40 في المائة من الأسر المغربية تفتقر إلى ميزانية خاصة بالعطل

الأربعاء 05 يوليوز 2006 - 17:00

يتشبث أغلب المغاربة بحقهم في الاستمتاع بلحظات جميلة أثناء العطلة الصيفية، إذ يجدون لها طعما خاصا، ويعتبرونها محطة استراحة مهمة للتخلص من سنة دراسية متعبة أو أيام عمل مضنية .

فالحر يقتحم الأبواب دون مقدمات على طريقته الخاصة، ولا يترك مجالا للأشخاص سوى الهروب من لهيب الشمس نحو زرقة المياه وبرودة الشاطئ أو الجبل.
فحسب دراسة أنجزت أخيرا حول عدد الأسر المستفيدة من العطل الصيفية، تبين أن 40 في المائة من المغاربة يفتقرون إلى ميزانية خاصة بالعطل، وأن عائلات كثيرة تقترض للسفر، وأخرى تضطر للتخييم لدى الأقارب، بينما ينفق الميسورون مليار درهم في عطل تنظم بالخارج.

فخلال هذه الفترة تقفل المؤسسات التعليمية أبوابها، ويعطل عن العمل العديد من موظفي الإدارات العمومية والمقاولات الخاصة، وتنطلق أفواج المستفيدين الأوائل من العطلة الصيفية.

أغلب الأشخاص يتوجهون إلى البحر، وكل يختار وجهته المفضلة حسب إمكاناته المالية والمعنوية للترفيه والتسلية والترويح عن النفس فهناك من يخطط لقضاء عطلته الصيفية، وهناك من لا يفكر في الموضوع أصلا، لأن له اهتمامات أكثر حيوية، وهي توفير القوت اليومي للأبناء.
وتشير أرقام بحث وطني أنجز أخيرا إلى أن 40 في المائة من المغاربة لا يستفيدون من عطلهم، في حين يستفيد 40 في المائة منهم من عطلهم بشكل منتظم، ويأخذ 20 بالمائة منهم عطلة من وقت لآخر.

فأربعون في المائة من المغاربة، الذين تحدّث عنهم البحث الوطني، يتوفرون على الإمكانيات المالية والاستعداد الثقافي والفكري للمغامرة وارتياد آفاق جديدة بالخارج، ويخططون لقضاء عطلتهم بشكل عقلاني، ويخصصون ميزانية للسفر، بينما فئات أخرى تختار إحدى الوجهات السياحية المغربية القريبة، فيما يلجأ البعض للاقتراض من شركات التمويل المالي لأجل الظفر بأيام لطيفة وتستعمل هذه الشركات من أجل ذلك أساليب متعددة "تسيل بها لعاب" محبي السفروتستميل أسرا لا تعرف سبيلا لتدبير مصاريف السفر.

وفي مقابل ذلك لا تجد عائلات أخرى بدا من الإقامة لدى أقربائها في المدن الساحلية أو الجبلية، لافتقارها إلى الأموال الكافية لقضاء عطلة باستقلال عن الدعم العائلي
أما ميزانيات الأسر ضعيفة الدخل فلا حديث عن موضوع استفادتها من العطل الصيفية
أما الأربعون في المائة الأخرى التي حدّدها البحث الوطني، والتي قال عنها إنها لا تستطيع توفير مصاريف العطلة، ولا حتى الاقتراض، فإنها لا تغادر قريتها أو مدينتها، وتكتفي بإرسال أبنائها إلى المخيمات الصيفية.

وبخصوص الأسر التي تفتقر إلى إمكانات السفر، يكتفي أبناؤها ببيع اللوازم التي يحتاج إليها المصطافون من مأكولات ومشروبات وملابس صيفية أو ما شابه ذلك، ويمارسون »مهن الصيف«، إذ يعملون في الصيف، ليذخروا الأموال لكساد الشتاء، في الوقت الذي يعتبر فيه كثيرون أن عطلة الصيف زمن "ضائع أو ميت"، يستسلم فيه للكسل، ونسيان النظر في ساعته اليدوية للخروج من صرامة زمن العمل أو الدراسة
وعن الوجهات المفضلة للمغاربة لقضاء عطلهم الصيفية، تفيد بعض وكالات الأسفار، أن 150 ألف مغربي يقضون عطلتهم في إسبانيا، وهو العدد الذي يقارب عدد السياح الألمان الوافدين على المغرب.بينما تجلب إيطاليا وإنجلترا معا في المعدل 20 ألف مغربي خلال عطلتهم، ويزور 10 آلاف مغربي مصر وتونس والسعودية من أجل العمرة.

وأشارمسؤول في هيئة التنشيط السياحي المصري، إلى أنه في النصف الأول من السنة الجارية وصل عدد السياح المغاربة إلى مصر حوالي 3 آلاف شخص وتوجد الولايات المتحدة الأميركية في أسفل اللائحة بسبب بعد المسافة، وصعوبة الحصول على التأشيرة، إذ يصل عدد زائري أميركا 2000 مغربي، وإن كانت تظل الوجهة المفضلة لأكثرهم هي وجهة جنوب إفريقيا وكينيا والسنغال، أي المثلث الذهبي للسياحة في إفريقيا الجنوبية الذي يستقطب 500 مغربي.

وينفق المغاربة على أسفارهم خارج المغرب أموالا مهمة انطلاقا من 5 آلاف درهم للشخص بما في ذلك مصاريف الطائرة بالنسبة للإقامة في إسبانيا، كما تشير تقديرات وكالات الأسفار إلى صرف ما مبلغه 200 مليون درهم للسفرإلى إيطاليا، و100 مليون درهم للذهاب إلى البلدان العربية، وصرف 70 مليون في أميركا الشمالية، و7.5 مليون في إفريقيا، أي أن المغاربة ينفقون في المجموع أزيد من مليار درهم في الخارج
وفي هذا الإطار رفع مكتب الصرف سقف مخصصات الأسفار للخارج إلى مبلغ يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف درهم، مما يساهم في هذا التوجه نحو الخارج.

كما يوجد إقبال على بعض الوجهات المغربية مثل مدينة أكادير ومحور طنجة تطوان ومراكش وتعتبرمدينة الدار البيضاء أكبر وجهة مفضلة في صيف 2006، حيث تستقبل أزيد من 300 ألف مغربي بين بداية فصل الربيع ونهاية فصل الشتاء وعلى العموم، يصل المبلغ الإجمالي لمصاريف عائلة مكونة من أربعة أشخاص 30 ألف درهم خلال هذه الفترة.

وفي الملف التالي نحاول مقاربة علاقة المغاربة بتدبير زمن عطلهم السنوية من زوايا مختلفة، والحديث عن نماذج لأسر لها امكانات الاختيار بين وجهات عدة للسفر، وأسر لا تقوى على ممارسة حقها في العطلة الصيفية، في الوقت الذي تزدهر فيه نشاطات اقتصادية عديدة أهمها مؤسسات التمويل التي تبدع وتجتهد في جلب أكبر عدد ممكن من الزبائن للاستفادة من التمويلات القبلية والتسديد على المدى الطويل.




تابعونا على فيسبوك