الروماتيزم مرض يبقي على الحياة لكنه يفسد جودتها

النساء أكثر الأشخاص إصابة بالتهابات المفاصل

الأربعاء 29 نونبر 2006 - 11:33

نظمت الجمعية المغربية لأمراض المفاصل والروماتيزم، نهاية الأسبوع المنصرم بالرباط، مؤتمرها السادس عشر حول الأمراض الروماتيزمية،

إذ تناول المختصون والخبراء في مرض ترقق العظام والتهاب الروماتيزم، ما يطرحه المرض من إشكالات صحية، وتأثيرات سلبية على جودة حياة المصابين به وسبل العلاج.

وركز المشاركون في المؤتمر، على أهمية التشخيص المبكر عن حدوث التهابات في المفاصل وإصابة العظام بالترقق، إذ أن 75 في المائة من النساء، لا يعلمون أن آلامهم يمكن علاجها، وأن هناك أدوية يمكن أن توقف تطور المرض، وتفادي تدمير المفاصل، رغم عدم ثبوت إمكانية قضائها نهائيا عن المرض.

ويعد مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي، من الأمراض الروماتيزمية، التي تصحبها آلام حادة، تتسبب في العجز عن الحركة، خصوصا لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 30 و40 سنة، وتكمن خطورة المرض في كونه سريع التطور، إذا لم يشخص المرض مبكرا
وتتجلى خطورة المرض في كونه، مرضا مزمنا، يطرح العديد من الإشكالات على الصحة العمومية، إذ يمس ما بين 0.25 و1 في المائة من السكان عبر العالم، وأن أغلب المرضى يجهلون إصابتهم به.

وفي المغرب، يتراوح عدد المصابين به ما بين 87 ألف و350 ألف شخص.

ورغم أن التهاب المفاصل، لا يعتبر من الأمراض القاتلة، إلا أنه يؤثر على جودة الحياة، ويؤدي إلى التقليص من أمد حياة المصابين به، ما بين 5 و10 سنوات.
"العلاج المرجعي للمرض، لكن تتوفر علاجات بيولوجية أخرى، طرحت في السوق، إذ أثبتت مضادات methotrexat ويعتبر ط م إ ف ألفا" فعاليتها، رخص المسؤولون بتداولها كدواء، إذ استعمل أخيرا في علاج بعض الأمراض السرطانية، ولعلاج بعض أمراض التهاب المفاصل الروماتيزمي، بعد النتائج الجيدة التي توصلت إليها الدراسات الاكلينيكية، وهو دواء يستهدف مباشرة مستقبلات نوع معين من الخلايا اللمفاوية من نوع باء.

ما هو التهاب المفاصل الروماتيزمي؟

أفادت البروفيسور نفيسة لزرق، متخصصة في أمراض المفاصل والروماتيزم بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، أن التهاب المفاصل، مرض مزمن التهابي يصيب المفاصل، ويعرف بكونه من الأمراض التي تتطور باستمرار، وينتج عنه إصابة الغشاء السائل الذي يحيط بالمفاصل، فينتح عنها التهاب.

ويصنف المرض ضمن الأمراض التي تؤثر على الجهاز المناعي للجسم، بسبب كونه يهاجم العديد من أماكن الجسم، دون سابق إنذار.

وأوضحت نفيسة لزرق، التي تشغل أيضا منصب، رئيسة الجمعية المغربية لأمراض المفاصل والروماتيزم التهاب المفاصل الروماتيزمي، أن هناك حالات يمكن خلالها أن يتماثل المريض بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، للشفاء بشكل تلقائي، أو تستقر الحالة مع الشعور بقليل بمضاعفات المرض، مؤكدون أنه في جل الحالات يتطور المرض إلى أن يصل إلى حالة أزمة، مع ظهور التهابات قوية.

ويعد السائل العظمي الزلالي، بمثابة ملين حقيقي، الذي يمكن المفاصل من التحرك بسهولة وبدون ألم، لكن عندما يقل هذا السائل تتعرض المفاصل للاحتكاك، وتنتهي بأن يدمر الغشاء المحيط بغضروف المفاصل بالكامل، فيتسبب الالتهاب في تآكل العظم، وعصبة العضلات والغضروف.

ويتسبب التهاب المفاصل الروماتيزمي، في آلام وانتفاخ وتشوه، وفي تيبس كامل للمفاصل، خصوصا مفاصل اليد والركبة، ويبقى أكبر شكل للإصابة هو تشوه اليد والأصابع، ما يؤثر على جودة الحياة عند المصابين، بسبب ما يصيبهم من عجز في أداء حاجاتهم بشكل مستقل عن محيطهم.

