يبدأ وزير الدولة والشؤون الخارجية البرتغالي، لويس أمادو، رفقة وفد حكومي مهم، ابتداء من اليوم الاثنين، زيارة رسمية للمغرب .
وخلال الزيارة سيجري أمادو مباحثات مع نظيره المغربي محمد بن عيسى، وكذا مع عدد من المسؤولين السامين في المملكة.
وهي أول زيارة رسمية يقوم بها المسؤول البرتغالي، منذ تعيينه على رأس الدبلوماسية البرتغالية، قبل شهرين.
وتشكل الزيارة في الواقع إشارة إلى الأولويات، التي حددتها لشبونة، بالنسبة إلى وجودها في المغرب العربي وإفريقيا.
ـ أنا وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية للبرتغال منذ شهرين فقط, وأقوم بزيارة رسمية للمغرب، مقدرا بشكل طبيعي أهمية العلاقات بين البلدين، وإرادة تعزيزها.
وإلى جانب العلاقات الاقتصادية، التجارة والاستثمارات، التي تتطور بصورة جيدة، وفضلا عن العلاقات الثقافية، المبنية على رصيد تاريخي مهم ومشترك، هناك أيضا بعد استراتيجي في علاقاتنا، ويتعين استغلاله بشكل أكثر فعالية.
ـ علاقاتنا يمكن أن تتحسن أكثر في جميع المجالات، حتى وإن اعتبرناها جيدة ليست لدينا أي خلافات، ونحن نتقاسم نفس الانشغالات تجاه العديد من القضايا التي توجد في مرتكز اهتمام الأجندة الدولية إنه أفضل مبرر لترسيخ الحوار السياسي بيننا.
ـ أقوم بزيارات للمغرب، مع الأصدقاء، أو العائلة، أو من أجل العمل، منذ ما يقرب من الثلاثين عاما .
أحب هذا البلد، وكرم أهله، المتجذر في تاريخه وحضارته، والتي ندين لها بما نحن عليه الآن في المجال الثقافي والاجتماعي.
يمكن أن أؤكد أن المغرب يتطور بسرعة فائقة، مع مواكبته لوتيرة متطلبات العولمة.
ـ حول مشاكل هذه الجهات، إفريقيا والدول المغاربية، والشرق الأوسط، لدينا في هذه المواضيع الأساسية أفكار متقاربة، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار دور ومسؤولية الاتحاد الأوروبي.
نعتقد أن هذا الأخير يجب أن يتحمل، بفاعلية، علاقاته الاستراتيجية والسياسية مع هذه الجهات.
يجب أن توجه دول الاتحاد الأوروبي الـ 25 اهتمامها كذلك نحو الجنوب، وستكون لنا الفرصة للحديث عن ذلك.
ـ الاتحاد الأوروبي كان واجه مسؤوليات جديدة، عقب إلحاح الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، على أن تشكل القوات الأوروبية النواة الصلبة للقوات متعددة الجنسيات في لبنان، وهذا يمثل كليا معطى جديدا.
الاتحاد الأوروبي لعب دائما دورا في الشرق الأوسط، سواء على المستوى الإنساني، أو على المستويين الاقتصادي والتنموي، إلا أنه لم يقم أبدا بدور استراتيجي.
وانخراط الاتحاد في قوات عسكرية من هذا الحجم، يجعله مضطرا إلى الانخراط سياسيا وديبلوماسيا، في متابعة حلول للمشاكل المعقدة جدا، التي نواجهها بهذه المنطقة
والاتحاد له مسؤوليات، لا يمكن لأي دولة عضو أن تبقى بعيدة عنها.
ـ إننا نعمل على تطوير برنامج التعاون العسكري مع الدول الإفريقية، التي تعتمد اللغة البرتغالية رسميا، وذلك منذ أزيد من 20 سنة.
واليوم، تدشن إفريقيا تجربة جديدة في ما يخص تسوية النزاعات، عن طريق الدور المهم، الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية، ذلك أن البعد الأمني والدفاعي أصبح يتبوأ موقعا أكبر في مجال التعاون، وأعتقد أننا نستطيع المساهمة في بناء هذا البعد الإفريقي.
ـ سبق أن نظمنا سنة 2000 أول قمة مع مصر في القاهرة ومنذئذ، لم نتمكن من تنظيم قمة أخرى.
لكن الاتحاد الأوروبي نظم ثلاث قمم مع أميركا اللاتينية في هذه الفترة.
صحيح أن هذا الفتور لا يخدم علاقاتنا، لكن نرى أن المهم، بالنسبة إلينا، ليس تحديد الموعد بقدر ما هو الأجندة والفرص السانحة لتنظيم مثل هذه القمة.