تحركات في الظل لنزع فتيل المواجهة بين إيران والغرب

السبت 25 فبراير 2006 - 14:24
إيران تعزز علاقاتها بدول الجوار تحسبا لتحالف إقليمي مناهض لها

في إطار الحملة الغربية الرامية إلى تجريد إيران من قدرتها النووية، وتردد بعض الأنباء بشأن احتمال تعرضها لضربة عسكرية خاطفة من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية.

أعلن نائب رئيس الجمهورية ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية، غلام رضا آقازاده، أن المنشآت الإيرانية لتخصيب اليورانيوم موجودة تحت الأرض، "ولا يمكن أن تتضرر في حال تعرضت لهجوم".

ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (ايسنا) عن المسؤول الإيراني قوله "إن منشآت التخصيب وخصوصاً في مجمع نطنز (وسط إيران)، موجودة تحت الأرض، وبالتالي فلا يمكن لأي هجوم أن يطالها بالضرر".

وكان العديد من المسؤولين الإسرائيليين، قد لمحوا خلال الأشهر الأخيرة إلى إحتمال شن هجوم على المنشآت النووية لايران ومنعها من تطوير برنامجها النووي، وأضاف آقا زاده، أن المواد الأولية لمصنع التحويل في أصفهان (وسط) موجودة أيضا في الأنفاق تحت الأرض.

وأن المعاهدات الدولية تحظر, أي عمل ضد المنشآت النووية الإيرانية، وخلص المصدر ذاته، بالقول "حصلنا على العلم بالتكنولوجيا النووية في الفترة التي كنا فيها نتعرض لعقوبات، ولم نحصل عليها من الغربيين، وعليه فإن أي عقوبات لن يكون لها أي تأثير على أنشطتنا النووية".

وفي موضوع الوساطات الجارية لاحتواء الأزمة بين إيران والغرب نقل عن لي تشاوشينج وزير خارجية الصين يوم الخميس قوله انه مايزال هناك مجال لنزع فتيل أزمة دولية متفاقمة بسبب طموحات ايران النووية وذلك في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ونقلت وكالة أنباء شينخوا عن لي دعوته المجتمع الدولي إلى الهدوء وضبط النفس والصبر والتحلي بالمرونة من أجل استئناف المفاوضات بين اوروبا وايران
ونسبت شينخوا ألى لي قوله بعد اجتماع مع وزير الخارجية الالماني الزائر فرانك فالتر شتينماير "الأيام التي تسبق اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في السادس من مارس حيوية".

وقد أعلنت إيران في الآونة الأخيرة انها سوف تستأنف نشاط تخصيب اليورانيوم لكنها تصر على انها لا تهتم الا بتوليد الطاقة النووية للأغراض المدنية، وتشتبه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأن إيران تهدف في نهاية الأمر إلى إنتاج أسلحة نووية.

وقد تحيل الولايات المتحدة وثلاثي الاتحاد الأوروبي بريطانيا وفرنسا وألمانيا إيران إلى مجلس الأمن الدولي من أجل فرض عقوبات على طهران، وقال الوزير الصيني أن بكين تأمل بحل المسألة النووية لإيران من خلال الوسائل السلمية.

وحثت الصين إيران يوم الثلاثاء على وقف كل انشطة تخصيب اليورانيوم التي يمكن أن تؤدي إلى إنتاج وقود من أجل محطات الطاقة أو لإنتاج أسلحة وذلك في اجرأ دعوة من جانب بكين إلى طهران لقبول مطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

من جهته دعا وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر ومستشار الأمن القومي الأميركي السابق زبينغيو بريجينكسي واشنطن إلى لعب دور أكثر فاعلية في المساعي لحل الأزمة حول برنامج إيران النووي.

وقال السياسيان السابقان أن على واشنطن بدلا من أن تدفع الاتحاد الأوروبي إلى التفاوض مع الجمهورية الاسلامية حول تطلعاتها النووية المثيرة للجدلو أن تصبح ضالعة بشكل مباشر في المحادثات.

وصرح فيشر في مؤتمر للعلاقات بين جانبي المحيط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "أعتقد ان مشاركة الولايات المتحدة في المحادثات ستكون مفيدة جدا"
وأضاف "ستكون لدينا فرصة إذا عملنا معا لحل المشكلة دبلوماسيا لكن ذلك يعني القيام بتقديم عرض كبير من جهة أخرى".

وأوضح ان "أوروبا ليست قوية بما يكفي للقيام وذلك لذلك نحن بحاجة الى الولايات المتحدة"، أما بريجينكسي الذي عمل مستشارا للأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر من 1977 وحتى 1981، فقال إنه من غير المرجح أن يتم حل الأزمة مع إيران إلا إذا لم يتم تغيير النهج الحالي.

وأوضح "في ايران تجري عملية يتفاوض فيها أصدقاؤنا الأوروبيون مع الإيرانيين بدون مشاركتنا .لم نفعل مع الإيرانيين ما فعلناه مع كوريا الشمالية".

وأوضح "مع كوريا الشمالية نشارك في محادثات متعددة" وفي اشارة الى المحادثات السداسية التي تشارك فيها اميركا والصين وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليابان وروسيا لبحث الملف النووي في كوريا الشمالية.

وأضاف انه في حين أن الولايات المتحدة اجرت محادثات ثنائية مع كوريا الشمالية، إلا أن ذلك لم يحدث مع إيران خشية من أن يؤدي ذلك إلى اضفاء الشرعية على النظام الإيراني.

وأوضح بريجينسكي أن "السياسة التي تعتمد على دفع حلفائنا إلى التفاوض مع الإيرانيين للحصول على تنازلات كبيرة من الإيرانيين وفي الوقت ذاته نواصل إدانة الإيرانيين دوليا ونخصص الأموال لزعزعتهم سياسيا لن تكون ناجحة".

ومن المقرر ان يجتمع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في السادس من مارس في فيينا لاتخاذ قرار حول إمكانية الطلب من مجلس الأمن الدولي اتخاذ اجراء ضد الدولة الاسلامية، وتؤكد طهران انها تسعى للحصول على التكنولوجيا النووية لأغراض مدنية وتلبية احتياجاتها من الطاقة.




تابعونا على فيسبوك