خارطة طريق تحتوي الإرهاب وتنظر للعراق

السبت 25 فبراير 2006 - 14:05
حرب المساجد تدخل العراقيين في مأزق خطير

توقع خبراء أمنيون بريطانيون بحر هذا الأسبوع وقوع هجوم إرهابي واحد على الأقل على هدف أوروبي هذا العام وأن أسامة بن لادن أو مساعده الأيمن أيمن الظواهري سيقتل أو يعتقل، وقالت مؤسسة ايجيس للخدمات الدفاعية كذلك انه لن تندلع حرب أهلية في العراق مع فقد المسلحين

وقالت مؤسسة إيجيس التي تقيم المخاطر الدولية على الحكومات والشركات الدولية في تقريرها السنوي عن الإرهاب ان الخناق يضيق على زعماء تنظيم القاعدة الذي يقوده أسامة بن لادن.

ووصفت ابن لادن بانه "قوة مستنفذة" وقالت إن دوره الوحيد بات كونه رمزا وتوقعت أن ينتهي أمره هو أو مساعده في غضون 12 شهرا
وفي الوقت نفسه قالت المؤسسة ان تنظيم القاعدة أظهر دلائل على التحرك بعيدا عن التدمير باتجاه المزيد من الاهداف السياسية "الواقعية" وهو ما يعني احتمال اجراء محادثات مع من سيخلفون القادة الحاليين

وقال دومينيك ارمسترونغ مدير البحوث والاستخبارات في ايجيس لرويترز "القاعدة تجاهد لخلق دور سياسي لنفسها، سيكون هناك انخراط أكثر عملية" لكن بوقوع تفجير كبير في بريطانيا العام الماضي قالت إن تنامي التشدد بين الإسلاميين الشبان في أوروبا إلى جانب الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية قد يعني وقوع المزيد من الهجمات

وتظل بريطانيا وإيطاليا أكثر دولتين مستهدفتين لكن فرنسا واسبانيا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ معرضة للخطر كذلك، وقال أرمسترونغ "لن نشهد هجوما على مستوى 11 سبتمبر ومن المرجح أن يقع عدد من الهجمات الاصغر حجما على أهداف أسهل لها تأثير اقتصادي أكبر"، وتابع ان أسلحة الدمار الشامل لن تستخدم

وقال "انهم لا يملكون ولن يمتلكوا أسلحة نووية أو جرثومية قاتلة، الهجمات الناجحة التي ستقع هذا العام ستكون تقليدية"، ومؤسسة ايجيس المرتبطة بعقد قيمته 293 مليون دولار لتنسيق أمن المتعاقدين للعمل في العراق ولها الف موظف هناك ان الوضع في العراق ليس بالسوء الذي تصوره وسائل الاعلام وان البلاد ليست على شفا حرب أهلية.

وقال ارمسترونغ "القتال سيستمر لكنه سيقتصر بدرجة كبيرة على عمليات مجرمين ومقاتلين أجانب مع انخراط التيار الرئيسي من العراقيين في العمليةالسياسية"
وتابع أن 14 من محافظات العراق وعددها 18 محافظة خالية من الاضطرابات وقال "سيشعر المقاتلون الاجانب بتقلص الترحيب بهم وسيكون هذا نقطة تحول بالنسبة للعراق

ورغم عمليات المقاتلين فإن العملية السياسية لم تتأخر يوما واحدا"، وتوقع التقرير كذلك تراجع إيران في خلافها مع الغرب بشأن طموحاتها النووية من خلال اتفاق يسمح لها باستخدام يورانيوم مخصب في الخارج لتشغيل مفاعلاتها لتتجنب بذلك فرض عقوبات أو القيام بعمل عسكري ضدها.

وفي العراق كان قتل 130 شخصا على الأقل بعد تفجير مزار شيعي في سامراء بينما ناشد الرئيس العراقي جلال طالباني يوم الخميس العراقيين تجنب الوقوع في اتون الحرب الأهلية وجدد المرجع الديني الشيعي آية الله علي السيستاني دعوته الى الوحدة
وأعلنت الشرطة العراقية العثور على جثث ثلاثة صحافيين عراقيين يعملون لقناة "العربية" الفضائية بعد خطفهم بالقرب من مدينة سامراء (120 كلم شمال بغداد)بينهم المراسلة أطوار بهجت (30 عاما).

