الرئيس العراقي السابق و3 متهمين غادروا القاعة احتجاجا على إدارة الجلسة

محاكمة صدام تستأنف على إيقاع الشتم واستعراض القاضي الجديد للصرامة

الأحد 29 يناير 2006 - 15:54
صدام حسين ذكر القاضي الجديد بأنه حكم العراق 40 عاما أ ف ب

غادر الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وبرزان إبراهيم التكريتي، أخوه غير الشقيق، وطه ياسين رمضان نائب الرئيس السابق، وعواد البندر رئيس محكمة الثورة السابقة، قاعة المحكمة الجنائية العليا أمس بعيد بدء الجلسة الثامنة لمحاكمتهم .

واستؤنفت المحاكمة برئاسة قاض جديد حاول اثبات سلطته منذ البداية عبر طرد التكريتي الذي وصف المحكمة بأنها بنت زنى وغير شرعية، في حين هتف صدام حسين محييا أخاه.

وحاول القاضي الجديد رؤوف رشيد عبد الرحمن منذ البداية عدم فسح المجال واسعا أمام المتهمين وأن يكون حازما، محذرا إياهم بأن "أي تجاوز على الحدود القانونية أو على المحكمة أو أي عضو فيها سيؤدي إلى إخراج المتهم من قاعة المحكمة".

وبعيد بدء الجسلة طرد القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن، برزان إبراهيم التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام حسين، من قاعة المحكمة.

وكان برزان بدأ بإلقاء خطاب طويل حول حالته الصحية فرد عليه القاضي "سوف يعتنون بك"وأمره بالجلوس في مكانه.

لكن برزان تجاهل أمر القاضي وواصل الكلام ما حدا هذا الأخير إلى اتخاذ قرار طرده من قاعة المحكمة قائلا "أخرجوه خارج قاعة المحكمة"فقام عدد من الحراس باصطحابه إلى خارج القاعة.

وطلب من برزان التكريتي أن يقدم طلبه عبر محاميه عندها قررت هيئة الدفاع مغادرة القاعة رغم تحذير القاضي انه في حال خروجهم لن يسمح لهم بالعودة إليها
ووكل القاضي عندها محامين آخرين لتكملة الجلسة.

وقال عبد الرحمن مخاطبا المتهمين "نسمح لكم بالكلام لكن الخطب السياسية محلها خارج المحكمة فارجوكم احترام الأصول الاجرائية وأي كلام خارج النطاق يشطب من محاضر المحكمة والذي لديه خطب سياسية فهناك مكان آخر خارج المحكمة لأننا لن نسمح لأي خطب سياسية أو تجاوزات".

وأضاف أن "أي متهم يتجاوز حدود القانون سيخرج وستتم محاكمته حضوريا وفق القانون، لن أسمح بأي تجاوز أو على المحكمة أو أي من أعضائها".

قطع البث التلفزيوني للجلسة


بعدها حصلت مشادة كلامية حادة بين صدام حسين والقاضي حول حقوق المتهمين,
وقال صدام حسين للقاضي إن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته، علمنا هذا عندما كنا طلابا لذا ينبغي أن يحترم المتهم وتعطى حقوقه كاملة وبرزان أخي رجل مريض مصاب بالسرطان ويعتبرك أنت أخاه الأكبر وظننا نحن أيضا أنك أخونا الأكبر لذلك لا يمكن ان تقول إنك ستوكل عنه محاميا لأننا نرفض ذلك حتى إذا أجبرتنا".

وأضاف ثم ان "هذه المحكمة هي أميركية بقرار أميركي وليس بقرار عراقي، لذلك حتى لا أزعجك ولكي لاتزعجني فأنت عراقي وأنا أحترمك كعراقي إلا إذا تخليت عن عراقيتك لذلك اسمح لي بالخروج"فرد عليه القاضي "يمكنك ان تغادر"ونظر إلى الحراس وقال "أخرجوه".

ورد عليه صدام غاضبا "أنا قدت العراق لمدة 40 عاما وأنت تقول لي أخرجوه هذا عيب عليك، مع الأسف ان الكرسي يغير البشر، لا أستطيع البقاء على الأقل في هذه الجلسة"
فقال القاضي "أنا القاضي وأنت المتهم الذي أخل بنظام الجلسة وأنا هنا لأطبق القانون والقاضي أداته تطبيق القانون أنا القاضي وأنت المتهم وعليك أن تطيعني".

بعدها قام كل من طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي السابق وعواد البندر رئيس محكمة الثورة السابق وطلبا من القاضي السماح لهما أيضا بالخروج.

وتعجب القاضي وقال لهما "لم تريدان الخروج هل هناك سبب معين؟"فقال البندر "أنا ليس عندي محامي لذلك أريد الخروج"فرد عليه القاضي ان "محاميك تخلوا عنك بارادتهم".

ومن جانبه، قال رمضان "لنفس السبب وليس هناك داع لوجودي في المحكمة، محكمة بهذا الأسلوب لا يمكنني البقاء بها"فرد عليه القاضي "كيف كانت محاكمكم إذن؟"
فرد عليه رمضان "محاكمنا كانت شرعية".

وبعدما ترك رمضان والبندر قاعة المحكمة، قال القاضي "المحكمة أخرجت المتهمين الذين تجاوزوا الأدب واللياقة ووفقا للمادة 58 من قانون الأصول الجزائية الذي ينص على اتخاذ أي اجراء يخل بنظام المحكمة".

وقطع الصوت عدة مرات خلال بث مجريات جلسة المحاكمة في التلفزيون العراقي قبل ان يوقف النقل فجأة بعد قليل من رفع قاضي المحكمة رؤوف رشيد عبد الرحمن صوته
وبدأت جلسة أمس وهي الثامنة، برئاسة القاضي الجديد بعد أسابيع من الجدل حول استقلالية القضاة وصدقية المحكمة، بحضور المتهمين.

وحل عبد الرحمن محل القاضي رزكار أمين الذي استقال بعدما تعرض لانتقادات من مسؤولين سياسيين اتهموه بعدم اعتماد الحزم مع صدام حسين وسبعة من معاونيه يحاكمون معه.


مقتل 17 عراقيا وجرح18

قتل 17 عراقيا وأصيب 18 آخرين في سلسلة هجمات وقعت مساء السبت وصباح الاحد في مناطق متفرقة من العراق، على ما أفادت مصادر أمنية عراقية.

كما قتل ثلاثة مسلحين في اشتباكات مسلحة في كركوك شمال, وقال مصدر في شرطة محافظة بابل 100 كلم جنوب بغداد إن "عبوة ناسفة انفجرت مساء السبت وسط الاسكندرية 65 كلم جنوب بغداد ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وجرح ثلاثة آخرين جميعهم من المدنيين".

وفي تكريت 180 كلم شمال بغداد، أفاد مصدر في شرطة تكريت أن انتحاريا فجر السبت سيارة مفخخة لدى مرور دورية للجيش العراقي مما أدى إلى مقتل أربعة جنود في العوجة 180 كيلومتر شمال بغداد مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين
وأدى الهجوم أيضا إلى إصابة ستة جنود بجروح على ما أفاد الضابط في الشرطة خالد الجبوري.




تابعونا على فيسبوك