أكد رئيس مديرية الأمراض والأوبئة بوزارة الصحة، نور الدين شوقي، أن الفيروس المتسبب في مرض أنفلونزا الطيور لم يظهر بعد في المغرب، إلا أن السلطات المعنية كثفت من مراقبتها وإجراءاتها الوقائية من أجل مواجهة أي خطر يحذق بالمغرب في المستقبل.
وأكد أن المغرب، في إطار سياسة وقائية من انتشار المرض، أجرى أكثر من 400 تحليل طبي على أكثر من 40 نوعا من الطيور، تبين بعده أن سلالة "أش 5 إن 1" القاتلة لم تصل بعد إلى المغرب.
وأوضح نور الدين شوقي أن الأعراض الأساسية، التي يمكن أن يشعر بها الشخص، في حالة إصابته بداء أنفلونزا الطيور، هي الأعراض نفسها للزكام العادي للبشر، من قبيل الإحساس بالعياء، وألم المفاصل، وسيلان الأنف، ووجع الرأس، وشدة العطس، وبين رئيس مديرية الأمراض والأوبئة أن أعراض الزكام، الناتج عن فيروس "أش 5 إن 1"، أصعب وأقوى بشكل عام من الزكام العادي، وتزداد هذه الصعوبة خصوصا عند الأشخاص، الذين يعانون من مشاكل صدرية، أو مرض الربو وصعوبة التنفس، كما يمكن أن تزداد الحالة سوءا إذا تأخر المصاب في اللجوء إلى الطبيب في أقرب وقت من شعوره بمثل هذه المضاعفات.
وشدد نور الدين شوقي على عدم وجود علاقة سببية بين أعراض الزكام العادي والإصابة بالفيروس، وأن التأكد من نوع الفيروس لا يمكن أن يحصل دون اللجوء للتحاليل الطبية، مشيرا إلى أنه ليست هناك علامات أو أعراض قارة مميزة عن غيرها، يمكن من خلالها الحسم بشأن الإصابة بالفيروس "أش 5 إن 1" من غيره من الفيروسات المسؤولة عن الزكام عموما.
وذكر نور الدين شوقي أن 129 حالة بشرية، المسجلة على الصعيد العالمي، والتي تبثت إصابتها بالفيروس، كشفت أن الإصابات لم تمس إلا الأشخاص، الذين عايشوا عن قرب ولمدة طويلة الدواجن المريضة، مما يفيد أن احتمال إصابة الإنسان بالفيروس تتطلب شروطا بعينها.
وأوضح شوقي أن الوسيلة المتاحة حاليا للاستشفاء من داء أنفلونزا الطيور، في حال إصابة البشر بها، حسب المنظمة العالمية للصحة، هي المضادات الحيوية للفيروس، ومن أهمها دواء "التاميفلو"، الذي يجب أخذه في الأيام الأولى من الإصابة بالفيروس، مبينا أن المنظمة العالمية للصحة تلح على ضرورة أن توفر الدول احتياطيا كافيا من الدواء يكفي لعدد الأشخاص الأكثر احتمالا للإصابة بالفيروس.
وأفاد المسؤول الصحي أن المغرب قدم طلبا للحصول على علبة من دواء "تاميفلو"، لكن نظرا للارتفاع الحالي للطلب على الدواء، الذي ينتجه مختبر واحد في العالم، أخذ المغرب كمية تقل عما جاء في الطلب، على أساس تلقي المزيد، حسب الحاجة إليه في المستقبل، مبينا أن وزارة الداخلية، هي من يضع طلب الحصول على كميات من الدواء، لتوفير العدد اللازم منه وتوزيعه على جميع جهات المملكة.
ويصل ثمن العلبة نحو 350 درهما، وأبرز شوقي أن هناك 16 نوعا من "أش" و9 من "إن" كأنواع لفيروس الزكام، ولذلك فالفيروس يختلف من سنة إلى أخرى، وتبعا لذلك ينتج سنويا لقاح مغاير للقاح السابق.
وأبرز نور الدين شوقي أن مضاعفات انتقال فيروس "أش 5 إن 1" من الطير إلى البشر تختلف حسب الوضع الصحي العام لكل شخص مصاب، إذ هناك فئة قد تعاني من المرض بشكل عاد، بحيث تتماثل للشفاء بمجرد الخضوع للفحص وأخذ العلاج في البدايات الأولى للعدوى، فيما الصنف الثاني، ممكن أن يعاني من مضاعفات صحية خطيرة، تهدد بموت الأشخاص، الذين يعانون من متاعب صحية، أو أزمات التنفس، والأمراض الصدرية.