ما تزال الأقاليم الصحراوية المغربية تحافظ على كثير من عاداتها وتقاليدها في الحياة اليومية سواء تعلق الأمر بالحرف أو المأكولات, في سعي يبدو ناجحا للتوفيق بين الأصالة والمعاصرة .
وإذا كان المجتمع الصحراوي المغربي معروف بالكثير من الطقوس المرتبطة أساسا بإعداد الشاي بطريقة متقنة وشرب حليب الناقة في إناء خشبي يسمى "الحلاب" , فإن الكثير من عادات الأكل وطقوسه غير معروفة على نطاق واسع من ذلك إعداد أنواع صحية من الكسكس تطلق عليها أسماء محلية .
وفي هذا الصدد طورت جمعية " منتدى البدائل " تجربة محلية في إعداد هذا الكسكس المحلي وتمكنت من تعليبه في أكياس بلاستيكية تراعي كل الشروط الصحية المتعارف عليها من خلال وحدة انتاجية صغيرة توجد بمدينة السمارة.
وقد تم تقسيم هذا الكسكس الذي يتم تسويقه لأول مرة ضمن أجنحة معارض الجمعيات بمناسبة انعقاد موسم طانطان الثالث (من4 الى10 دجنبر الجاري) إلى ثلاثة أنواع أطلق على النوع الأول منه اسم " المخامس" و يحتوي على خليط يشمل خمسة مكونات رئيسية هي دقيق القمح والدقيق العادي ودقيق المكلي ودقيق الشعير ودقيق الذرة (الكوفيا كما تسمى محليا) إضافة إلى نبات محلي يسمى "تغيا" .
أما النوع الثاني فيطلق عليه اسم " المثلث" ويحتوي على خليط يشمل دقيق الشعير والدقيق العادي ودقيق القمح إضافة إلى "تغيا".
أما النوع الثالث فيطلق عليه اسم الكسكس العادي نظرا لكونه يحتوى فقط على دقيق الشعير والدقيق العادي و"تغيا" .
وتشرف على إنتاج هذا الكسكس مجموعة من النساء بعد ثلاث سنوات من إجراء دراسة في هذا الشأن من قبل هذه الجمعية غير الحكومية التي تتوفر على فروع لها على الصعيدين الوطني( الرباط والعيون والداخلة وطرفاية وبوجدور والسمارة وطانطان وكلميم ), والدولي (جزر الكناري ومارسيليا وباريس وواشنطن ومدريد).
ويندرج إنتاج هذا الكسكس في إطار سعي الجمعية للمساهمة في إدماج المرأة في التنمية حيث بلغ الإنتاج في مرحلة أولى حوالي1500 كلغ . ويقول أحد أعضاء الجمعية وهو يقدم شروحات لزوار جناح هذه الجمعية إن بعض الأجانب الذين زاروا الأقاليم الجنوبية اقترحوا على الجمعية تطوير هذه التجربة من خلال جعل هذه الكسكس جاهزا للأكل في علب حتى يتم تصديره للخارج. وأضاف أن الجمعة تبحث عن أسلوب لترجمة هذا الاقتراح على أرض الواقع.