لم يخيب نجوم المنتخبات الإفريقية الظن وكانوا في الموعد في الدورة الخامسة والعشرين لبطولة كأس الأمم الافريقية، التي انطلقت في مصر منذ العشرين من يناير الحالي وتستمر حتى العاشر من فبراير المقبل.
في مختلف الملاعب التي احتضنت مباريات الدور الأول للبطولة برزت أسماء وازنة، انتظر منها الجمهور الفرجة فلم تخذله أهداف ايطو أضاءت سماء القاهرة وأكدت قوة منتخب الكاميرون، وفي المدينة نفسها كان حضور دروغبا فعالا بالرغم من افتقاد أدائه للفنيات.
وكان وراء فوز منتخبه على المغرب وأحرز هدفا ثانيا في مرمى ليبيا، وفي الاسكندرية أخرج البرازيلي الأصل التونسي الجنسية دوس سانطوس كل مهاراته في التهديف وحول هجوم تونس الى كاسحة ألغام، وأعطى نجم مصر المدلل ميدو المؤشرات أنه سيكون من نجوم هذه الدورة بالرغم من تواضعه أمام المغرب، ولعبت نجوم نيجيريا دورا كبيرا في إعادة التوازن لهذا العملاق الافريقي اللاعب كانو بخبرته العالية ومارتينز بدهائه في الهجوم ولم يسعف الحظ مهاجم المنتخب الوطني مروان الشماخ من أخذ مكان تحت الأضواء بفعل تواضع نتائج النخبة الوطنية في اللقائين الأولين ضد الكوت ديفوار ومصر، فكانت حصيلة الشماخ والأسود صفرمن مبارتين.
قبل كأس الأمم الإفريقية انتظر المهتمون بشؤون كرة القدم في إفريقيا الصورة التي ستظهر بها المنتخبات التي أحرزت لأول مرة في تاريخها ورقة المرور لنهائيات كأس العالم، وبالخصوص الطوغو وأنغولا، أما الكوت ديفوار فبالرغم من أنها ستحضر العرس العالمي للمرة الأولى فإنها تعد من الدول الرائدة في كرة القدم على الصعيد القاري.
وبموازاة ذلك كانت العيون مسلطة بقوة على المنتخب التونسي حامل اللقب والمغرب الوصيف ومصر هذا الأخير باعتباره مستضيف البطولة ومن المباريات الأولى بدأت تتضح معالم المنتخبات القادرة على التنافس على اللقب وكلها انطلقت بقوة وبصم نجومها على تألق كبير فتحوا شهية الجماهير لمتابعة مسلسل البحث عن اللقب الافريقي الذي سيسدل الستار عليه في العاشر من فبرايرالمقبل.
لم يتأخر هداف نادي برشلونة الإسباني في إهداء المتعة للجماهير المتتبعة لمنافسات كأس الأمم الإفريقية الخامسة والعشرين، في المباراة الأولى أحرز ثلاثة أهداف في مرمى انغولا فصعد بالكاميرون الى قمة المجموعة المكونة من الطوغو والكونغو الديموقراطية، وسار على النهج نفسه في المباراة ضد الطوغو وانتزع باحترافيته العالية هدفا كان كافيا للابقاء على منتخب الكاميرون في المركز الأول.
وأعطى ايطو بهذه الانطلاقة القوية انذارا مبكرا لكل من حكم عليه ترتيبه مواجهة النخبة الكاميرونية ومن الآن أصبح المهتمون يتحدثون عن أحسن لاعب وهداف في الدورة، لقبان لا يرون أنهما سيضيعان من ايطو الذي يوجد في قمة نضجه وعطائه.
بالرغم من أن المدرب الفرنسي روجي لومير يؤمن بأن سر نجاح المنتخب التونسي يكمن في أدائه الجماعي، فإنه يعترف بالحلول الفردية للهداف البرازيلي الأصل التونسي الجنسية سانطوس والتي تكون في العديد من المباريات السبيل الوحيد لبلوغ مرمى المنافسين، وبنفس تألق ايطو انفجر سانطوس كالبركان في المباراة الأولى لفريقه أمام زامبيا التي تقدمت بهدف لكن رد فعل الثعلب البرازيلي كان قويا واحرز ثلاث أهداف من الرباعية التي فازت بها تونس، التي أضافت في اليوم الثاني جنوب افريقيا الى ضحاياها وحكمت عليها بالخروج من الدور الأول.
هناك إجماع من طرف المتتبعين للبطولة الافريقية كون تونس سيكون حضورها قويا في الأدوار المتقدمة ووضعوها بين المرشحين للظفر باللقب للمرة الثانية على التوالي.
وتحدث روجي لومير بتفاؤل عقب الفوز على جنوب إفريقيا "اليوم تأكدت أن المنتخب التونسي متكامل ويملك كل المقومات التي تؤهله للتنافس من أجل الحفاظ على اللقب الذي أحرزه عام 2004".
منذ أول مباراة لعبها المنتخب المصري في البطولة الإفريقية اتضح أن المنتخب المصري يلعب بعناد فقط لإرضاء جماهيره العريضة، أما من حيث الأداء فأغلب لاعبيه تنقصهم الفعالية لكونهم يلعبون في بطولة هاوية.
لهذا فإن المدرب حسن شحاتة يعول عى خبرة المدلل ميدو هداف توتنهام الإنحليزي ليعطي دينامية للهجوم المصري الذي توقف توهجه في المباراة الثانية ضد المغرب، بعدما فعل ماشاء في دفاع ليبيا في اليوم الأول وأحرز ثلاثة أهداف. وقال ميدو عن حظوظ المنتخب المصري في البطولة الإفريقية " لدينا فريق بامكانه اللعب من أجل الفوز بالكأس الإفريقية وليس هناك أي منتخب بإمكانه الوقوف في وجهنا اذا حافظنا على نفس الروح والانضباط في الأداء، كما أننا مرشحون بقوة لأننا نلعب على أرضنا وأمام جهورنا".
يعول المدرب هنري ميشيل كثيرا على هداف تشيلسي الانجليزي ديدي دروغبا في اعطاء قوة للهجوم وقيادة منتخب الفيلة الى الأدوار الأولى في الدورة، دهاء دروغبا وسرعته عاملان أساسيان يرتكز عليهما لتجاوز المدافعين، وقد تمكن بفضل هذه الميزه من خدع الحكم في المباراة ضد المغرب ومنحه ضربة جزاء في الوقت الذي كان عليه احتساب ضربة خطأ، لأن عرقلته من طرف الركراكي كانت عند حدود منطقة الجزاء.
وبالرغم من الانتقادات التي قوبل بها أداء المنتخب الايفواري، فإن المهتمين يعتبرونه من المرشحين لإحراز اللقب الافريقي الخامس والعشرين.
استغرب العديد من المختصين الذين يتابعون الدورة الخامسة والعشرين للبطولة الافريقية لكرة القدم للصورة الباهتة التي ظهر بها كل من الطوغو وأنغولا، وهما معا مؤهلان للمونديال الألماني من جانبه قال مدرب المنتخب الوطني امحمد فاخر" لا أعرف كيف تمكن كل من الطوغو وأنغولا من كسب تذكرة المرور لكأس العالم في الوقت الذي تعذر على منتخبات كبيرة تحقيق هذا الهدف".
أما العميد المغربي نورالدين النيبت فقال"لا يمكن الحكم على الطوغو وأنغولا من خلال كأس افريقيا لي اليقين أن مردودهما سيكون أفضل في ألمانيا وبحكم أنتمائنا الى افريقيا يجب علينا تشجيعهما".