انطلقت أخيرا حملة وطنية للتحسيس بأخطار الجلطة القلبية، وقال البروفيسور حسين الوردي رئيس قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد.
ـ لقد فكرنا في تنظيم هذه الحملة التحسيسية، بعد أن وقفنا على أن كثيرا من المواطنين يموتون بسبب الجلطات القلبية، وأوضح أنه قرابة 90 في المائة من الألم الذي يشعر به المواطن على مستوى الصدر، من أعراض الجلطة القلبية.
هذه الحملة تدخل في سياق إشعار المواطنين أن أمراض القلب والشرايين هي السبب الأول للموت في المغرب.
ـ إن 61 في المائة من الأشخاص الذين ينقلون إلى مستعجلات مستشفى ابن رشد مصابون بأمراض القلب والشرايين، فلم تعد أمراض المغرب أمراضا لها علاقة بالدول المتخلفة كالأمراض التعفنية، بل انتقل إلى الأمراض المنتشرة في الدول المتقدمة كالإصابة بالجلطات القلبية.
٭ هذه أرقام مهولة، فمن يتحمل المسؤولية؟ بعيدا عن الحملات التحسيسية، يجب على الدولة أن توفر الإمكانيات اللازمة، بصراحة نحن لانملك الإمكانيات اللازمة حاليا لمواجهة هذه الأمراض، فلحاق تذويب الدم المتجمد يصل إلى 20 ألف درهم، والأكثر من هذا أن أقسام المستعجلات في المستشفيات العمومية لا تتوفر عليه، وهذا هو السؤال المطروح .
هذه الحملة يقودها أطباء أخصائيون، واعون بمخاطر تلك الإصابات، وعلى الوزارة المكلفة بالقطاع أن تنخرط فيها.
وأشدد على أن الأمر لا يتعلق بحل مشكل هذه الحقن فقط، بل بسياسة عامة للوزارة بخصوص طب المستعجلات في المغرب، إنها في حاجة إلى وضوح.
ـ خلال الثلاثة أشهر الأخيرة زارت 157 حالة، 15 فقط منها من غير المصابين بأمراض القلب والشرايين، فهناك معدل لثلاث إلى أربع حالات في اليوم تلج المستعجلات، وأؤكد أن المريض لا يمكن أن يعيش دون ذلك الدواء.
عندما نتحدث عن السياسة العامة للمستعجلات، نتحدث عن مشاريع مثل "الوحدات الاستعجالية المتنقلة"، إنها جاهزة الآن، ولا تحتاج سوى إلى إشارة من الوزارة، فلست أنا من يتخذ هذا القرار، إنه قرار سياسي على الوزارة أن تتخذه.
إن هذه الوحدات الاستعجالية المتنقلة ستحسن كثيرا المستعجلات في المغرب، لن يصبح المريض كلعبة البينغ بونغ تتقاذفه المصالح، فما أن تصل تلك الوحدة حتى يبدأ العلاج وستحسن الوضعية كثيرا، ويجب على الوزارة الوصية أن تعلن انطلاق هذه الوحدات.
ـ شخصيا لا أظن أن هناك لوبيات من القطاع الخاص، تعيق بدء عمل الوحدات الاستعجالية المتنقلة، فالقطاع الخاص معني بهذا المشروع، ولا أرى كيف يمكن للوبي القطاع الخاص أن يقف ضد مشروع سيستفيد منه هو كذلك، فالاستفادة لن تكون حكرا على قطاع دون آخر.
ـ هذا مشكل كبير في المغرب، فعندما يقرر أناس تقديم مشروع، لا يستشيرون مع الأخصائيين، فهناك أدوية لا تشملها التغطية الصحية وأساسية في المستعجلات، إن هذا الأمر يهم حياة الإنسان، كما أن التغطية الصحية لا تشير إلى الوحدات الاستعجالية المتنقلة ولا إلى الأدوية المقدمة خلال عملية التدخل.
كان على من أعد هذا المشروع أن يستشير الأخصائيين، فهناك دول أمثال تونس، والكوت ديفوار، والبنين وهناك تغطية صحية على هذه الأدوية، فالمصاب بالجلطة القلبية لا حل له، إما الدواء وإما الموت، لذا كان يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار مثل هذه الأمور الأساسية والضرورية أثناء إعداد المشروع.
ـ هناك أمراض مثل السكري، والسمنة، والكوليسترول في الدم، والدخان، والضغط، هذه الأمراض تجعل الدم يتجمد في الشرايين ولما يتجمد لا يسيل، فيؤدي إلى قتل خلايا القلب ثم توقف القلب عن النبض، لذا فالدواء يعمل على السماح للدم بالسيلان عبر فتح شرايين القلب.
أما أعراض هذا المرض المميت، فهي أساسا الألم، فعندما يشعر الإنسان بالألم على مستوى الصدر، يجب أن يزور الطبيب، ولا سيما إذا كان الألم قرب القلب، أو الكتف، فأكثر من 99 في المائة من هذه الأعراض هي جلطة قلبية، ولا يجب على المواطنين أن يلجأوا إلى الحمام، بل عليهم أن يتوجهوا إلى الطبيب، هذه نصيحة أوجهها لكل من شعر بهذه الأعراض.
وعميد كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، في الحوار الذي أجرته معه " الصحراء المغربية " .
إن هذه الحملة تهدف إلى إشعار المواطنين أن أمراض القلب والشرايين هي السبب الأول للموت في المغرب، وأعلن الوردي أن 61 في المائة من الأشخاص الذين ينقلون إلى مستعجلات مستشفى ابن رشد، مصابون بأمراض القلب والشرايين.