بسبب النقص المهول في حصص المواد الغذائية

مخيمات تندوف تعيش حالة من الاستياء

الثلاثاء 07 فبراير 2006 - 16:20

قال شهود عيان إن مخيمات تندوف تعيش هذه الأيام حالة من الاستياء العام، والهيجان الذي نتج بالأساس عن النقص الكبير والمهول في الحصص التموينية التي كان السكان يستفيدون منها والتي جرى تقليصها من طرف مسؤولي "البوليساريو".


وأوضحت هذه المصادر، أن المسؤولين بـ "البوليساريو" عمدوا في إطار استعداداتهم لما يسمونه بالاحتفال بذكرى 27 فبراير، إلى تقليص حصص العائلات والأفراد من المواد الغذائية، ويقومون بتخزينها في أفق تخصيصها لفائدة الضيوف الذين سيحضرون لمنطقة "تيفاريتي" حيث قرر مسؤولو "البوليساريو" تنظيم تلك "الاحتفالات" بدل إقامتها بمخيمات تندوف.

وعبر سكان المخيمات عن استنكارهم الشديد لهذه الممارسات المشينة والتي تحط من كرامة الإنسان، منددين بالنقص الذي طال حصصهم التموينية على قلتها، واعتبروه إهانة في حقهم خاصة وأنهم يعانون أصلا من الجوع وسوء التغذية لأن ما يصلهم من هذه الحصص بعد بيع الجزء الأكبر منها من طرف المسؤولين لا يسد حتى الرمق، فما عساه يكون مصيرهم بعد التقليص منها.

وتساءلوا كيف تقوم المنظمات والهيئات غير الحكومية بإرسال المواد الغذائية إلى المخيمات من أجل توزيعها على المحتجزين ومنهم الشيوخ والنساء والأطفال بينما يقوم مسؤولو "البوليساريو" بحرمانهم منها ويغيرون وجهتها بدعوى تخصيصها للضيوف الذين سيحضرون "احتفالات 27 فبراير".

وقالت المصادر، إن ما يسمى بـ "الهلال الأحمر الصحراوي" أعد تقريرا سريا عن النقص الخطير في مواد التموين الذي تعرفه المخيمات والذي استفحل في المدة الأخيرة نتيجة تخزين هذه المواد وعدم توزيعها على السكان في إطار استعداد الانفصاليين لتلك الاحتفالات.

وأثار هذا التقرير السري الذي جرى توزيعه على نطاق ضيق، حيث لم تطلع عليه إلا أقلية من المسؤولين، انتباه قيادة "البوليساريو" إلى خطورة النقص الحاصل في الحصص الغذائية الذي تشهده المخيمات هذه الأيام وما قد ينتج عنه من فوضى واحتجاجات قد يصعب السيطرة عليها.

وينضاف استياء السكان من هذه الممارسات الدنيئة إلى الاحتجاجات التي سبق للسكان أن عبروا عنها بعد قرار القيادة نقل "احتفالات ذكرى 27 فبراير" إلى منطقة "تيفاريتي" بدل مخيمات تندوف.

وأكد شهود عيان أن السكان يعتبرون أن نقل مكان الاحتفالات من مخيمات تندوف إلى "تيفاريتي" يرجع بالأساس إلى خوف قيادة "البوليساريو" من المناهضين لسياستها من سكان وأطر المخيمات وخشيتها من تنظيم مظاهرات مضادة من جانب هؤلاء قد تفسد "الاحتفال بالذكرى" الذي تراهن القيادة على إنجاحه.

كما يروم الانفصاليون من خلال تغيير مكان الاحتفالات إلى عزل السكان الغاضبين ومحاصرتهم داخل المخيمات بعيدا عن أعين الوفود الأجنبية التي من المقرر أن تحضر إلى "تيفاريتي".

وعلى صعيد آخر كثفت قيادة "البوليساريو" في المدة الأخيرة من تحركاتها التي تهدف إلى استقطاب العديد من السكان الذين فضلوا الرحيل عن المخيمات من أجل إعادتهم إلى المنطقة خاصة مع قرب تنظيم "احتفالات 27 فبراير" التي يعول عليها الانفصاليون لخلق الانبهار لدى المتتبعين، بأكبر عدد ممكن من الأشخاص، بدعوى أنهم يساندون أطروحتهم.

وقالت المصادر إن تحركات قيادة "البوليساريو" في هذا الاتجاه تركز بالخصوص على الأشخاص من أصول موريتانية الذين سبق لهم أن فروا من المخيمات واتجهوا نحو موريتانيا خاصة بعد تداول أخبار اكتشاف النفط بها وما سيحدثه ذلك من تحولات على نمط عيش السكان وذلك في محاولة لاستمالتهم من جديد واستقطابهم للعودة إلى المخيمات ولإنجاح خطتهم يعمد المسؤولون في "البوليساريو" إلى نهج سياسة الترغيب مع الأشخاص المستهدفين والرافضين للعودة إلى مخيمات تندوف، حيث يعدونهم بتقديم بعض المعونات المالية، كما يتعهدون لهم بتأدية مختلف الديون المتراكمة بذمتهم وغيرها من وسائل الترغيب الأخرى.




تابعونا على فيسبوك