بمستشفى محمد السقاط بالدار البيضاء

إحداث أول مصلحة خاصة بأمراض المسنين

الجمعة 03 نونبر 2006 - 16:27

أعلنت مجموعة من العاملين في قطاع الصحة الأسبوع المنصرم، في لقاء بمستشفى محمد السقاط في عين الشق، بالدارالبيضاء،

عن إحداث أول مصلحة خاصة بأمراض المسنين في المغرب، ويعد المشروع سابقة من نوعها، ذلك لأن المغرب لا يتوفر على مؤسسة صحية خاصة بأمراض هذه الشريحة من المجتمع

ورأى المشاركون أن العناية بأمراض المسنين، أصبحت ضرورة ملحة نظرا لنمو وتيرة الميل الهرمي للأعمار في المغرب التي تشير إلى توسع شريحة المسنين، إذ أظهرت إحصائيات سنة 2004 أن المسنين يشكلون نسبة 8,1 في المائة من المغاربة أي ما يناهز مليونين ونصف من الساكنة المغربية، وهذه النسبة مؤهلة للارتفاع في غضون السنوات المقبلة

خديجة بن اشو نظمت جمعية سلام للأعمال الاجتماعية لموظفي وزارة الصحة بعين الشق ومصلحة الطب الباطني وأمراض الشيخوخة، بمستشفى محمد السقاط ومصلحة التكوين المستمر، تحت إشراف مندوبية وزارة الصحة بعين الشق بالدار البيضاء الأيام العلمية الأولى لأمراض الشيخوخة

وقالت مريم حتوت، رئيسة الجمعية، في مداخلتها إن المغرب يعرف تحولا ديمغرافيا تدريجيا، يجعل هرم الأعمار، يميل إلى توسع شريحة المسنين، إذ أظهرت إحصائيات سنة، 2004 أن المسنين يشكلون نسبة 8,1 في المائة من المغاربة أي ما يناهز مليونين ونصف من الساكنة المغربية، وهذه النسبة مؤهلة للارتفاع في غضون السنوات المقبلة

وأشارت حتوت إلى أن هذه الوضعية جعلت الاهتمام بأمراض الشيخوخة، ضرورة ملحة في البرنامج الصحي الوطني، مضيفة أنه وعيا من حكومة صاحب الجلالة، الذي ما فتئ يعطي الأولوية والعناية الخاصة للمجال الاجتماعي، بما فيها قطاع الصحة، تساهم وزارة الصحة من خلال البرامج والأنشطة التي تنجزها، في تلبية حاجيات المجتمع المغربي بما فيها حاجيات الشخص المسن

وأشارت إلى أنه في هذا الإطار أصبح من الضروري تهيء الأرضية لمواكبة الاحتياطات الصحية والاجتماعية للشخص ففكرت عدة هيئات من قطاع الصحة، أن توجه الأيام العلمية الأولى للشخص المسن، من أجل دراسة التكفل بهذه الشريحة من المجتمع مع أخذ بعين الاعتبار خصوصياته

وأشار من جهته الدكتور المهدي المنزهي، مدير الجهة الصحية للدار البيضاء أن شريحة المسنين في المغرب، آخذة في التوسع، وأنه من الواجب اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل مواجهة التحديات المستقبلية

وأوضح أنه يجب توحيد الجهود من أجل مساعدة المسنين المرضى خاصة الذين يعيشون في وضعية صعبة، ونوه بالدور المهم الذي يمكن للأطباء الاضطلاع في هذا المجال، الذي يتطلب تكريس جهود كل المهتمين بوضعية المسنين في المغرب
وأشار الدكتور عبد العزيز وحيد، مندوب وزارة الصحة بمنطقة عين الشق بالدار البيضاء، إلى أن مشروع إحداث أول مصلحة لأمراض الشيخوخة، يعتبر سابقة من نوعها في المغرب، ويمكن أن تكون انطلاقة لخلق مشاريع من نفس النوع وتساهم في إعطاء العناية اللازمة لهذه الطبقة من المجتمع

وأكد المختص أن المشروع، الذي يندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يأتي بعد دراسة عميقة لوضعية الشخص المسن في المغرب، موضحا أن عددا كبيرا من المسنين يعانون التهميش والعزلة وأن الخدمات الصحية لا تلبي كل حاجيات هذه الشريحة من المجتمع

وأعلن المشاركون أن التكفل بالجانب الصحي بالشخص المسن سيشكل اهتماما خاصا في المشاريع الصحية بين سنتي 2007 و 2009 وأن المسنين يشكلون 7.8 من سكان مدينة الدار البيضاء، أي ما يناهز 230.000 شخص من ضمنهم 20.8000 بمنطقة عين الشق

وأشار فيلم وثائقي قدم بهذه المناسبة، أن أغلبيه المسنين ليست لهم تغطية صحية، وأنهم في غياب أبنائهم يعانون العزلة والتهميش ومنهم من يعيش في التشرد والعيش على مساعدة المحسنين

