الذكرى الـ 48 للزيارة الملكية التاريخية لمحاميد الغزلان

الجمعة 24 فبراير 2006 - 20:00
المغفور له محمد الخامس أثناء زيارته لمحاميد الغزلان

يخلد الشعب المغربي، وفي طليعته أسرة المقاومة وجيش التحرير وسكان إقليم زاكورة، اليوم السبت 25 فبراير، الذكرى الثامنة والأربعين للزيارة التاريخية التي قام بها بطل التحرير، جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه إلى محاميد الغزلان سنة 1958، والذكرى الخام

وأبرز بلاغ للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أن زيارة جلالة المغفور له محمد الخامس، تميزت بالوقفة التاريخية للملك الراحل قدس الله روحه على تخوم الأقاليم الجنوبية من الوطن التي كانت خاضعة آنذاك للاستعمار الأجنبي، كمؤشر وازن على عدم تخلي المغرب عن ترابه أو تفريطه في أي جزء من أراضيه المغتصبة
وذكر البلاغ، بكون أب الأمة كان أبرز في خطابه السامي بالمناسبة، العرى الوثيقة والروابط المتينة التي جمعت على الدوام بين الملوك العلويين وسكان هذه المناطق، مؤكدا عزم المغرب على استعادة أراضيه وتحريرها من ربقة الاستعمار.

وقال رضوان الله عليه في هذا الخطاب: "إننا سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبات السكان، وهكذا نحافظ على الأمانة التي أخذنا أنفسنا بتأديتها كاملة غير ناقصة، ألا وهي ربط حاضرنا بماضينا وتشييد صرح مستقبل مزدهر ينعم فيه جميع رعايانا بالسعادة والرفاهية والهناء"
كما ذكر البلاغ بكون سكان محاميد الغزلان وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية جددوا بيعتهم لملك المغرب وتعلقهم الدائم بأهداب العرش العلوي المجيد وصيانة الوحدة الترابية للمغرب واسترخاص كل التضحيات دفاعا عن المقدسات الدينية والوطنية والمقومات الحضارية والتاريخية، في ملحمة واصلها الملك الموحد جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه بترابط متين مع شعبه الوفي واستطاع بفضل المسيرة الخضراء المظفرة سنة 1975 أن يحقق استرجاع الأقاليم الجنوبية المغتصبة ليتم جلاء آخر جندي عن ربوعها في 28 فبراير 1976.

ولاحظ البلاغ أنه في غمرة أجواء التعبئة الوطنية لصيانة الوحدة الترابية كانت الزيارة الميمونة التي قام بها مبدع مسيرة فتح الغراء جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه إلى محاميد الغزلان في 11 أبريل 1981، والتي جددت المضامين التي خلدتها زيارة والده المنعم جلالة المغفور له محمد الخامس لهذه الربوع سنة 1958.

وكانت الزيارة دليلا على تحدي المغرب وتجنده لصد مناورات خصوم وأعداء الوحدة الترابية للمغرب، وهو ما عبر عنه جلالة المغفور له الحسن الثاني حينئذ بقوله: "إن الذاكرة ترجع بنا إلى الوراء، ترجع بنا إلى سنة 1958 حينما زاركم والدنا المنعم محمد الخامس
وإننا لنذكر تلك الزيارة باعتزاز وتأثر، نذكرها باعتزاز لأن من هنا انطلق صوته رحمة الله عليه مطالبا باسترجاع الأراضي المغربية، ونذكرها بتأثر لأنها لم تكن صيحة في وادي بل كانت نداء وجد أعظم صدى.

وكان درسا في السياسة والصبر والمصابرة ها نحن اليوم نجني ثماره"، وقد تجددت هذه المضامين والقيم الخالدة من خلال الزيارات الميمونة لهذه الربوع والأقاليم الجنوبية التي قام بها باعث النهضة المغربية جلالة الملك محمد السادس الذي يحمل لواء إعلاء صروح المغرب الجديد، بالتحام مع شعبه الوفي من طنجة إلى الكويرة، للرقي بالوطن في مدارج الحداثة والتقدم وتوطيد بنائه الديموقراطي وصيانة وحدته الترابية ومواجهة كل التحديات بعزم قوي وإيمان راسخ، وإذكاء إشعاع المغرب باعتباره قلعة من قلاع الحضارة، عريق في المجد وممسك بالقيم الإنسانية المثلى.

وأبرز البلاغ أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهي تخلد هذه الذكرى المجيدة تتوخى استلهام معانيها السامية والتعريف بفصولها وما ترمز إليه من دلالات وتنوير أذهان الأجيال بعبرها ومغازيها لتتشبع بها في مسيرات الحاضر والمستقبل، في ظل العهد الجديد لرائد المغرب ورمز عزته وسيادته ووحدته، جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.




تابعونا على فيسبوك