مغربيات إسبانيا ضحية اعتداءات جنسية

مراكز الحرس المدني تتلقى عشرات الشكاوى

الثلاثاء 24 يناير 2006 - 16:53

تتلقى مراكز الأمن الوطني والحرس المدني الإسبانيان في قرطاخنة بجهة مورسيا، وبإشراف جمعية للمهاجرين ونقابة للعمال، منذ الجمعة المنصرمة، عشرات الشكاوى من مهاجرات مغربيات، يشتكين من الاستغلال والتحرش الجنسيين، اللذين يتعرضن لهما من مسؤولين عن التشغيل.

وذكرت مصادر متطابقة أن حوالي 7 مهاجرات مغربيات تقدمن بشكوى إلى السلطات الأمنية الإسبانية يتهمن مسؤولا عن التشغيل في القطاع الفلاحي بجهة مورسيا، وهو مغربي، بالتحرش بهن، ويلزمهن بممارسة الجنس معه مقابل اختيارهن ضمن لائحة العاملات المقبولات، اللواتي سيشتغلن لدى المقاولة، التي كلفته بالبحث عن عاملات.
وكانت مهاجرة مغربية أخرى تدعى /أ ب/، عمرها 21 سنة، تقدمت إلى مصالح الأمن بطوري باشيكو بجهة مورسيا، لترفع شكوى ضد التحرش الجنسي، الذي تعرضت له قبل أيام، وهي تبحث عن عمل.
وقالت مصادر نقابية بالجهة إن "الشابة المغربية، التي توجد في حالة عطالة لرفضها قبول الاستجابة لمطلب مقايضة الجنس بالعمل، تتهم مهاجرين إكواتوريين مكلفين باستقطاب العاملين لمقاولة فلاحية بالتحرش بها جنسيا مقابل قبولها في لائحة العاملين، وحدث ذلك السبت الماضي"
وكانت الضحية المغربية اصطحبها والدها ومترجم من أجل تقديم الشكوى.
وذكر مسؤول نقابي في جمعية للعمال بجهة مورسيا إنه "من المنتظر أن تشهد الأيام المقبلة ارتفاعا في عدد المبلغات ضد الاستغلال والتحرش الجنسي، اللذين يتعرضن لهما أثناء بحثهن عن العمل، نتيجة تبدد الخوف لديهن، وحصولهن على دعم من المؤسسات النقابية والإعلامية".

وكانت العديد من الصحف الإسبانية نشرت عددا من الاستجوابات مع ضحايا الاستغلال الجنسي من المهاجرات المغربيات، نقلت من خلالها رواياتهن لتلك الاعتداءات ومظاهر الاستغلال التي يتعرضن لها، والآلام والإحباطات التي يسببه لهن ذلك.
وتجمع النساء الضحايا، اللواتي تحدثن إلى وسائل الإعلام من دون ذكر أسمائهن، أن "ظاهرة طلب مقايضة الجنس بالعمل، من طرف مكلفين بانتقاء العمال باتت ظاهرة شائعة، وحيثما توجهت في هذه الجهة أو تلك، يواجهك الطلب ذاته مقابل الحصول على عمل".
وتقول مهاجرة مغربية أثناء حديثها إلى صحيفة الأبيسي "الأسوأ هو أن أغلب تلك الاعتداءات المتكررة بالاستغلال أو المساومة الجنسيتين تصدر عن مغاربة من بني جلدتنا، الذين يكلفون باختيار العمال".
وقالت ثلاث مهاجرات مغربيات للصحيفة نفسها "إننا نحن الثلاثة تعرضنا للمساومة الجنسية، ولكن أبينا بإصرار، وهناك البعض ممن قبلن، فعلن ذلك بألم وحسرة وشعور بالإهانة، وتحت ضغط ظروف يستوجبها سد حاجات عوائلهن الملحة".
وتمضي مهاجرة مغربية أخرى متحدثة في الشأن ذاته قائلة إن "المكلفين بالتشغيل، وهم مغاربة أحيانا، وإسبانيون أحيانا أخرى، ومهاجرون من دول أخرى كذلك، لا يشغلون المتزوجات أو المتقدمات في السن، لأنهن غير مفضلات ليمارسون عليهن اعتداءاتهم".

وعزا مسؤولون من جهات نقابية وعمالية واجتماعية في منطقة بمورسيا تأخر النساء اللواتي تعرض لظاهرة التحرش والمساومة الجنسيتين عن التبليغ، وتقديم شكاوى ضد المعتدين للسلطات الأمنية الإسبانية، لعدة عوامل أبرزها "الخجل والخوف من أن يذاع الأمر بين المعارف وبين الأهل، ثم عامل اللغة، إذ أغلبهن لا يتحدثن الإسبانية، ناهيك عن جهلهن بحقوقهن، وجهلهن بالمؤسسات التي يمكن التوجه إليها لتقديم الشكاوى مثل النقابات والجمعيات المقربة من المهاجرين، أو للدفاع عن حقوقهن".
ويبقى العامل الحاسم وراء ذلك، في نظر عديد من المهتمين بشأن المهاجرين هنا في إسبانيا، في عدم توفر نسبة مهمة منهن على وثائق الإقامة، وهو شأن يجعلهن عرضة بشكل أكبر لأي استغلال.




تابعونا على فيسبوك