المنتدى الاجتماعي العالمي موزع بين رغبة الاستقلال وإغراء التسييس

الإثنين 30 يناير 2006 - 16:44
الناشطة الأامريكية المناهضة للحرب, سيدني شيهان, ورئيس فنزويلاكانا نجمي   أ ف ب

اختتم المنتدى الاجتماعي العالمي مساء الأحد ستة أيام من المناقشات حول العولمة وتقدم اليسار في أميركا اللاتينية والحرب، شهدت تجاذبا بين الرغبة في حماية استقلاليته وتسييسه الذي كان قويا جدا في دورته السادسة.

وبعد مرحلة أولى في باماكو مالي من 19 إلى 23 يناير، شارك في المنتدى الاجتماعي العالمي الذي نظم هذه السنة في ثلاث قارات هي إفريقيا وأميركا وآسيا، سبعون ألف شخص وخمسة آلاف صحافي في النشاطات في كراكاس، وسينتقل المنتدى الى كراتشي باكستان في نهاية مارس المقبل.

واختتم المنتدى أعماله في كراكاس باحتفال تحت عنوان "المقاومة الثقافية للشعوب" ودعوة أخيرة أطلقها الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز إلى "الثورة".

واختتم المنتدى الذي لم يحضره العدد المتوقع من الناشطين، كان المنظمون يتوقعون مشاركة 120 ألف شخص، بخطاب لشافيس الذي أكد أن التجمع "ساهم في تعزيز عمليتنا الثورية على طريق الاشتراكية".

وأكد شافيس في خطابه إلى المندوبين بثه التلفزيون أن "نجاح ثورتنا مرتبط بتحقيق التقدم في كل الحركات الاجتماعية التي تمثلونها".

ودعا الرئيس الفنزويلي المندوبين الحاضرين إلى التصفيق لنظيره الكوبي فيدل كاسترو و"دعم كوبا وايفو موراليس والحكومة الجديدة في كولومبيا" و"الحد من التهديد الامبريالي".

وانتهى المنتدى الذي يريد أن يكون غير مسيس وضد النزعة العسكرية بهذا الخطاب الذي ألقاه شافيس بحضور عدد من أعضاء الحكومة في حصن تيونا العسكري.

شافيس و"اشتراكية القرن 21" ويسعى المشاركون في المنتدى إلى تحويل الأنظار عن منتدى دافوس الاقتصادي الذي شارك فيه في سويسرا رؤساء دول وشركات كبيرة، عبر اسماع اصوات ضحايا العولمة في الوقت نفسه والدعوة إلى عالم اكثر عدالة وتضامنا
إلا أن الأخبار عن دافوس طغت على منتدى فنزويلا.

فقد اثارت اهتمام وسائل اعلام مبادرات رئيس مجموعة مايكروسوفت بيل غيتس الذي تبرع بـ 600 مليون دولار لمكافحة السل والمغني بونو الذي قرر وضع اسمه على منتجات الشركات التي تمول مكافحة السيدا في إفريقيا.

من جهته، اختتم المنتدى الاجتماعي المتهم بالاكتفاء بادانة العولمة بدون تقديم مقترحات بديلة تتمتع بمصداقية، بدون ان يحسم الجدل حول مستقبله، مؤكدا بذلك وجهة نظر معارضيه.

وابتعد المنتدى الاجتماعي المسيس جدا والذي يتمحور إلى حد كبير حول "اشتراكية القرن الحادي والعشرين" التي يدعو إليها شافيس مضيفه ومموله الرئيسي، عن الحياد الذي ينص عليه ميثاقه.

ويمنع هذا الميثاق أي خطب حزبية لسياسيين أو برلمانيين على منبر المنتدى
إلا أن شافيس كان مهيمنا في كل مكان بدءا من المناقشات حول صعود اليسار في أميركا اللاتينية وصولا إلى الشارع حيث عرضت دمى وقمصان وروزنامات وقطع تذكارية "ثورية" أخرى للبيع.

وفي حفل "معاد للامبريالية"، دعا شافيز حركة الدعاة إلى عولمة بديلة إلى الاختيار بين "تبني الفلولكلور" و"اشتراكية القرن الحادي والعشرين"، في خطاب طويل القاه أمام عشرة آلاف شخص، وأشاد شافيس بالنظام الشيوعي لفيدل كاسترو وانتقد "امبريالية" الولايات المتحدة إلى جانب والدة جندي اميركي قتل في العراق سيندي شيهان التي جاءت إلى المنتدى لاتهام الرئيس جورج بوش "بشن حرب إرهابية على العالم"
ولم يخف كثيرون في المنتدى استياءهم من هذا التدخل.

وقال روبرتا كوتينو 31 عاما وهي برازيلية تشارك في هذه المنتديات عادة "كان هناك في بورتو اليغري مناقشات أكثر وتنوع اكبر في المواضيع التي تم بحثها".




تابعونا على فيسبوك