تحدى الرئيس الايراني المحافظ محمود احمدي نجاد في كلمة بثها التلفزيون الايراني أمس القوى النووية العظمى في مجلس الامن الدولي، ووصفها بأنها "قوى هشة" لن تمنع ايران من مواصلة برنامجها النووي ، وطالب بجلب نظيره الاميركي جورج بوش امام "محكمة للشعوب لارتكابه "ج
وبعد اتفاق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الصين والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا) على احالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن، قال الرئيس الايراني في خطابه "اولئك الذين يملكون مخزونات اسلحة نووية يجتمعون ويتخذون القرارات ويظنون ان الشعب الايراني سيخضع لقراراتهم".
واكد ان "الشعب الايراني على صعيد المسألة النووية، سيواصل طريقه الخاص حتى الحصول على حقه". وتابع "اقول للقوى الهشة ان الشعب الايراني مستقل منذ 27 عاما وبالاستناد الى تصميمه يتخذ قراراته بارادته الصرفة".
وغداة خطاب بوش حول حالة الاتحاد الذي انتقد فيه "قلة دينية صغيرة تعزل شعبا وتقمعه" في ايران، ندد الرئيس الايراني في خطابه "باولئك الذين تنغمس ايديهم في دماء الشعوب، اولئك الذين لهم يد اينما كان هناك حروب وقمع اولئك الذين يشنون حروبا في آسيا وافريقيا ويقتلون الاشخاص بالملايين".
وقال الرئيس الايراني "في المستقبل القريب سنحاكمكم امام محكمة الشعوب".
طهران تملك "وصفة" القنبلة
واعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير الثلاثاء ان مفتشيها اطلعوا على وثائق في ايران مرتبطة بانتاج مكونات اسلحة نووية, مؤكدة ان طهران بدأت فعلا الابحاث التي تهدف لتخصيب اليورانيوم.
وادرجت هذه المعلومات في تقرير مرحلي سلمته الوكالة الدولية الى الدول ال35 الاعضاء في مجلس حكامها الذي سيعقد دورة استثنائية الخميس والجمعة.
وبسبب استئناف طهران نشاطات مرتبطة بتخصيب اليورانيوم في 10 يناير, تمكنت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي من الحصول على موافقة روسيا والصين على احالة القضية على مجلس الامن الدولي في نيويورك.
ويفيد تقرير رئيس ادارة ضمانات عدم الانتشار اولي هاينونين ان ايران سمحت لمفتشي الوكالة بزيارة موقع لاويزان لكنها رفضت السماح لهم باستجواب مسؤولين في هذا المركز.
واوضح التقرير ان الايرانيين عرضوا لمفتشي الوكالة وثائق تتعلق بانتاج مكونات سلاح نووي لكنهم اشترطوا ان تبقى هذه الوثائق في ايران مختومة بالشمع الاحمر.
ويصف نص يقع في 15 صفحة "اجراءات تحويل غاز +يو اف 6+ (هكسافلورور اليورانيوم) الى كميات صغيرة من المعدن وصنع معدن اليوراينوم المخصب والمنضب في قوالب نصف كروية مرتبطة بانتاج مكونات اسلحة نووية".
وكانت ايران التي تنفي ان تكون تسعى لامتلاك اسلحة نووية, اعترفت العام الماضي بامتلاكها وثائق من هذا النوع لكنها اوضحت انها وصلت اليها بدون ان تطلبها من قبل شبكة تهريب باكستانية.
وقال دبلوماسيون انه اصبح لدى ايران "الوصفة" لصنع اسلحة نووية. لكن مسؤولين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية اوضحوا انهم خلال عمليات التفتيش لم يطلعوا الا على عناصر مجتزأة فقط.
وقال مسؤول كبير في الوكالة "ما زال علينا ان نعرف لماذا يملكون هذه الوثيقة وكيف حصلوا عليها ولماذا؟".
واضاف ان الوكالة على علم بوجود وثائق مماثلة من خلال تحقيقاتها في دول اخرى, وفرتها شبكة عبد القدير خان مهندس البرنامج النووي الباكستاني.