جمعية مبادرات ترصد أبشع حالات العنف ضد النساء ببادية تاونات

الأحد 07 ماي 2006 - 14:45
أسماء مهدي

قالت أسماء المهدي رئيسة جمعية مبادرات لحماية حقوق المرأة بجهة فاس، في تصريح لـ "الصحراء المغربية"، " إن أكثر حالات العنف ضد النساء الواردة على الجمعية وأبشعها وحشية مصدرها بوادي إقليم تاونات " ، وأكدت في هذا الصدد "أن الجمعية بصدد البحث عن الوسائل الكفيلة

اعتبرت أسماء المهدي، أن "قانون الأسرة الجديد الذي كان ثمرة نضالات الحركة النسائية، لم يعقبه تغير في الواقع المعيش للنساء، إذ رغم اضطرار وزارة العدل إلى خلق خلايا للتنسيق في مجال حماية المرأة ضد العنف، فإن جهة فاس، لم تنل حظها من بادرة كهذه ومازال موظفو الوزارة غير واعين بهذا الملف، كما أن النائب العام ـ تقول أسماء المهدي ـ لم يصدر بعد مذكرات يحث من خلالها مصالح الأمن والدرك على التعامل الإيجابي مع حالات العنف ضد النساء، وهو الحال نفسه مع المصالح الصحية بالجهة التي لم تصدر بعد مذكرات بشأن استقبال النساء المعنفات داخل المراكز الصحية مقارنة بما هو الحال عليه بمراكش التي كانت سباقة لمثل هذا الإجراء، وهذا ما يجعل العمل صعبا وشاقا بهذه الجهة، مما يجعلنا في وضعية انتظار وترقب".

وتعقد مختلف الفعاليات النسائية بالجهة، الآمال على ما ستخلص إليه أشغال المنتدى النسائي الأول المنظم من قبل جمعية مبادرات لحماية حقوق النساء بفاس، ما بين 5 و10 ماي الجاري تحت شعار "نساء فاس رافعة أساسية للتنمية الديمقراطية المحلية"، من توصيات واقتراحات بتعاون وشراكة مع مختلف الجهات المعنية بملف الدفاع عن حقوق النساء في جهة فاس.

وسجلت الفعاليات النسائية المشاركة في اليوم الافتتاحي للمنتدى يوم الجمعة الماضي، حدوث تراجعات حقوقية عن بعض التحفظات الصادرة حول اتفاقية السيدا، والتوصية الصادرة عن وزارة العدل بالمصادقة على البروتوكول الاختياري الملحق بالاتفاقية وكل المبادرات التي تهم طرح قضايا العنف ضد النساء.

كما دعت في الإطار ذاته الحكومة إلى نهج أسلوب الانفتاح على جمعيات المجتمع المدني في بناء الاستراتيجيات الوطنية المبنية على مقاربة النوع، وتحدثت في هذا الصدد عن وجوب الالتفات الجدي والفاعل لواقع التهميش والتمييز ضد النساء، وتأسفت رئيسة الجمعية لعدم مصادقة الدولة المغربية على عدد من الاتفاقيات الخاصة بحقوق المرأة واستمرار التحفظات على مواد بعض اتفاقيات منظمة العمل الدولية ومنها الاتفاقية المتعلقة بحق الأمومة، وعدم إصدار القانون المنظم لعمل الطفلات خادمات البيوت، وضعف تمثيليات النساء في مراكز القرار، واستمرار واقع العنف والتمييز ومظاهر التحرش الجنسي.

وكشفت الفعاليات النسائية نفسها عن وجود عراقيل بأشكال مختلفة تحول دون التطبيق الفعلي لمدونتي الأسرة والشغل، رغم ما تعتريهما من نواقص واستمرار وضعية الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية للنساء وتطورها جراء الانعكاسات السلبية للعولمة على النساء بشكل خاص.

من جهتها أكدت رئيسة جمعية مبادرات لحماية حقوق المرأة بجهة فاس، أن "عقد هذه المبادرات لمن شأنه الدفع بالنسيج الجمعوي الحقوقي المحلي والجهوي للانخراط الفعلي في طرح أوراش ممكنة وفتح حوار صريح وبناء مع السلطات العمومية بالجهة من أجل صون حقوق المرأة وكرامتها".

وطالبت الفاعلة الحقوقية في هذا الصدد، مختلف الفاعلين في المجال باتخاذ الاستراتيجية المتاحة لمساندة النساء ضحايا العنف وإدماج مقاربة النوع في السياسات العمومية وأوراش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وفي برامج كفيلة بمناهضة استغلال الأطفال جنسيا واقتصاديا بالإضافة إلى سبل تحقيق شراكة حقيقية وفعلية مع المجتمع المدني دون السقوط في علاقات الاحتواء الهادئة أو علاقات الصراع العنيفة.

كما دعت بالمناسبة إلى "خلق ميكانيزمات وآليات للتتبع ينخرط فيها الجميع ويتحمل كل طرف مسؤوليته من أجل النهوض الفعلي بأوضاع النساء المغربيات"، واعتبرت الفاعلة الحقوقية نفسها، أن "الديمقراطية بلا نساء محكومة بالإعاقة الدائمة".

وتتواصل فعاليات المنتدى النسائي الأول المنظم بتنسيق مع الجمعيات العاملة والمهتمة بقضايا النساء ومجلس جهة فاس بولمان، بعقد ورشات نسائية بقصر المؤتمرات تجمع مختلف الفعاليات الحقوقية والقانونية، والتي ينتظر أن تصدر توصيات ومقترحات يعقبها تشكيل لجنة للتتبع وصياغة ميثاق شرف في الموضوع.

ويتوقع أن تنصب أشغال المنتدى على الواقع الحقوقي للنساء وطنيا ومحليا وتحديد مجالات التدخل الأساسية ووضع كل الجهات ومختلف الفاعلين في المدينة أمام المسؤولية التاريخية التي ليست غير التدخل الإرادي والفعلي لتغيير واقع النساء نحو الأفضل وذلك من خلال اعتماد أربعة محاور همت "العنف ضد النساء" و"الطفلات في وضعية صعبة" و"إدماج مقاربة النوع في السياسات العامة" و"أية استراتيجية للشراكة بين المجتمع المدني والدولة" .

من جانب آخر، جرى بالموازاة مع ذلك تنظيم معرض للمنتجات النسائية بساحة جباري، وجرى في الإطار ذاته تقديم عروض ولوحات فنية وسكيتشات هزلية حول محاربة تشغيل الأطفال وعرض مسرحية "المرأة والألفية الثالثة" وعرض أوبريتي "وليدات لاكار" و"الخادمة".
ويشمل برنامج المنتدى تنظيم قافلة للتوعية الصحية والتحسيس بالحقوق الإنسانية للنساء بدار الشباب البطحاء ومقر الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة بباب الخوخة ومركز الأمل بمدينة صفرو.




تابعونا على فيسبوك