تؤسس لكتابة علمية في التأريخ

موسوعة للحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب

الأربعاء 15 فبراير 2006 - 16:59

أجمع المتدخلون في اليوم الدراسي الذي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أول أمس الثلاثاء بالرباط حول"تقديم وقراءة موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب"، على أن المنهاج وطبيعة المواد والأسلوب التنظيمي للعمل والأقلام

وأضافوا أن الموسوعة المقرر صدورها في خمسة أجزاء والتي أطلت من خلال جزئها الأول الصادر في موضوع "الكفاح الوطني في مواجهة الاستعمار".

جاءت في "محاولة مخلصة" لسد الخصاص التأريخي الملاحظ على هذا المستوى ولحفظ ذاكرة هذه الفترة من الضياع وتوثيقها وفق خطة علمية .

ولاحظوا أنها تمثل من هذه الزاوية حلقة أساسية لتنضيد وضبط وتمحيص وأيضا تنسيق وجمع ما يكون قد تراكم هنا وهناك من أبحاث تاريخية خاصة بالمقاومة والحركة الوطنية، والانتقال من الكتابة الفردية المتفرقة إلى الكتابة التي يضطلع بها فريق علمي يعتني بالإضافة إلى معايير البحث العلمية الدقيقة بمسائل التبويب والتنسيق وتجميع المعطيات ضمن صورة متكاملة قابلة لأن تكون مادة مصدرا ومرجعا للدارسين والباحثين في إطار الصيغة المصطلح عليها علميا بالموسوعة .

وقد جاء الجزء الأول الصادر وفق ترتيب موضوعاتي في مجلدين من 508 صفحة من القطع الكبير بمساهمة 71 متدخلا ومساهما علميا وبإشراف لجنة عمل مكونة من أساتذة جامعيين باحثين وأطر متخصصة من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير .

وتناول المجلد الأول بعد تمهيد منهجي، سبع دراسات في موضوع »التدخل العسكري الاستعماري في المغرب«، وخمس دراسات في معالجة »إشكالية الحماية«، و14 دراسة في »مناهضة التدخل الاستعماري : المقاومة المسلحة" و15 دراسة في بحث موضوع »من المطالبة بالإصلاح إلى المطالبة بالاستقلال".

أما المجلد الثاني فبحث في سبع دراسات موضوع "الأحزاب الوطنية المغربية : النشأة والتطور".

وتناول موضوع "الحركة الوطنية وجدلية التربوي والثقافي والإعلامي"، من خلال أربعة محاور وهي "الحركة الوطنية والمسألة التعليمية" و"التفاعل بين المسألة الثقافية والحركة الوطنية"، و"دور الإعلام في الحركة الوطنية" و"الحركة الوطنية والبحث عن الدعم الخارجي".

كما عالج موضوع "الحركة الوطنية وبعض قضايا المجتمع والاقتصاد من خلال ست دراسات" ومن المنتظر أن يخصص الجزء الثاني من هذه الموسوعة لأهم الأنشطة العسكرية والسياسية التي أنجزتها حركات المقاومة المسلحة وجيش التحرير ابتداء من غشت 1953، فيما سيفرد الجزء الثالث لمعجم أعلام الحركة الوطنية ورجال المقاومة وجيش التحرير, ويخصص كل من الجزئين الرابع والخامس على التوالي للهيكل التنظيمي لحركات المقاومة وجيش التحرير وللشهادات الحية الخاصة بأقطاب المقاومة وأعضاء جيش التحرير والحركة الوطنية .

وفي سياق الملاحظات والاقتراحات التي تقدم بها بعض المشاركين، لاحظ الاستاذ محمد عياد وهو عضو في اللجنة الاستشارية لهذا العمل، أن المقاربة التشاركية والتراكمية والدينامية المعتمدة كفيلة بترك الباب مشرعا للكثير من الإضافات والتنقيحات والإسهامات المغنية للمتن ولأسلوب الإنجاز .

ومن جانبه، دعا الأستاذ عبد الهادي التازي، أحد المساهمين في الموسوعة، في مداخلته، إلى ضرورة ترك الباب مفتوحا لإنجاز أكثر من عشرة أجزاء والتفطن إلى بحث بعض القضايا التي تم إغفالها في الجزء الأول.

ومن جهته أثار علال الخديمي أستاذ مادة التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية الانتباه إلى إغفال الموسوعة لحرب تطوان 1860 وأثرها في دخول الاستعمار ولدور جامعة القرويين ولشعر المقاومة في مكافحة الإستعمار وقضايا أخرى من قبيل "حركة الجهاد بين الفكر والممارسة ما بين القرنين 19 و20"، مؤكدا على أهمية التركيز على الإيجابيات والسلبيات على حد سواء أي بحث "ماكان كما كان".

ومن جانبه، لاحظ محمد مزين عميد كلية فاس سايس في مداخلة قرأها نيابة عنه رئيس شعبة التاريخ بنفس الكلية، محمد اللبار أن الموسوعة التي اعتمدت مداخل متعددة تعتبر"عملا متراصا منطقيا تتكامل فيه النظرة الأكاديمية بالنظرة الوطنية".

وتخوض منهجيا في أرضية من الإشكاليات العامة لكتابة التأريخ من قبيل«، ما هي أنجع طريقة لتناول حدث أو وثيقة؟ كيف يجب التعامل مع الشهادة ؟ كيف يجب التعامل مع المصادر الأجنبية؟ .




تابعونا على فيسبوك