خاتم الزواج

عين المرأة الثالثة

الإثنين 30 أكتوبر 2006 - 14:21

يفضل معظم الرجال بالمغرب، عدم وضع خاتم الزواج، وهناك من يتعمد إخفاءه وبالتالي فهو يخفي معه زواجه حسب اعتقاده، وأمام هذا التحرر تجد البعض من الرجال يرفض أن تخرج زوجته إلى أي مكان دون أن تضع خاتم الزواج في أصبعها

خوفا من التعرض للتحرش من طرف المتطفلين. وعلى العكس تجد فئة أخرى من الرجال تحرص على ارتدائه ذهبا كان أو فضة، بدعوى التصدي لمعاكسات الفتيات، كما يؤكد ذلك سعيد رغم أنه لازال عازبا خصني نديرو، باش حتى واحدة ماتشوف فيا« ويعزز هذا الكلام خالد متزوج منذ فترة قصيرة، إذ يعتبر ارتداء الخاتم ضرورة ملحة، يعلن من خلالها زواجه للكل، ليتجنب المعاكسات من طرف النساء

يبدو أن الأمور انقلبت، ففي وقت كان فيه الرجل يحاول التقرب إلى الفتاة بشتى الطرق والأشكال ليكسب ودها، وكانت هي تبدي تمنعا ورفضا يزيد من رغبته في التودد إليها، أصبح الرجل يتصدى بكل الوسائل لما يعتبره مضايقة من قبل المرأة

الخاتم لدى جميع الناس، كما هو متعارف عليه، يستخدم لغرض واحد، وهو شبك الخطيبة عند العقد، فأصبحت عادة عندنا جميعا، وكان له ميزة خاصة عند الخطيبين والزوجين فهو يعني لهم الكثير من المشاعر والخصوصية، ويظل كل شخص منهم متمسك به، ويحب أن يلبسه بشكل يومي ودائم، وعندما يخلعه أحد الزوجين يتضايق الطرف الثاني من هذا التصرف، ويدور في خلده أمور كثيرة تسبب له الانزعاج

في المقابل فنعيمة، وهي شابة في الثلاثينيات من عمرها، لم يسبق لها الزواج بعد، ترى أن الثقة هي الأهم في الزواج، وليس لبس الخاتم أو خلعه، وعن معاكسات النساء للرجال تقول »وخا لابس الخاتم راه يعاكسوه« هناك بعض الفتيات عندما يعجبن برجل، تتلصص أعينهن على يده اليسرى إن كان بها خاتم، فأسماء ذات الثمانية عشر ربيعا، تعتبر حمل الرجل لخاتم، يعطي إشارة بالتوقف، وعندما تتعرف على شاب وتكتشف أنه يضع خاتما في يده اليسرى، تصاب بالخيبة ويفرض عليها عدم القيام بأي خطوة إلى الأمام

ارتداء خاتم الزواج يرجع إلى العهد الروماني القديم، ويرمز إلى اتحاد الرجل والمرأة إلى الأبد، إذ يمثل شكل هذا الخاتم الأبدية، لأنه في شكل حلقة مفرغة لا نهاية لها أما ارتداؤه في البنصر من اليد اليسرى، فيعتبر عادة قديمة، إذ يعتقد الكثير من الأشخاص، أنه يمتد في هذا الأصبع الوريد أو العصب الذي يتصل بالقلب مباشرة، وبالتالي يدوم الارتباط ويبقى الحب الذي يستقر في مكانه الأوحد وهو القلب توفيق، يشتغل محاسبا، يقول إن الخاتم ليس إلا تقليدا أخذناه عن الغرب، وعن وجوب لبسه أو خلعه فهو يعتبر ذلك حرية شخصية، ويمكن له خلعه إذا سبب له الإزعاج

هناك أنواع كثيرة من الرجال ترفض الإفصاح عن هويتها الاجتماعية، وتفضل أن تكون محط اهتمام من طرف الآخرين، كعدم ضرورة وضع خاتم الزواج في اليد، كي لا ينكشف الزواج وتكون لهم فرص للاستحواذ على قلوب المزيد من المعجبات، محمد رجل في العقد الرابع من عمره ناب عن هذا الصنف من الرجال إذ يقول »أحس بنشوة خاصة عندما أكون محط اهتمام الفتيات، فالمرأة الجميلة لا أستطيع التعرف عليها وأنا بخاتم في أصبعي« في حين أنه يرفض أن تخرج زوجته دون وضع الخاتم ومبرراته أن المرأة غير الرجل. يعتبر البعض عدم وضع الرجل لخاتم الزواج في يده، خيانة حتى ولو كانت شكلية كما جاء على لسان مجموعة من النساء، وتؤكد فاطمة »يجب على الزوج أن يحترم زوجته في هذا الأمر وبالتالي فوضع الخاتم ضروري، لأنه يبرز حالته الاجتماعية التي يحاول الكثير إخفاءها لغرض في نفس يعقوب« وتستطرد »فكما وضعه ليلة الزفاف أمام مجموعة من الناس يجب عليه ألا ينزعه من أصبعه أبدا

خاتم الزواج ليس قطعة زينة عادية، فهو كان وسيظل دائما، رمزا محملا بمعاني الحب التي يكنها كل عاشقين يسعيان لتتويج هذا الحب بالزواج، وبالتالي ليس غريبا أن تحتج كل امرأة على زوجها عندما لا ترى خاتمه في أصبعه.




تابعونا على فيسبوك