عيون أميركا على سنّة العراق لمواجهة النفوذ الإيراني

السبت 28 يناير 2006 - 13:57

بعد ثلاث سنوات من إطاحة واشنطن بصدام حسين من السلطة، يقول بعض الزعماء الشيعة، بل وبعض حلفاء الولايات المتحدة، إنها بدأت تحول تأييدها الى اقلية الرئيس السابق السنية لمواجهة إيران وطموحاتها النووية.

ويقول مسؤولون أميركيون ان هناك حاجة الى جهود "للاتصال" بالعرب السنة لاجهاض التمرد العنيف الذي يشنه السنة ودعم حكومة مستقرة، لكن الزعماء الشيعة الذين وصلوا الى السلطة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة يرون ايضا محاولة لتقليص سلطتهم بسبب نفوذ الجار الايراني عليهم.

وقال مسؤول في الائتلاف الشيعي الذي فاز بأغلبية تقريبا في البرلمان الذي انتخب في الشهر الماضي "الأميركيون يركزون على السنة ويحاولون اشراكهم في العملية السياسية حتى على حساب الآخرين" .

وأضاف "إننا نتحدث كثيرا عن هذا الامر ،الاميركيون يركزون على مصالح السنة بشدة حتى أن دوافعهم تتجاوز مجرد الترويج للوحدة الوطنية" .

يأتي هذا الانطباع في وقت يجلس فيه السفير الأميركي زلماي خليل زاد على مائدة التفاوض مع جماعات منافسة تسعى للسلطة في حكومة ائتلافية .
ويرى دبلوماسيون غربيون في بغداد ايضا ان تلك المحادثات ترتبط بالسياسة الأميركية نحو إيران.

وقال دبلوماسي أوروبي في بغداد "التوتر المتزايد بين إيران والولايات المتحدة بشأن القضية النووية يؤثر على العلاقات بين واشنطن والشيعة هنا" .

وأوضح "انهم يحاولون إيجاد طرف آخر وحلفاء آخرين لا ينقلبوا عليهم في العراق اذا اشتدت الامور مع إيران" .
وينفي مسؤولون اميركيون ان هناك تحولا في السياسة، ووجهوا انتقادا الى دورطهران الغامض في أكبر جار عربي ولاسيما بشأن مزاعم بأن الايرانيين يقدمون السلاح الى مسلحين عراقيين.

وقال مسؤول اميركي في بغداد "لم يتغير شيء" عما اذا كانت واشنطن تحول تأييدها من الغالبيةالشيعية التي تعرضت للقهر في وقت من الأوقات الى السنة الذين لا يقبلون فقدان السلطة الذي عانوا منه مع سقوط صدام حسين.

الشيعة مزعون بين القومية والدين واتخذت العلاقات بين العراق وإيران اللذين خاضا حربا استمرت ثماني سنوات في الثمانينات منحى جديدا بعد الإطاحة بصدام.
وتبادل البلدان الزيارات على مستوى عال، وقال المسؤول الأميركي ان واشنطن تريد ان تكون علاقاتها جيدة.

وقال المسؤول "لدينا مشاكل كبيرة مع ما تفعله إيران في العالم غير اننا نأمل ان تكون هناك علاقات ثنائية جيدة بين العراق وإيران، لكن هذا بدوره يتوقف على احترام الايرانيين للسيادة الوطنية العراقية، وتسهيل تدفق اسلحة ليس عملا جيدا من جانب جار" .

واتهمت بريطانيا التي تواجه ميليشيا شيعية قوية في جنوب العراق الايرانيين بتقديم قنابل قاتلة وتدريب لهذه الميليشيا .

وتريد الولايات المتحدة مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا ان تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإحالة إيران الى مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات محتملة بسبب برنامجها النووي
ويشتبه الغرب في ان إيران تسعى الى تطوير اسلحة نووية تحت ستار برنامج ذري مدني، بينما تنفي طهران هذا .

ويقول محللون ان إيران تبدو واثقة من انها يمكنها ردع الولايات المتحدة عن القيام بعمل ضدها بشأن القضية النووية بسبب الخوف مما يمكن ان تفعله في العراق.
وكتب مارك توماس من المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن في الآونة الأخيرة "توجد شكوك في ان إيران تستخدم الآن التأييد لمجموعات المسلحين كوسيلة لممارسة ضغوط على الولايات المتحدة وبريطانيا في جهودهما لاحالةإيران الى مجلس الامن الدولي".

وأضاف "من المؤكد انه لم يتحقق الامل في ان تضع الحرب على ابواب إيران نموذجا للديموقراطية وتهديدا بوجود عسكري يجلب الاصلاح ويجبر إيران على التخلي عن طموحاتها النووية" .

ويشير محللون الى ان ملايين الشيعة العراقيين حاربوا بشدة من اجل صدام ضد الجمهورية الاسلامية في الثمانينات وان الاختلاف العرقي بين العرب والفرس يؤثر بشدة على علاقتهما رغم وحدة المذهب الشيعي.

لكن زعماء الائتلاف الإسلامي الذي تحدى جماعات شيعية اخرى منافسة في البرلمان الجديد له علاقات شخصية قوية مع إيران التي قدمت المأوى لكثيرين منهم من صدام .




تابعونا على فيسبوك