وأضاف الفيلم أن أغلبيه المسنين يصابون بمرضين على الأقل، وأنهم يجهلون كيفية التعامل مع المرض وطريقة تناول الأدوية نظرا لارتفاع نسبة الأمية بينهم
وأشار مصطفى الودغيري، اختصاصي في الأمراض الباطنية وأمراض المسن في دراسة أنجزها بالمناسبة حول الحالات الاستعجالية التي تلجأ لمستشفى محمد السقاط بعين الشق الدار البيضاء

خلال الفترة الممتدة بين 1 يناير و30 يونيو 2006 أن 6647 شخص استفاد من خدمة طبية من بينهم 487 مسن أي ما يناهز 7.3 في المائة من الحالات و86.3 في المائة كانوا بصحبة عضو أو أعضاء من أسرهم وتشكل نسبة الأمية نسبة 88.7 96.1 في المائة نساء و75.8 في المائة رجال

وأوضح مصطفى الودغيري في دراسته أن 14.7 في المائة فقط يستفيدون من التغطية الصحية و 83.4 في المائة يعيشون مع عائلاتهم وأن 6.4 يعيشون دون عائلة
وأبرزت الدراسة أن المسنين يعانون مشكلة الموارد المادية، مشيرة إلى أن 73.5 في المائة يعيشون اعتمادا على موارد شخصية و66.2 في المائة يستعينون بالمساعدات العائلية و 7.3 في المائة ليست لهم منافذ للعيش، بينما يعتمد 18.9 في المائة على المعاشات ويمارس 7.6 من المسنين الذين زاروا قسم المستعجلات في هذه الفترة أنشطة حرة

ويعاني المسنون من عدة أمراض من بينها الضغط الشرياني وأمراض القلب والسكري غير متوازن وهشاشة العظام والزهايمر غيرها

وقال مصطفى الودغيري في تصريح لـ المغربية نخصص قسم من مصلحة الطب الباطني يتكون من ست أسر لأمراض المسن إلا أن هذا القسم لايلبي جميع حاجيات العجزة الذين يتوافدون على هذا المستشفى، وذلك لأن المغرب يعيش مرحلة ديمغرافية انتقالية تتميز بتزايد تدريجي للمسنين

وأوضح الودغيري أن »آخر الإحصائيات التي أنجزت سنة 2004 تشير إلى الإرتفاع التدريجي في نسبة المسنين الذي سجل في تلك الفترة مليونين ونصف من السكان أي 8.1 % من الأشخاص الذي يتجاوزون سن الستين

وقال »إنه لا توجد مصلحة متخصصة تتكفل بالأشخاص المسنين، إذ يستفيدون حاليا من العلاج في مصالح متعددة التخصصات إلى جانب مرضى آخرين، علما أن لأمراض المسنين خصوصيات شأنه في ذلك شأن أمراض الأطفال

وأشار الدكتور إلى أنه مع تقدم السن يعاني الشخص المسن مجموعة من الأمراض في آن واحد، وأن تناوله لعدد من الأدوية يؤثر سلبا على صحته، وبالتالي ظهور أمراض أخرى، مؤكدا على أن المغرب يتوفر على عشرة متخصص في أمراض المسنين، من بينهم اثنين في الدار البيضاء، ونحن بصدد إحداث مشروع مصلحة خاصة بطب المسنين نستقطب من خلالها عجزة من منطقة عين الشق ومن مناطق أخرى بالدار البيضاء، وسنعتمد في انجازه على مساعدة وزارة الصحة والوزارة المكلفة بالأسرة ومؤسسات من المجتمع المدني

والمشروع الذي استفاد في جزء من ميزانيته من المبادرة الوطنية للتنمية الاجتماعية، يتكون من طابق سفلي وطابق علوي ويضم عدة مرافق تساهم في تقديم العناية الصحية للشخص المسن المريض

وقال الدكتور فؤاد السفياني، مدير مستشفى محمد السقاط، في تصريح لـ المغربية إننا نريد أن نعرف بإنجازات هذا المستشفى الذي بدأ نشاطه منذ سنتين، ويعمل بهذه المنشأة اختصاصيون في طب أمراض الشيخوخة، يسهرون على العناية بالمريض ومساعدته، وإن هذا الاختصاص بدأ الاهتمام به، نظرا للعدد المهم من المسنين في المغرب

وأفاد فؤاد السفياني، أن عدد الأسرة المخصصة للمريض المسن حاليا، قليل بالنسبة إلى منطقة آهلة بالسكان، وأكد أن المساعدة التي ستقدم في مصلحة طب أمراض المسن، التي سيشرع في إنجازها في المستقبل، ستمكن المريض من استرجاع جزء من قواه وأن مدة الاستفادة ستكون محدودة حتى لا يتحول المشروع إلى دار أو مأوى للعجزة




تابعونا على فيسبوك