وأكدت الأخصائية ذاتها، أن هناك بعض الأعراض المصاحبة لأمراض التهاب المفاصل الروماتيزمية، كالحمى والإعياء، كما أنه توجد بعض الأعراض الأكثر خطورة، والتي ربما تصيب العين والقلب والرئتين والجهاز العصبي والمثانة.

ويظهر المرض عادة عندما يصل عمر الإنسان ما بين 40 و50 سنة، إذ أنه مرض يمس ما بين 0.25 في المائة، و1في المائة من السكان.

وقالت نفيسة لزرق، أنه يمكن التخفيف على المرضى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، شعورهم بالألم، إذ يتطلب في مرحلة أولى، إجراء تشخيص دقيق ومبكر، خصوصا وأنه من الأمراض الروماتيزمية، التي يجب التمييز بينها وباقي أنواع الأمراض المشابهة الأخرى، لأجل اختيار أسلوب علاجي مناسب.

وتضمن عملية انطلاق العلاج في الأسابيع الست الأولى، ضمان استقرار المرض، وتفادي الخسائر التي يتسبب فيها على مستوى المفاصل، ويشار إلى أنه غالبا ما يكشف عن العلامات الأولى للمرض لدى طبيب عام، لكن التشخيص يشترط أن يجري لدى أخصائي في أمراض الروماتيزم، لتقييم إمكانية تطور مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي، وإجراء فحص شامل يمكن من معرفة ما إذا كان المرض سريع الانتشار أو أنه أقل خطورة.

وذكرت نفيسة لزرق، أنه إذا تبين من خلال الفحص بالأشعة، وقياس سرعة الترسب وكميات البروتين، أن مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي من النوع الذي لا يشفى منه، فإنه يمكن اللجوء لاستعمال علاجات كبية تأخذ مدى الحياة، ثبت كبيا أنه يمكن من خلالها التحكم في المرض، وتفادي الإصابة على مستوى المفاصل.

وأشارت لزرق إلى أنه ينصح المريض بملاءمة نمط حياته مع مرضه، من خلال تغيير مجموعة من العادات العادية اليومية، التي تمكن من تفادي الآلام، كممارسة الرياضة بشكل مستمر، بما يتوافق وحاجيات المفاصل لليونة، إلى جانب إجراء حصة تدليك من قبل متخصص الذي يعمل على تشغيل المفاصل وترويضها، كما يمكن استعمال الجبيرة لأجل الاحتفاظ بالمفاصل في وضعية ملائمة، وخاصة في الليل وفي فترات الراحة، من أجل تفادي التشوهات.

ويمكن الطب من إجراء حقن في المناطق التي تقع بين المفاصل، والتي تسمح بتخفيف الألم موضعيا وبسرعة، أما في الحالات المتقدمة من المرض، فيمكن أن يخضع المريض لتدخل جراحي لاستئصال الجزء الملتهب من الغضروف، أو تدميره بواسطة حقنة وإصلاح الأجزاء المتضررة، ووضع سائل عظمي زلالي اصطناعي، الذي يحل محل السائل العظمي الزلالي الطبيعي.

ومن آخر ثورات البحث الطبي، العلاج البيولوجي، الذي تعتبر مضادات جسمية موجهة ضد العوامل التي شخصت عند اندلاع التهاب المفاصل الروماتيزمي، تنتج بواسطة الخلايا، وفرت للمصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، شروط الحياة العادية بسبب تخفيفها الألم، لكنها تظل أدوية مكلفة، نظرا للطريقة المتبعة في إنتاجها، ويمكن أن تكون مسؤولة عن المضاعفات الثانوية.

ويشار إلى أن الجمعية المغربية لأمراض الروماتيزم وآلام المفاصل، تأسست منذ 25 سنة، التزمت منذ سنوات بمحاربة أمراض الروماتيزم، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي.

تهدف إلى جمع المتخصصين في مجال أمراض الروماتيزم، والأطباء المهتمين بالإصابات التي يتعرض لها الجهاز الحركي، كما ترمي إلى إجراء البحوث العلمية، وتنظيم التجمعات الدراسية، مؤتمرات والتكوين الطبي المستمر، ونشر الأعمال العلمية، إلى جانب سهرها على نشر النشرة المغربية لأمراض الروماتيزم منذ سنة 1993.

وتمثل الجمعية المغربية لأمراض الروماتيزم وآلام المفاصل، المختصين المغاربة في الروماتيزم لدى الجمعيات الوطنية والدولية، إلى جانب كونها تشغل حاليا منصب الكتابة العامة للرابطة الإفريقية ضد الروماتيزم، وعضويتها في الرابطة الدولية ضد الروماتيزم.




تابعونا على فيسبوك