من المتوقع أن يرتفع نشاط أسواق بيع الأضاحي، اعتبارا من أواخر الأسبوع الجاري، بالنظر إلى أن الأيام السابقة للعيد أضحت محدودة ولا تتجاوز سبعة أيام
ومن الأمور التي تدفع المواطنين إلى التريث والانتظار حتى الأيام الأخيرة، عدم وجود أماكن لربط الأكباش في معظم البيوت
ويتعلق الأمر هنا بالمدن، سيما الكبرى، التي شهدت توسعا كبيرا نتيجة للسكن الاقتصادي
وهذا زيادة على إحساس البعض بأن الأيام القليلة السابقة للمناسبة قد تولد فرصا مواتية لهبوط الأسعار، التي يظهر حتى الآن أنها مرتفعة في الأسواق الحضرية، وفق شهادات استقتها »المغربية« من بعض التجار والمهنيين في العاصمة الاقتصادية
وكانت وزارة الفلاحة أوضحت في بلاغ سابق، أن الحاجيات من الأغنام متوفرة وتفي لتلبية متطلبات الأسر
وفي هذا الصدد أكد محمد محتان كاتب الدولة المكلف بالتنمية القروية وفرة الأغنام والماعز لتزويد السوق الوطنية وتلبية حاجيات المواطنين بأضحية العيد بالكم والجودة المطلوبين
وأوضح أن العرض يقدر هذه السنة بحوالي 6.19 ملايين رأس من الأغنام، مقابل الطلب الذي يقدر بنحو 4.5 ملايين رأس من الأغنام و 400 ألفا من الماعز
مع ذلك من المستبعد أن تشهد أثمان الأضاحي هبوطا، وذلك استنادا إلى معادلة العرض والطلب، إذ من المنطقي أن تتدنى الأسعار كلما فاق العرض الطلب، والعكس صحيح
ويرجع هذا المعطى إلى عدة عوامل متداخلة في بعض الأحيان ومفتعلة ومناسباتية في أحيان أخرى
والعامل الأول الأساسي هو أن ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام لايخرج عن ارتفاعها بالنسبة إلى المواد الغذائية والنقل، تحت تأثير تصاعد أسعار المحروقات في الأسواق العالمية، منذ أكثر من سنة، ما انعكس بحدة على الاقتصاد الوطني الذي يعتمد في جزء كبير من نشاطه على استخدام البترول المستورد
ومن العوامل المساهمة بقوة في تصاعد أثمان الأكباش ظاهرة كثرة الوسطاء الوهميين، أو مايعرف بالسماسرة والشناقة، إذ يستغلون المناسبة، رغم مكانتها الدينية وقدسيتها في وجدان المغاربة، ورغم الجهود التي تحاول السلطات بذلها لتنظيم الأسواق، سيما في المدن، للضغط على المواطنين، وغالبا مايكذبون ويستعملون حيلا وأساليب ملتوية، هدفهم الوحيد هو الكسب، وجمع أموال ليست مشروعة
وبسبب ارتفاع الأثمان، إلى جانب ماتقتضيه مناسبة العيد وطقوسه من نفقات استثنائية، خصوصا شراء الأدوات والأواني المنزلية ومستلزمات الذبح والجزارة والمطبخ، زيادة على التوابل والفواكه والفواكه الجافة
يلجأ مواطنون وأغلبهم موظفون ومستخدمون عاديون إلى الاقتراض من مؤسسات تمويلية، من أجل اقتناء الأضحية وضرورات العيد
ويظهر أنها اكتسبت تجربة غنية في استثمار المناسبة، كما هو الحال في مناسبة العطل والدخول المدرسي
لترويج منتوجها، بطرق تقول إنها مغرية، وفي متناول الجميع، من ناحية القدرة على الأداء الشهري ونسبة الفوائد
وتنشط مهن عديدة في المناسبة، التي تشكل بالنسبة إلى عاطلين عن العمل فرصة لجمع مبالغ مالية، من خلال مزاولة أنشطة وبيع منتوجات مختلفة، أو حتى امتهان مهنة جزار موسمي، ينصح بعدم الاعتماد عليهم إطلاقا، نظرا للمخاطر التي قد يتسببون فيها
وعلى اعتبار أن صحة وسلامة الأضحية لازمة لاكتمال فرحة العيد، ينصح المختصون الأسر بإلزامية اتباع مجموعة من الإجراءات سواء عند الذبح أو السلخ أو تخزين اللحم، مع ضرورة الحرص على تفادي تناول الدهون، تفاديا لمخاطر صحية قد تعكر بهجة العيد الكبير بالنسبة إلى البعض