يخلد العالم يوم الأحد سابع ماي الجاري اليوم العالمي لداء الربو ـ الحساسية، الذي أصبح مناسبة للتذكير بالمعاناة الصحية التي يتكبدها المرضى، والتوعية بطرق الوقاية من مضاعفات هذا المرض.
يعتبر داء الربو من الأمراض التي تصيب شعب القصبة الهوائية المسؤولة عن نقل الهواء
وهو نوعان، الأول يحدث نتيجة الحساسية والثاني لا تعرف أسباب حدوثه.
فأثناء التنفس الطبيعي، ترتخي مجموعة العضلات المحيطة بالقصبات الهوائية للسماح للهواء بالمرور بشكل طبيعي.
للتقرب أكثر من جوانب هذا الموضوع، حاورت " الصحراء المغربية " البروفيسور عبد الكريم بهلاوي، رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى ابن رشد في الدار البيضاء.
٭ ماهي الأعراض الأساسية لمرض الربو؟
ـ بداية، لا بد أن أذكر أن أعراض الربو تحدث عندما تتعرض الممرات الهوائية للمصاب لأحد التغيرات أوالالتهابات.
ومن أهم علامات المرض شكوى المصاب من سعال مستمر خلال الليل، تليه صعوبة في التنفس وصدور صفير من الصدر.
وغالبا ما يصاحب هذه الأعراض سيلان في الأنف، واحمرار وحكة وسيلان الدموع من العين.
وأشير إلى أن هناك بعض الأشخاص تظهر لديهم أزمات ربو متتالية بسبب صعوبة طرح ثاني أوكسيد الكاربون من الرئة، تتطلب تدخلا طبيا سريعا، بينما حالات أخرى يشعر خلالها المصاب بأزمات الربو خفيفة لا تظهر إلا في فترات متباعدة من الأزمة.
٭ هل من السهل تحديد الأسباب الحقيقية للمرض؟ وما هي الفئة العمرية التي يستهدفها المرض؟
ـ صراحة يصعب على الأطباء والباحثين حصر الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالربو
إذ تشيرالأبحاث الطبية المنجزة إلى أن الأسباب المباشرة للمرض تكمن في إصابة الشخص بحساسية تجاه بعض اللقاحات أوالحيوانات الأليفة أوالتعفنات، ويمكن أن يعاني المصاب حساسية من بعض الأطعمة أوالصراصير أوالأتربة أوروائح المواد الكيماوية.
كما أن حساسية الشخص للغبار والرطوبة وبعض أنواع الورود قد تكون وراء ظهورالمرض
أما بالنسبة إلى الفئة العمرية التي يستهدفها المرض، فهي غير محددة، إذ غالبا ما يظهر الربو في سن مبكرة، والاستثناء أن يظهر في سن متأخرة من عمر الإنسان، مما يدفع العديد من التساؤلات والإشكالات الصحية.
من واجب الطبيب البحث عن مسببات ظهوره في سن متأخرة حتى يتسنى له وصف الدواء الملائم للمريض.
وحسب تجربة العديد من المختصين قد يكون ظهور المرض مرتبطا ببعض الأمراض الباطنية
وعلى العموم كشفت مجموعة من الأبحاث الطبية عن ظهور المرض لعوامل وراثية نتيجة حمل الجينة المسؤولة عن الإصابة بالربو.
وبالمناسبة، يأخذ المرض عند بلوغ الشخص اتجاهين مختلفين : الأول تكون حدة المرض فيه منخفضة والثاني تزداد صعوبة تحمله، والنتيجة ذاتها تعيشها المرأة عند بلوغها سن إنقطاع الطمث الحيض.
٭ ما هي أشكال العلاج المتوفرة لتجاوز الأزمات التي يتسبب فيها الربو؟
ـ تتنوع الأدوية بحسب نوع المرض، وقبل الحديث عن الأدوية لا بأس أن أوضح أن هناك نوعين من المرض. الأول هو ما يعرف بـ "الضيقة" والثاني عبارة عن حساسية ضد شيء معين.
ويعتبر النوع الأول الصنف الأكثر خطورة لكونه يتطلب علاجا خاصا للقصبات الهوائية الداخلية التي تحول دون مرور الهواء إلى الرئة، فيما علاج التهابات الجيوب الأنفية ـ الصنف الثاني ـ يستوجب أخذ دواء خاص مكون من مادة "الكورتيكوييد" الذي يعتبر العلاج الأساسي لهذه الالتهابات. وتتوفر العلاجات على شكل حقن وأقراص و بخاخ "رشاش"
وشخصيا أصف هذه العلاجات عدا الحقن، للمضاعفات الصحية التي يمكن أن تعكسها على صحة المريض.
ويظل "الرشاش" أحسن وسيلة لتجاوز أزمات الربو، وهو نوعان : بخاخ أزرق يساعد العضلات المحيطة بالقصبات الهوائية على تمرير الهواء إلى الرئة، تنتهي فعاليته بعد أربع ساعات من استعماله، يتطلب إعادة أخذه مرات متكررة في اليوم، وهناك بخاخ أحمر أو يميل للحمرة، يستعمل لمدة علاجية طويلة، يحددها الطبيب حسب سن وحدة إصابة الشخص.
أشير إلى أن ممارسة التمرينات الرياضية، تفيد كثيرا مرضى الربو ولا تشكل أدنى خطر صحي عليهم عكس ما هو متداول لدى البعض.
٭ هل بالآمكان تجنب المرض بتتبع إجراءات وقائية؟
ـ الطريقة الوقائية الوحيدة المتوفرة بالنسبة إلى الأشخاص المرضى بالربو لتجنب مضاعفات وحدة المرض، هي الابتعاد عن استهلاك بعض المواد الغذائية المسببة للحساسية ولمس الحيوانات التي لديهم حساسية اتجاهها، وإزالة الزرابي والستائر واللوحات المعلقة على الحائط، وكل ما من شأنه تجميع الغبار .
مع الحرص على استعمال وسادات نظيفة للنوم لتجنب استنشاق فيروسات الغبار
أما بالنسبة إلى الأشخاص السالمين من المرض، فلا تتوفر سبل تجنبهم الإصابة به، سوى تجنبهم لكل ما فيه رطوبة وتعفن وغبار .