أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بالمسجد الأعظم بشفشاون

الخطيب : السكوت عن الحق ظلم ولحرية التعبير حدود تقف عندها حتى لا تنقلب إلى عبث يسيء إلى الحرمات الدينية

الجمعة 03 فبراير 2006 - 18:03
أمير المؤمنين عقب أدائه صلاة الجمعة بالمسجد الأعظم

أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمس صلاة الجمعة بالمسجد الأعظم بشفشاون.

واستهل الخطيب خطبة الجمعة بإبراز مكانة شهر محرم الحرام لدى الأمة الإسلامية التي اتخذته أول شهور العام الهجري وتستحضر بحلوله كل سنة ذلك الحدث العظيم المتمثل في هجرة النبي المصطفى عليه السلام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بوحي من الله سبحانه وإذنه، والتي مثلت المنطلق الذي تأسست على دعائمه دولة الإسلام بمعالمها الخيرة وأسسها التشريعية والإنسانية الثابتة.
وأضاف أن هذه الدعائم تتمثل أيضا في المواخاة بين المهاجرين والأنصار وكتابة وثيقة تنظم العلاقات بين المسلمين بعضهم مع بعض ومع غيرهم من أهل الكتاب على أسس هدي القرآن وشريعة الإسلام مما يتحقق به الاستقرار والاطمئنان للجميع واحترام الأديان ومقدساتها من أنبيائها ورسلها.
وأكد الخطيب، في هذا الصدد، أن التعارف الذي يريده الإسلام ويدعو إليه بين كافة شعوب بني الإنسان، هو أن يعرف كل فريق وأهل كل دين مايومن به الآخر وما يقدسه وما يحبه ويدين به في حياته فيحترمه ويوقره، مشيرا إلى أن معرفة الغير بمكانة رسول الإسلام عند سائر المسلمين وعمق محبتهم له ورسوخها في قلوبهم معلومة لدى غيرهم من الأمم بحكم وسائل التواصل المنتشرة في العالم.

وشدد على أن المسلم بما يحمله في قلبه ونفسه من مشاعر دينية ما كان ليقبل أبدا المساس بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم وبقدسيته وحرمته ومكانته العظيمة مسجلا أن المغرب المتمسك بدين الإسلام وهدي الرسول والمستظل بإمارة المؤمنين الحامية لحمى الوطن ومقدسات الدين يستطيع أن يفخر، بين الشعوب، بمحبة خاصة لشخص الرسول الكريم لذلك فهو يتألم لما يقع من طيش باسم حرية التعبير.
وأضاف الخطيب أن المغاربة إذ يتمسكون بالتعقل والحكمة حتى عندما تثار مشاعرهم فإنهم مع ذلك يعرفون أن السكوت عن الحق ظلم وأن لحرية التعبير حدودا تقف عندها حتى لا تنقلب إلى عبث يسيء إلى الحرمات الدينية ويسعى إلى هدم ما بنته الإنسانية من علاقات التعارف والتقارب بين أمم وشعوب العالم.
وقال الخطيب إن مايبنيه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس من مؤسسات وما يرعاه جلالته من حريات وكرامة وحقوق للإنسان إنما يريد به حرية عاقلة، متزنة ومتبصرة، ولا يقبل أن يستغلها أحد فتؤذي أو تجرح العواطف والمشاعر الإنسانية والمقدسات الدينية لأي كان داعيا كل من ينتسب إلى الحكمة والتعقل في العالم إلى أن يقوم بواجبه الديني والإنساني وبما ينبغي من العزم والحزم تجاه كل من يريد الإساءة إلى المقدسات الدينية بكيفية أو أخرى وفي مقدمتها الأنبياء والرسل وعلى رأسهم النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام.

وبعد أن أبرز الخطيب ما تحمله الزيار الملكية لإقليم شفشاون من مشاريع الخير والنماء وما تنطوي عليه من أوراش كبرى للإصلاح والتشييد توجه بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين وبأن يكلل الله أعماله بالنصر والتمكين وأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ويحفظه في كافة أفراد الأسرة الملكية الكريمة.
كما ابتهل الخطيب إلى الله عز وجل بأن يمطر شآبيب رحمته ورضوانه على جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني.
وكان قد تقدم للسلام على جلالة الملك مصطفى ساهل وزير الداخلية ومحمد سعد العلمي الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان رئيس المجلس البلدي لشفشاون وإدريس خزاني والي ولاية تطوان وامحمد هدان عامل إقليم شفشاون وقائد الحامية العسكرية ورئيس المجلس الإقليمي ورئيس المجلس العلمي والهيئة القضائية وممثلو السلطات المحلية.
وبمدخل المسجد تقدم للسلام على جلالة الملك أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.




تابعونا على فيسبوك