تكراره يعطيها الانطباع بدونيتها وعدم جدوى أنوثتها

الإجهاض الناتج عن مرض يتسبب في الاكتئاب عند المرأة

الثلاثاء 21 نونبر 2006 - 13:07

يشير أخصائيو علم النفس إلى أن أهم ما يوحي إلى ارتباط غريزة الأمومة بالمرأة منذ ولادتها، هو تعلقها بلعب دور الأم في طفولتها.

وانشغالها أكثر في هذه المرحلة العمرية بإيلاء عناية خاصة للدمى والعرائس، إذ تعاملها على النحو الذي تعامل به من قبل والدتها, فتجدها تطعمها وتلبسها وتمسح على رأسها، وهذا كله، حسب أطباء الاختصاص، يعكس التمهيد النفسي الفطري لأداء الدور الحقيقي للأمومة

وفي مقابل هذه الأحلام، قد تحرم المرأة من هذا الحق، فتلجأ إلى الإجهاض، سواء بإرادتها أو رغما عنها نتيجة أسباب، إما مادية أو صحية أو اجتماعية
تقول فوزية، 34 سنة تطلعت منذ صغري إلى أن أسمع يوما كلمة ماما, وإلى حدود الشهر المنصرم كنت محتفظة بهذا الأمل، غير أن القدر شاء مصيرا آخر، حين أخبرني الطبيب، عن طريق زوجي بأن مشكلا ما أحاط بتكوين الجنين، وأن الحل الوحيد للحفاظ على حياتي هو عملية الإجهاض«، وتضيف فوزية أعجز عن وصف اللحظة التي تلقيت فيها الخبر، فقد كانت بمثابة صدمة قاسية على نفسيتي، خصوصا وأن سني الآن 34 سنة، وأعلم أن كلما تقدم السن أصبحت حظوظ ولادة طفل سوي ضئيلة

وفي العيادة ذاتها التي قابلنا فيها فوزية، حيث كانت على موعد مع الطبيب لإجراء كشف طبي، التقينا أيضا فتيحة, 26 سنة، التي بدت في حالة نفسية متأزمة، وعلامات التأثر من فقدان جنينها مازالت تطبع ملامحها، أفادت فتيحة فقداني لجنيني كان برغبة من زوجي, والحقيقة أنه سبق وأن أخبرني أنه يفضل أن نؤجل أمر الولادة بعض الوقت، لكن لم أكن أتصور أن يكون قراره حاسما بهذا الشكل، خصوصا بعد أن أصبحت أحمل بين أحشائي جنينا«، وتزيد المتحدثة كنت أعتقد أنه سيكتفي بالغضب ومعاتبتي، وبعد ذلك ترجع المياه إلى مجاريها، لكن لم أكن أنتظر حصول ما حصل، ويأخذني عنوة من يدي إلى الطبيب من أجل التخلص من ابننا، إنه أزمني وعقد حياتي، وإن كان لدي أمل في الحمل مرة أخرى، فإنني آمل أيضا ألا تؤثر هذه الحادثة على حياتنا، لأنها فعلا أبانت لي الوجه الثاني لزوجي، وجه الصرامة واللاتفاهم

ويقول عبد المومن صادوق، طبيب نفساني »يجب أن نفرق أولا بين عواقب الإجهاض الذي يخص العلاقة الشرعية وغير الشرعية، إذ في الحالة الأخيرة يكون الطرفان غالبا مستعدين لنتائج العملية، بل راغبين في وقوعها تفاديا لجملة من المشاكل، وتحاشيا لعواقب غير مرجوة، أما فيما يخص العلاقة الشرعية، فتأكيدا تكون تأثيرات نفسية صعبة، وأحيانا خطيرة، سواء على المرأة أو الرجل أو هما معا

وأردف الطبيب المختص «يظل الإجهاض الناتج عن مرض أو إشكال صحي في جسم المرأة من الأسباب التي يتأثر بها الزوجان معا، ويزداد هذا التأثر كلما كان الحب قويا بين الطرفين، وقد يصل في بعض الحالات إلى الاكتئاب والانطواء عن الذات، هذا بالإضافة، كما يؤكد الدكتور صادوق إلى أن الإجهاض لمرات متكررة يفضي إلى نتائج أفظع، ويعطي للمرأة خصوصا، الانطباع بدونيتها وعدم جدوى أنوثتها، زد على هذا تأثر بعض الزوجات على الخصوص، وتحديدا من أجبرن على هذه العملية من قبل أزواجهن، بتأنيب الضمير، إذ يعتبرن أنفسهن إلى جانب شركائهن مسؤولات عن تلك الواقعة غير المبررة شرعا »إذا كانت الرغبة في الإجهاض من أجل الإجهاض وليس لدافع شرعي كحماية حياة الأم مثلا«

ويحث الطبيب على أن عملية الإجهاض الإجبارية خصوصا، لا يجب أن ينظر إليها على أساس أنها أزمة أو معضلة، بل حل لمشكل كان من الممكن أن يستفحل لولا عملية الإجهاض، وأن سلامة العلاقة الزوجية يجب أن تبقى في منأى عن أي مضاعفات ثانوية, لكن ثوابت الاستقرار العاطفي والأسري إن اهتزت من الصعب تدارك عودتها إلى موضعها الأصلي




تابعونا على فيسبوك