وزير الدولة والشؤون الخارجية البرتغالي للزميلة لوماتان

لويس أمادو : العلاقة بين الرباط ولشبونة استراتيجية

الإثنين 04 شتنبر 2006 - 06:00

يبدأ وزير الدولة والشؤون الخارجية البرتغالي، لويس أمادو، رفقة وفد حكومي مهم، ابتداء من اليوم الاثنين، زيارة رسمية للمغرب .

وخلال الزيارة سيجري أمادو مباحثات مع نظيره المغربي محمد بن عيسى، وكذا مع عدد من المسؤولين السامين في المملكة.

وهي أول زيارة رسمية يقوم بها المسؤول البرتغالي، منذ تعيينه على رأس الدبلوماسية البرتغالية، قبل شهرين.

وتشكل الزيارة في الواقع إشارة إلى الأولويات، التي حددتها لشبونة، بالنسبة إلى وجودها في المغرب العربي وإفريقيا.

٭ هل لكم، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية، أن تحددوا لنا الهدف من الزيارة، التي تقومون بها، اعتبارا من اليوم إلى المغرب؟

ـ أنا وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية للبرتغال منذ شهرين فقط, وأقوم بزيارة رسمية للمغرب، مقدرا بشكل طبيعي أهمية العلاقات بين البلدين، وإرادة تعزيزها.

وإلى جانب العلاقات الاقتصادية، التجارة والاستثمارات، التي تتطور بصورة جيدة، وفضلا عن العلاقات الثقافية، المبنية على رصيد تاريخي مهم ومشترك، هناك أيضا بعد استراتيجي في علاقاتنا، ويتعين استغلاله بشكل أكثر فعالية.

٭ يرتبط البرتغال والمغرب بعلاقات صداقة تعود إلى أمد بعيد في التاريخ وهي مطبوعة بتداخل تاريخي ثقافي وانساني فريد من نوعه، كيف تقيمون هذه العلاقات؟ هل هي جيدة أم عادية؟ هل تستمر في نظركم في النهج ذاته؟

ـ علاقاتنا يمكن أن تتحسن أكثر في جميع المجالات، حتى وإن اعتبرناها جيدة ليست لدينا أي خلافات، ونحن نتقاسم نفس الانشغالات تجاه العديد من القضايا التي توجد في مرتكز اهتمام الأجندة الدولية إنه أفضل مبرر لترسيخ الحوار السياسي بيننا.

٭ بعيدا عن أنشطتكم الرسمية، ستظلون مرتبطين بالمغرب، إذ تقومون غالبا بزيارات خاصة أو مع العائلة هل يمكن أن تخبرونا عن الإحساس، الذي يراودكم بخصوص وتيرة التنمية بالمغرب؟

ـ أقوم بزيارات للمغرب، مع الأصدقاء، أو العائلة، أو من أجل العمل، منذ ما يقرب من الثلاثين عاما .

أحب هذا البلد، وكرم أهله، المتجذر في تاريخه وحضارته، والتي ندين لها بما نحن عليه الآن في المجال الثقافي والاجتماعي.

يمكن أن أؤكد أن المغرب يتطور بسرعة فائقة، مع مواكبته لوتيرة متطلبات العولمة.

٭ هناك تقارب بين الرباط ولشبونة في مجال الملفات الثنائية، الجهوية والدولية، هل يمكن أن تشمل إفريقيا، والدول المغاربية، والشرق الأوسط، كيف ترون هذا الأمر من جانبكم؟

ـ حول مشاكل هذه الجهات، إفريقيا والدول المغاربية، والشرق الأوسط، لدينا في هذه المواضيع الأساسية أفكار متقاربة، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار دور ومسؤولية الاتحاد الأوروبي.

نعتقد أن هذا الأخير يجب أن يتحمل، بفاعلية، علاقاته الاستراتيجية والسياسية مع هذه الجهات.

يجب أن توجه دول الاتحاد الأوروبي الـ 25 اهتمامها كذلك نحو الجنوب، وستكون لنا الفرصة للحديث عن ذلك.

٭ أعلنت الحكومة البرتغالية، أخيرا، عن إرسال 140 جنديا في الهندسة المدنية، في إطار القوات متعددة الجنسيات، سيشاركون في إعادة بناء ما دمرته الحرب في لبنان بماذا يوحي لكم هذا القرار، وهل تظنون أن الاتحاد الأوروبي قادر على طرح حل دائم في الشرق الأوسط؟

ـ الاتحاد الأوروبي كان واجه مسؤوليات جديدة، عقب إلحاح الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، على أن تشكل القوات الأوروبية النواة الصلبة للقوات متعددة الجنسيات في لبنان، وهذا يمثل كليا معطى جديدا.

الاتحاد الأوروبي لعب دائما دورا في الشرق الأوسط، سواء على المستوى الإنساني، أو على المستويين الاقتصادي والتنموي، إلا أنه لم يقم أبدا بدور استراتيجي.

وانخراط الاتحاد في قوات عسكرية من هذا الحجم، يجعله مضطرا إلى الانخراط سياسيا وديبلوماسيا، في متابعة حلول للمشاكل المعقدة جدا، التي نواجهها بهذه المنطقة
والاتحاد له مسؤوليات، لا يمكن لأي دولة عضو أن تبقى بعيدة عنها.

٭ يبدو أن إفريقيا تحظى بأهمية خاصة في الديبلوماسية البرتغالية وقد تميزت زيارتكم في فبراير الماضي للكونغو بتوقيع اتفاقية شراكة عسكرية، اعتمدتم فيها على إطلاق برنامج دعم مهمات السلام أين وصل هذا المشروع؟

ـ إننا نعمل على تطوير برنامج التعاون العسكري مع الدول الإفريقية، التي تعتمد اللغة البرتغالية رسميا، وذلك منذ أزيد من 20 سنة.

واليوم، تدشن إفريقيا تجربة جديدة في ما يخص تسوية النزاعات، عن طريق الدور المهم، الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية، ذلك أن البعد الأمني والدفاعي أصبح يتبوأ موقعا أكبر في مجال التعاون، وأعتقد أننا نستطيع المساهمة في بناء هذا البعد الإفريقي.

٭ سيترأس البرتغال، في يوليوز المقبل، الاتحاد الأوروبي ويبدو أن حكومتكم، المنشغلة بالفعل بإرساء تعاون أفضل مع القارة الإفريقية، في وقت أصبحت هذه الأخيرة منغلقة على نفسها، تفكر في تنظيم قمة أوروبية-إفريقية بلشبونة هل لكم أن تحدثونا أكثر عن الموضوع؟

ـ سبق أن نظمنا سنة 2000 أول قمة مع مصر في القاهرة ومنذئذ، لم نتمكن من تنظيم قمة أخرى.

لكن الاتحاد الأوروبي نظم ثلاث قمم مع أميركا اللاتينية في هذه الفترة.

صحيح أن هذا الفتور لا يخدم علاقاتنا، لكن نرى أن المهم، بالنسبة إلينا، ليس تحديد الموعد بقدر ما هو الأجندة والفرص السانحة لتنظيم مثل هذه القمة.




تابعونا على فيسبوك