كلاب وفية تفتح أبواب العمل لأصحابها

الخميس 15 يونيو 2006 - 15:32

منذ السنوات القليلة المنصرمة، برزت في العديد من المدن الكبرى المغربية، ظاهرة لجوء المؤسسات الخاصة وبعض المؤسسات العمومية إلى تشغيل رجال أمن خواص يمتلكون كلابا مدربة تساعدهم على إحلال الأمن والطمأنينة بها.

وتعتبر هذه الكلاب بالنسبة إلى العديد من الشباب الذين اختاروا هذه المهنة، وسيلة أساسية لقبولهم في شركات الأمن الخاصة، والسبيل الأوحد لتمكينهم من فرص عمل وإن كانت غير ثابتة.

ومن شروط العمل في الميدان حصول الراغب على شهادة مستوى الباكالوريا وكلب مدرب ومؤهل.
تحدثت " الصحراء المغربية " مع أحمد مالك كلب يعمل في إحدى المؤسسات كحارس أمن خاص، يعترف أن كلبه الألماني -بيرجي ألمان- الحيوان الأليف هو من فتح أمامه أبواب العمل، ولا يتصور في غيابه أن يعثرعلى فرصة شغل مناسبة، خاصة أنه لم يكمل تعليمه الثانوي.

موضحا أنه يملك كلبه الألماني منذ 5 سنوات خلت، تكلف بتربيته ورعايته الصحية، ودربه على الحراسة وكيفية الانضباط بحسب الظروف والأحوال.

درب أحمد كلبه على مهاجمة الغريب أوالمعتدي، وعلى طاعته حين يأمره بالجلوس أو النهوض من مكانه، وأيضا حين يأمره بحراسة شيء من الأشياء سواء في مقر العمل أو في الشارع العمومي.

أوضح أحمد أن حراس الأمن من المالكين للكلاب، رجال جديرون بالثقة، ويستحقون معاملتهم معاملة حسنة وباحترام لائق، ذلك أن ما يقال أن بعضهم يستعين بكلبه في أوقات الفراغ في إرهاب الناس، أو استعمالها كوسيلة ضغط لسرقة النساء في الشوارع، أمور عارية من الصحة "على الأقل في المحيط الذي أعمل فيه واعتمادا على معرفتي الخاصة".

وبين أحمد أن امتلاك كلب مهما كان شرسا، فإنه يستعمل لغرض الحراسة وإحلال الأمن بالمؤسسات، مبينا أنه لو كانت نيات البعض سيئة "أعتقد أنه لن يتعب ذاته لتقديم طلب عمل بمؤسسة ويثبت على نفسه الجرم والخطيئة".

وأفاد مالك الكلب ذاته، أنه نظرا لظروفه المادية الصعبة، لم يتمكن من ترويضه وتدريبه في جهات خاصة بذلك، نظرا إلى التكلفة المادية المرتفعة التي يتطلبها الموضوع، إذ أوضح أنه تتوفر بمنطقة بوسكورة مؤسسة خاصة بتدريب كلاب الحراسة بمبلغ ألف درهم لمدة تستغرق 15 يوما، يخرج منها الحيوان مدربا بشكل جيد.

وقال أحمد إنه توفق في تدريب كلبه، على أمرين أساسيين يعتبرهما أنهما بالأهمية بمكان، إذ دربه على الهجوم لمجرد بوحه بكلمة "attaque" والإسراع بالجلوس لمجرد سماعه لكلمة "assie".

وشدد على أهمية طاعة الكلب لأوامر صاحبه، ضمانا لحسن سير عمله من جهة، وتفاديا لتعريض الآخرين لأي خطر من طرف الكلب في حالة اندفاعه، مبينا أن العلاقة العاطفية و"الحب المتبادل" بين الكلب وصاحبه، شرط أساسي لنجاح الحارس في عمله، مشيرا إلى أنه شخصيا معجب بكلبه وبذكائه وحذره وطاعته له أيضا.

وذكر أحمد أنه كحارس أمن مالك لكلب، يستحق وباقي زملائه في المهنة التقدير، ومراعاة ما يبذلونه من جهد لتدريب كلابهم ورعايتها صحيا وتمتيعها بالأكل المناسب، ليبقي على عمله ويتجنب فقدانه وتعريضه للعطالة، مبينا أنه ينفق على كلبه 400 درهم في الشهر كنفقات للأكل، و450 درهما كنفقة سنوية عن إخضاع الحيوان للتلقيحات اللازمة، و200 درهم لشراء المبيدات الطبية لتخليص الكلب من الحشرات التي تعلق به "ناهيك عن مصاريف فحصه من طرف طبيب بيطري".

ودعا رجل الأمن الخاص نفسه، شركات الأمن الخاصة إلى إعارة الاهتمام الملائم لهذه الفئة من الحراس الشباب، من خلال تمتيعهم بأجر شهري يأخذ بعين الإعتبار نفقات الكلب الشهرية والسنوية، إلى جانب الأتعاب الخاصة برجل الأمن، مشيرا إلى أن الحارس مالك الكلب يتقاضى 2500 درهم شهريا، كأعلى أجر، و2000 درهم كأجر أدنى.

وصرح أنه على علم بمسؤوليته الجنائية عما يرتكبه الكلب من أخطاء، كأن يعض شخصا ما أو يهاجم شخصا عاديا، مبينا أنه يأخذ جميع الاحتمالات نصب عينيه، ولا يغمض له جفن عن كلبه خصوصا في الأماكن العمومية.

وتحدث أحمد عن الصعوبات التي يواجهها الحراس المالكون للكلاب، في عملهم لأنهم يشتغلون في الفترات الليلية ولفترات طوال تصل إلى 12 ساعة دون احتساب ساعة الذهاب وساعة الإياب من العمل، مشددا على أهمية تخصيص فترات عمل بالتناوب بين فترات الليل والنهار، عوضا عن تخصيص عملهم في الفترات الليلية، أخذا بعين الإعتبار لحياتهم الشخصية ولحالتهم الصحية، ولحالات المقبلين منهم على الزواج والمتزوجين وما تتطلبه حياتهم من استقرار ونوع من التنظيم.




تابعونا على فيسبوك