ونقلت ثمانون جثة لأشخاص قتلوا بالرصاص الى برادات دائرة الطب العدلي في بغداد بعد ظهر الاربعاء بينما عثر على 47 جثة جديدة في منطقة النهروان جنوب شرق بغداد، وأكد قيس محمد معاون مدير الدائرة إن "دائرتنا تسلمت منذ بعد ظهر الاربعاء ما لا يقل عن ثمانين جثة قتلت جميعها رميا بالرصاص".

وأضاف ان "الدائرة طلبت من وزارة الصحة اتخاذ اجراءات سريعة لانه لم يعد باستطاعتنا استلام جثث لان برادات حفظ الجثث امتلأت"، وبعيدا عن هذه التصريحات شاهد صحافي من وكالة فرانس برس سيارتي بيك آب تصلان إلى الدائرة تحمل الأولى بين سبع وعشر جثث فيما تحمل الثانية جثتين، بينما كان عدد من العراقيين ينتظرون في الخارج تسلم جثث ذويهم.

وقد أغلقت سيارتان الطريق بينما توقفت سيارتان أخريان مقابل منزل، وأطلق خمسة مسلحين النار على واجهة منزل الضابط المتقاعد في الشرطة، قبل ان يدخله خمسة آخرون.

وقالت عليا (22 عاما) إن الرجال "بحثوا أولا عن شقيقي ويعمل أحدهما ضابطا في المطار والثاني تقنيا في وزارة الدفاع وكانوا يصرخون في وجه امي (اين ولداك؟) فاجابتهم انهما غير موجودين".

وأضافت "عندها اقتادوا والدي الذي كان يتناول طعام الفطور وفروا"، موضحة ان الخاطفين كانوا يرتدون ثيابا سوداء وغير ملثمين، ووقعت حوادث أخرى في بقية انحاء البلاد
فقد قتل رجل دين سني في الحلة (100 كلم جنوب بغداد) بينما احرق مسجد في المسيب جنوبا، حسبما ذكرت الشرطة.


وأعلنت وزارة الداخلية العراقية منعا للتجول من الثامنة مساء الى السادسة صباحا بالتوقيت المحلي 00,17 الى الثالثة تغبينما وضعت قوات الامن العراقية في حالة تأهب قصوى.

وقرر قادة "جبهة التوافق التي حصلت على 44 مقعدا في مجلس النواب يوم الخميس تعليق مشاركتهم في المفاوضات الجارية حول تشكيل الحكومة احتجاجا على الاعتداءات التي طالت المساجد السنية".

ونعت قناة العربية الفضائية يوم الخميس مراسلتها أطوار بهجت واثنين من الفريق التقني في العراق والذين قتلوا بينما كانوا يقومون بتغطية الاحداث في مدينة سامراء
ودانت القناة مقتل بهجت والمصور خالد محمود الفلاحي (39 عاما) ومهندس البث عدنان خيرالله (36 عاما)، معتبرة أنها "تدفع مرة اخرى ضريبة السعي وراء الحقيقة"، من جانبه دعا الرئيس جلال طالباني العراقيين إلى الوحدة وتجنب الوقوع في اتون الحرب الأهلية، مؤكدا ان المعتدين على المزار الشيعي في سامراء هم "التكفيريون والزرقاويون الذين أتوا من خارج البلاد"، ونقل بيان عن طالباني قوله إن "الجري في سامراء، جريمة بحق الشعب العراقي بأسره وتهدف إلى إشعال فتنة داخلية وحرب أهلية بين العراقيين".

وأوضح طالباني ان "التكفيريين والزرقاويين الذين جاؤوا من الخارج يهدفون منذ زمن بعيد إلى اشعال الحرب الأهلية في العراق"، مؤكدا ضرورة "ألا يكون لهم مكان في البلاد وتركها لأهلها".

وأعلن مكتب رئاسة الجمهورية العراقية ان اجتماعا سيعقد يوم الخميس بين قادة الأحزاب والكتل السياسية العراقية في مقر طالباني للبحث في تداعيات اعتداء سامراء، أما المرجع الديني الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني فقد جدد دعوته الشعب العراقي إلى الوحدة ونبذ العنف، وقال الشيخ محمد الخاقاني في مكتب المرجع الشيعي، ان السيستاني "جدد دعوته للجماهير العراقية لوحدة العراق ونبذ الطائفية وعدم حمل السلاح".




تابعونا على فيسبوك