غصت ساحة السلام بأكادير أول أمس الأحد بأكادير بآلاف المواطنين، الذين احتجوا على نشر الرسوم المسيئة للرسول (صلعم)، في بعض الصحف الدانمركية والاوربية.
وقال عضو بمنسقية سكرتارية تنظيم الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها ودعت لها 14 هيئة سياسية ومدنية بأكادير ضد الإساءة للرسول الكريم، إن الوقفة الاحتجاجية لنصرة المصطفى الأمين شارك فيها بين 8000 و 10.000 محتج ومحتجة قدموا من جميع أحياء المدينة والمراكز الحضرية والقروية القريبة منها.
وأضاف عضو المنسقية أن هذه الوقفة الاحتجاجية، التي نظمت تحت حراسة أمنية مشددة، جاءت استجابة للسخط الشعبي الذي عبرت عنه شرائح كبرى من المجتمع مطالبة بالاحتجاج نصرة للنبي الكريم.
وطالب بيان الوقفة الاحتجاجية من المنتظم الدولي سن قوانين لمنع المس بالمقدسات والمعتقدات الدينية للشعوب. ودعا البيان علماء المغرب ومفكريه والمؤسسات الدينية وغيرهم التصدي لهذه الحملات الممنهجة عبر تصحيح الصورة المشينة التي تقدم عن الإسلام والمسلمين.
وأعلن المحتجون للرأي العام المحلي والوطني والدولي دفاعهم عن الحريات دون المساس بالديانات والمعتقدات.
على صعيد آخر، استنكرت الهيئات المنظمة للتظاهرة، في بيانها الذي وزع على المشاركين والمارين منع المسيرة الشعبية بأكادير بدون تعليل معقول، وبدون اعتبار لمشاعر ساكنة أكادير المسلمة. واعتبر البيان أن قضية نشر الرسوم ما هي إلا نتاج للصورة التي يسوقها الغرب عن الإسلام والمسلمين.
وأبرز مسؤول بهيئة التنسيق، التي ضمت مشارب سياسية متعددة، جماعة العدل والإحسان والعدالة والتنمية وحزب الاستقلال وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي والنقابات والجمعيات التابعة لها، أن شعور هذه الهيئات بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها في الدفاع عن ديننا الإسلامي الحنيف ضد الهجمة الشرسة التي تشنها الصهيونية والإمبريالية العالمية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، تارة باسم محاربة الإرهاب، وتارة أخرى بحجة حرية التعبير، ونظرا للمكانية القدسية للنبي الكريم، في قلوب كافة المسلمين، وما تعرض له من مس وإهانة غير مسبوقة لشخصه الكريم من طرف دعاة العنصرية والتمييز، قررنا تنظيم مسيرة احتجاجية غير أن السلطات المحلية منعتها، ورخصت لنا بهذه الوقفة الاحتجاجية ليعبر من خلالها الأكاديريون عن غضبهم الشديد للإهانة التي تعرضوا لها بالإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وتأسف أعضاء بالمنسقية لانسحاب كل من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان واليسار الاشتراكي الموحد والاتحاد الاشتراكي وحزب الطليعة والنهج الديمقراطي من مسؤولياتهم لتنظيم الوقفة الاحتجاجية بعد أن اشتغلوا وانخرطوا مع السكرتارية في تنظيم المسيرة الشعبية التي حضيت بإجماع كل الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية بأكادير، غير أنها تعرضت للمنع بدون مبرر مقبول، وبدون حياء من طرف السلطات المحلية المعنية.
وتقاطر على ساحة السلام منذ بداية صباح الأحد آلاف المتظاهرين الذين اصطفوا في صفوف متراصة منتظمة لإسماع صوت الإدانة والاستنكار والسخط على كل من تجرأ على الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم وللإسلام والمسلمين.
وردد المحتجون المتظاهرون طيلة صبيحة الأحد شعارات تدين كل من أساء للرسول محمد، حيث ظلت طوال ساعات ساحة السلام بأكادير تصدح بصوت واحد "كلنا فداء لنبي الهدى"و"قولوا للغرب كفى، كل إلا المصطفى" و"سيري أمة المليار لنصرة النبي المختار"، وغيرها من الشعرات المناوئة للرسومات الكاريكاتورية التي أساءت للرسول وكل المسلمين عبر العالم.