علي عاشور يقدم أوراق اعتماده كسفير لجلالة الملك لدى الفاتيكان

البابا بندكت السادس عشر : تشجيع السلام يتطلب احترام الديانات ورموزها

الثلاثاء 21 فبراير 2006 - 15:51
علي عاشور لدى استقباله من طرف البابا

قدم علي عاشور، أول أمس الإثنين، أوراق اعتماده لقداسة البابا بندكت السادس عشر كسفير لجلالة الملك لدى الفاتيكان .

وبهذه المناسبة، أكد علي عاشور أن المغرب يعتز بالعلاقات العريقة التي تجمعه بالفاتيكان والتي تطبعها الجودة والاستمرارية التاريخية، مشيرا إلى أن الزيارة الرسمية التي قام بها البابا يوحنا بولص الثاني للمغرب في غشت 1985 توجت ثلاثة عشر قرنا من العلاقة بين سلاطين وملوك المغرب مع قادة الكنيسة الكاثوليكية والمبنية على الصداقة والتقدير والاحترام المتبادلين.

وذكر باللقاء الذي جمع بين جلالة الملك محمد السادس والبابا يوحنا بولص الثاني في أبريل سنة ألفين بالفاتيكان والتي مكنت من تعميق الحوار الإسلامي المسيحي، مذكرا أيضا باللقاءات المهمة التي استضافها المغرب والهادفة إلى تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والديانات.

وأكد أن المغرب مصمم بإصرار على مواصلة مساهمته في البحث عن السلام والتسوية السلمية للنزاعات ومواجهة المخاطر لتي تتهدد العالم، مشيرا إلى أن المملكة تدعم الجهود التي يبذلها البابا من أجل نشر السلام في العالم ودعواته الدائمة لفائدة القضايا العادلة وبالخصوص جهود الفاتيكان من أجل إقامة سلام عادل ودائم بالشرق الأوسط
وأضاف أن جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، وجه نداءات متجددة لاحترام الوضع القانوني لمدينة القدس الشريف وهويتها التاريخية لكونها تمثل رمزا للتعايش والتسامح بين الديانات السماوية.

واستعرض علي عاشور الأشواط التي قطعها المغرب خلال الخمسين سنة الماضية من أجل بناء مجتمع حداثي ديمقراطي ومتقدم معربا عن تصميم المملكة على مواصلة هذه الجهود لضمان مواطنة كريمة للأجيال الصاعدة مذكرا بتقرير التنمية البشرية في المغرب والتقرير الختامي لهيئة الإنصاف والمصالحة.

ومن جهة أخرى أكد عاشور على أن المغرب يدين التطرف والإرهاب اللذين يتعارضان مع مبادئ وقيم الإسلام، معبرا عن تصميم المغرب، الذي كان ضحية للإرهاب، على محاربة هذه الظواهر التي تهدد استقرار الدول والعيش الكريم للإنسانية، مشددا على أن محاربة الإرهاب يجب أن تسير بشكل مواز مع معركة إقامة السلام والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وترسيخ الديمقراطية ودعم التقارب الثقافي والإنساني.

ومن جهته قال قداسة البابا في كلمة جوابية "لا يمكن إلا التعبير عن الارتياح للأشواط (التي قطعها المغرب) والتي من شأنها تمكين المغاربة قاطبة من العيش في أمن وهم يتمتعون بالكرامة حتى يساهم الجميع بفاعلية في الحياة الاجتماعية والسياسية للبلاد"
وشدد البابا على أن التعاون القائم بين البلدان المحيطة بحوض المتوسط يجب أن يمكن من "مواجهة حازمة ليس فقط للقضايا المتعلقة بالأمن والسلام في المنطقة ولكن أيضا التصدي لمسألة تنمية المجتمعات والأشخاص مع إيلاء الاهتمام المستمر لواجب التضامن والعدالة مما يدعو حوض المتوسط أكثر من أي وقت مضى ليصبح فضاء للقاء والحوار بين الشعوب والثقافات".

وبخصوص مشكل الهجرة دعا البابا مؤسسات بلدان الاستقبال أو العبور إلى"الحرص على عدم معاملة المهاجرين كبضاعة أو مجرد قوة عمل وعلى احترام حقوقهم الأساسية وكرامتهم الإنسانية"، معتبرا أن حل هذه المشاكل لن يتم "فقط بواسطة سياسات وطنية بل إن إيجاد حلول لهذه الأوضاع المؤلمة يتطلب تعاونا مكثفا بين جميع البلدان المعنية".

ومن جهة أخرى، قال قداسة البابا إن الكنيسة الكاثوليكية مقتنعة بأن تشجيع السلام والتفاهم بين الشعوب والأفراد »يتطلب بشكل ضروري ومستعجل احترام الديانات ورموزها وعدم التحرش بالمؤمنين من أجل المس بمشاعرهم الدينية"، معتبرا أن اللاتسامح والعنف »لا يمكن تبريرهما كرد على الإساءات لأنهما رد لا يتماشى مع المبادئ المقدسة للدين".

وخلص إلى القول إن السبيل الوحيد "لتحقيق السلام والأخوة هو سبيل احترام المعتقدات والممارسات الدينية للآخرين".




تابعونا على فيسبوك