توجه لأبناء الأمازيغ وغيرهم بكل المدارس

تدريس الأمازيغية في كاتلونيا وسيلة للتعريف بهوية المجتمع المغربي

الأربعاء 11 أكتوبر 2006 - 12:10
حروف التيفينيغ

بعد الاعتراف الرسمي للبرلمان الكاتلاني باللغة والثقافة الأمازيغيتين سنة 2000، شرعت الحكومة الكاتلانية في تدريس اللغة الأمازيغية بداية من السنة الدراسية المنصرمة، إذ خصصت سبعة أقسام لفائدة المستفيدين من هذه الدروس

واعتبرمسؤولو مندوبية التربية، التابع للحكومة الجهوية لكاتلونيا، أن الإقبال الكبير من طرف الآباء الأمازيغ وأبنائهم على تلقي مثل هذه الدروس، مشجع ومفرح جدا، لدرجة أنه بقي العديد من الأشخاص، في لائحة الانتظار بسبب قلة عدد الأساتذة المكونين الذين يمكن لهم الإشراف على عملية التدريس

وفسر المسؤولون ذاتهم أن الإقبال لن يفاجئ الكثيرين، خاصة العاملين في الحقل الأمازيغي من الذين هم في احتكاك دائم بالمهاجرين الأمازيغ المقيمين بكاتلونيا بالخصوص، نظرا لتشبث المغاربة المهاجرين الأمازيغ بهويتهم، ولوعيهم المتنامي بضرورة خلق جو جديد يسمح لهم بالتعبيرعن انتمائهم اللغوي والثقافي والحضاري

وجاء في بيان صادرعن تنسيقية التجمع الأمازيغي بكاتلونيا، »اكراو أمازيغ ن كاتلونيا« توصلت »الصحراء المغربية« بنسخة منه، أن »التجمع الأمازيغي بكاتلونيا، اقترح على مندوبية التربية، الإشراف على تنظيم دورة تكوينية استثنائية وعاجلة لأطر تدريس الأمازيغية، لملء الفراغ الموجود وتلبية لرغبات المهاجرين الأمازيغ

وأفاد البيان أنه استجيب لطلب التنسيقية بعد أن اقتنع مسؤولو التربية بمقترحات أعضاء التجمع الأمازيغي بكاتلونيا، وبمدى أهمية ومسؤولية إحساس المهاجرين بشكل عام والأمازيغ بشكل خاص بحقوقهم ومواطنتهم الكاملة

وانطلقت الدورة الأولى للتكوين يوم 4 سبتمبر المنصرم، في إحدى قاعات المندوبية ببرشلونة، حيث شرع في تخصيص حصص تعليمية مستمرة، تدوم لأربع ساعات في اليوم، لمدة شهرين قابلة للتمديد، يلقى خلالها دروس في التاريخ، واللغة والحضارة وغيرها، والتي يشارك فيها عدد من الأساتذة الجامعيين والباحثين في الحقل الأمازيغي، من مختلف التخصصات الأكاديمية، وذلك لاطلاع المتكونين على المزيد من المعلومات الكافية والضرورية لمزاولة التعليم بكل مهنية، إلى جانب حصص متخصصة في الميدان البيداغوجي التي سيحدد تاريخها لاحقا

وحسب البيان المذكور، يخضع 27 شخصا للتكوين، أغلبهم من المهاجرين، والطلبة الجامعيين الأمازيغ بالجامعات الكاتلانية، والذين أتوا من جميع أقاليم كاتلونيا

وذكر المصدر ذاته أن الطلبات ما زالت مستمرة، يبعث بها بشكل مستمر إلى الهيئات المنظمة، مما يستدعي التفكير في تنظيم مثل هذه الدورات التكوينية المماثلة في أقرب الآجال للاستجابة للطلبات الموجودة

ويشكل المغاربة الأمازيغ نسبة عالية في منطقة كاتلونيا، حيث يقدر عددهم بأزيد من 80 في المائة من المهاجرين، ولهذا اعتبر البيان أن »عملية تدريس الأمازيغية أصبحت الشغل الشاغل للفاعلين الأمازيغيين بكاتلونيا منذ مدة غير قصيرة، بل حتى قبل إعلان أجدير نفسه بكثير من الوقت.

وتوجه الدروس لأبناء الأمازيغ وغيرهم، ابتداء من بلوغ ست سنوات، وتلقى بأقسام كل المدارس العمومية والمدعمة الكاتلانية، يخصص لها الفترة المسائية، التي تشرع مباشرة بعد انتهاء الحصة المدرسية النظامية

ودعا التجمع الأمازيغي بكاتلونيا إلى العمل بمسؤولية من أجل ضمان استمرارية هذه الدروس، وذلك بمشاركتهم الفعالة والدائمة لإنجاح هذا المشروع المجتمعي، وذلك بتعاونهم مع الأساتذة وإدارات المدارس المحتضنة لهذه الدروس والتعبير عن اهتمامهم بسيرها

كما جدد التجمع النداء للعمل على توعية المهاجرين الأمازيغ داخل المجتمع الكاتلاني ومؤسساته للتعريف بالتقاليد والحضارة الأمازيغيتين، والتحلي بالمسؤولية والعمل المنسق، خاصة الجمعيات والفعاليات المنضوية تحت التجمع الأمازيغي بكاتلونيا

وتعتبر مسألة تعليم الأمازيغية، وتمتع المهاجرين الأمازيغ بأحد حقوقهم الأساسية كمواطنين، نقطة الانطلاقة لحق المواطنة الكاملة المبنية على أساس التعدد الثقافي والحضاري والعرقي الذي يميز منطقة كاتلونيا ومجتمعها

كما تشكل هذه الخطوة وسيلة للتعريف بهوية المجتمع المغربي المتميز بتعدد تقاليده، وحضاراته، ولهجاته




تابعونا على فيسبوك