكلف بالإسكان والتعمير، الانطلاقة الرسمية للمشاورات الجهوية والمحلية حول إعداد مشروع المدونة الجديدة للتعمير، وذلك بعد اللقاء الوطني الأول الذي حدد التوجهات الكبرى وآليات التشاور لإنجاز هذا المشروع الضخم .
وذكر احجيرة، في كلمة توجيهية ألقاها الأربعاء المنصرم، أن إعداد مدونة جديدة للتعمير، جاء في وقت مناسب للحد من الثغرات المتعددة والاختلالات الاجتماعية والمجالية المتجلية في التعمير "غير المنظم" ولتبني منظومة قانونية جديدة منبثقة من المكتسبات التاريخية وتتلاءم مع واقع بلادنا من أجل توفير بيئة ثقافية واقتصادية واجتماعية تواكب رهانات التنمية المستديمة وتوفر للمواطن إطار عيش كريم.
وقال الوزير المنتدب المكلف بالإسكان والتعمير"لقد أثبتت التجربة والممارسة الميدانية محدودية التشريعات المعمول بها في ميدان التعمير وفي ضبط النمو المجالي والاستجابة للتحولات الاجتماعية والاقتصادية، وأضحت لا تواكب مبدأ اللامركزية واللاتركيز الإداري ولا تستجيب لمتطلبات الاستثمار وللاحتياجات الخاصة لبعض فئات المجتمع، بحيث أصبح عددها يتجاوز 100 وثيقة مرجعية، مما نتج عنه بطء وغموض وتضارب وتداخل في تحديد المسؤوليات".
وبخصوص الرؤيا الاستباقية لهذا المشروع، أبرز المسؤول الحكومي أن عدد سكان المغرب يبلغ حاليا حوالي 30 مليون نسمة، 50٪ منهم لا تتجاوز أعمارهم 20 سنة، مما ينذر بطلب مهم على السكن خلال السنوات المقبلة، وذلك في غياب استراتيجية متناسقة لسد هذا الطلب، وزاد شارحا "إننا من خلال إعدادنا لهذه المدونة، نرسم معالم المستقبل للأجيال المقبلة، لذا يجب أن نستشعر جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقنا، حتى تكون مساهمتنا في مستوى التطلعات المرجوة".
واغتنم احجيرة وجوده بطنجة ودعا الجميع إلى المشاركة المكثفة في هذا النقاش، والمساهمة بأفكار من شأنها توجيه محتوى مشروع المدونة الجديدة للتعمير، لأن المقصد الأساس من هذه المشاورات الجهوية والمحلية، برأي الوزير، يبقى هو فتح نقاش بناء بين مختلف الفاعلين لتحرير الطاقات ووضع تصور مستقبلي متكامل لما يجب أن تكون عليه تكتلاتنا العمرانية، معلنا بهذا الصدد أنه على ضوء هذه المشاورات سيجري في يونيو المقبل تقديم مشروع مدونة التعمير إلى الوزير الأول الذي سيحيلها على السلطة التشريعية قصد المناقشة والمصادقة.
وفي الإطار ذاته، ورغبة في إشراك جميع الفرقاء، دعا خالد العلمي الشنتوفي، مدير الوكالة الحضرية لطنجة، بصفتها الجهة المسؤولة على تسيير هذا الحوار وإنجاحه على الصعيد المحلي، جميع الشركاء المعنيين والمنتخبين المحليين إلى حضور كل جلسات نقاش مشروع مدونة التعمير، والتي حددت في ثماني جلسات، انطلقت أولها الخميس المنصرم بمقر الوكالة، كما وجه الدعوة إلى كل الحاضرين للمشاركة عبر موقع إلكتروني تابع للجنة التي أعدت »الوثيقة التشاورية« لمدونة التعمير بهدف تقديم الاقتراحات والملتمسات حول هذا المشروع .
وكان المشاركون في هذا اللقاء توصلوا بـ "الوثيقة التشاورية"التي أعدتها لجنة تابعة لوزارة الإسكان والتعمير، وتحتوي على أرضية للحوار والتشاور وتعالج جوانب متعددة وتطرح أفكارا من شأنها توجيه محتوى مشروع المدونة الجديدة للتعمير.
وقسمت هذه الوثيقة إلى ثلاثة فصول يتعلق الأول بـ »السياق العام« والثاني بـ "أهداف وتوجهات مدونة التعمير" والثالث بـ "الانشغالات والاقتراحات".
يذكر أن حفل الانطلاقة الرسمية للمشاورات الجهوية والمحلية حول مدونة التعمير حضره محمد حصاد والي جهة طنجة ـ تطوان ورؤساء المجالس المنتخبة بالجهة وعدد من المنتخبين وبعض ممثلي الجمعيات.