خلال الندوة الصحافية التي عقدها شكيب بنموسى، وزير الداخلية، الخميس في الرباط، تحدث عن الدور الذي لعبه رجال الأمن في تفكيك الخلايا الإرهابية.
وأشار إلى أن هذه العملية، انطلقت قبل التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مدينة الدار البيضاء العام 2003، في إشارة إلى تفكيك الخلية النائمة لتنظيم القاعدة في العام 2002.
واعتبر أن اعتقال 56 شخصا من بينهم أربع نساء ضمن خلايا الشبكة الإرهابية التي أطلقت على نفسها شبكة أنصار المهدي يدخل في هذا الإطار.
وأشار إلى أن ما تحقق هو نتيجة عمل جدي للمصالح الأمنية ويبرز فعاليتها.
وركز بنموسى على ضرورة دعم عمل هذه المصالح عبر عدم التشكيك في ما تصل إليه، منتقدا بشدة التشكيك في كون الخطر الإرهابي يهدد أمن البلاد.
ودعا إلى تجنب خلق العراقيل، لأن ذلك يحول دون قيام المصالح الأمنية بعملها، غير أنه عاد ليؤكد أنه مهما يكن، فإن المصالح الأمنية عاقدة العزم على القيام بدورها.
وأكد أن المغرب لا يعالج الظاهرة من الناحية الأمنية فحسب، بل يعالجها على عدة مستويات، معتبرا أن المسيرة التنموية والديموقراطية، وتبني الإصلاحات سيتواصل لأنه لا يمكن لما يقع من حين إلى آخر من محاولات يائسة للمتطرفين أن يعرقل مسيرة بناء المشروع المجتمعي.
الفئات الاجتماعية واللافت للانتباه أن ظاهرة الإرهاب وتكوين خلايا إرهابية لم تعد حكرا على فئات اجتماعية معسرة، إذ اتضح من خلال تفكيك خلايا شبكة »أنصار المهدي« أن المخططين لتنفيذ عمليات إرهابية أصبحوا يتوغلون داخل فئات ميسورة، لتنمية »ميزانية« تمويل مشروعهم التخريبي، إذ أكد وزير الداخلية أن النساء المتورطات في الانتماء إلى »أنصار المهدي« ساهمن في تمويل إنشاء جناح عسكري وشراء أسلحة من أباطرة المخدرات، كما أنهن منحن مبالغ مالية لعضوين في التنظيم في إطار تمويل سفرهما للمشاركة في القتال في العراق.
وتكشف المعطيات تناقض الإرهابيين، إذ كيف يعقل أن يتعامل من يدعي أنه يحارب من يعتبرهم كفارا باسم الدين ويتعامل مع مروجي المخدرات، عبر شراء أسلحة منهم أو الاعتماد عليهم في تمويل مشروعه التخريبي، وهذا يكشف أيضا استنباط أفكار التنظيمات الإرهابية الدولية، خاصة تنظيم القاعدة.
وكانت تقارير أمنية وطنية ودولية كشفت أن التنظيمات الإرهابية تعتمد على أموال المخدرات في تمويل عملياتها.
واعتبر بنموسى أن وسائل تمويل الخلايا الإرهابية متنوعة، فضلا عن أموال المخدرات، هناك عمليات السطو على الوكالات البنكية وسيارات نقل الأموال وتزييف العملة.
وكانت مصالح الأمن اكتشفت لدى تفكيك الخلية، فضلا عن وسائل الاتصال وصنع المتفجرات، آلات إلكترونية لتزييف العملة.
أما الشق الثالث فهو محاولة استغلال التضامن العمومي مع بعض الشعوب والفئات وتجميع الأموال تحت غطاء الإحسان، استغلالا لشعور المواطنين وتضامنهم مع الفقراء والمحتاجين.
الخطاب التربوي
ومن بين الطرق التي كشف بنموسى عن اعتمادها من طرف التنظيمات المتطرفة لتنفيذ مخططاتها، النظام التربوي، إذ قال شكيب بنموسى وزير الداخلية في ندوة أول أمس إننا أمام مشروع فكري متطرف، وأمام خطاب تربوي يستعمل كل الوسائل لاستقطاب الأشخاص.
وأشار إلى أن خلية سلا المنتمية إلى الشبكة المفككة أخيرا أحدثت دارا للقرآن، واستقطبت أشخاصا عبرها، منوها بضرورة تفادي استغلال ما هو تربوي لتحقيق أهداف إرهابية.
واعتبر أن ما جرى في إطار إعادة هيكلة الحقل الديني يدخل في هذا الإطار، موضحا أن مختلف وسائل الإعلام يمكن أن تلعب دورا في هذا المجال.
وأوضح بنموسى أننا بصدد حركات تستغل شعور بعض الناس تحت غطاء الدين، وتحدث عن تدرج المسألة، مما هو ديني إلى الجهاد في الخارج كالعراق، لتنتقل إلى الجهاد في المغرب.
واشار إلى أن هناك إجراءات تتطور عبر وسائل مباشرة أو عبر وسائل الاتصال
الطريق إلى العدالة يمكن أن نستشف من الندوة الصحافية التي عقدها وزير الداخلية مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والمعتمدة في المغرب، أن تفكيك خلايا شبكة أنصار المهدي بلغ مراحله الأخيرة، فقد جاء اللقاء بعد البيانات التي كانت صدرت في هذا الشأن والتقرير الذي كان تقدم به الوزير نفسه أمام أعضاء لجنة الداخلية بمجلس النواب.
ومن بين الإشارات التي جاءت في معرض الجواب عن سؤال حول علاقة المعتقلين بتنظيمات أجنبية أن التحقيق متواصل ولا يمكن استباق الأحداث
في حين أكدت مصادر أمنية أن قضية أنصار المهدي انتقلت من مرحلة التحقيقات الأمنية إلى القضاء